لندن ـ ''البيئة والتنمية''
فيل ضخم يستحمّ في بركة وحل، صوَّره البريطاني بن أوزبورن فنال جائزة ''أفضل مصوّر للحياة الفطرية'' لسنة .2007 وحلّ الفتى البريطاني باتريك كورنينغ (11 عاماً) في المرتبة الأولى لفئة المصورين الشباب بلقطة سماها ''لحظة قرود''.
هذه المسابقة العالمية ينظمها سنوياً متحف التاريخ الطبيعي في لندن ومجلةBBC للحياة الفطرية برعاية شركة ''شل''. وقد أمضت هيئة التحكيم، التي ضمت مجموعة من أفضل مصوري الطبيعة في العالم وخبراء مرموقين في الحياة الفطرية، ثلاثة أشهر وهي تتداول مشاركات ضرب عددها رقماً قياسياً بلغ 32,000 صورة من 78 بلداً.
اختبأ بن في سيارته راصداً بركة الماء الموحلة في منتزه تشوبي الوطني في بوتسوانا. وهو ظل يذهب الى هناك يومياً لمدة ثلاثة أسابيع أثناء موسم الجفاف. وعندما رفع الفيل خرطومه لرش جسمه، استخدم بن سرعة اغلاق بطيئة في الكاميرا لالتقاط ضوء الصباح الخافت وقِوام الوحل. قال: ''أحب الطاقة في هذه الصورة. والواقع أن ارتباطها بالفيزياء هو أكبر من ارتباطها بعلم الأحياء، اذ ان مزيج الضوء والقوام والحجم والاجهاد والقوة والسرعة تجسَّد كله في لحظة زمنية مثيرة بصرياً. وبصرف النظر عن أي شيء آخر، بدا ذلك لهواً ممتعاً أيضاً''.
أما باتريك كورنينغ فاغتنم لحظته الفائزة عندما كان عمره تسع سنوات فقط. ففي أثناء عطلة مع والديه في كوستاريكا، اكتشف أن أفضل الأماكن لرصد الحياة الفطرية المحلية هو شرفة غرفته. وكانت القرود السنجابية الثلاثة من زواره الدائمين. وذات يوم، بعد أن أكلت من ثمار شجرة قريبة، مكثت تلعب. قال باتريك: ''كم كان المنظر ظريفاً عندما أخذ أحدها يشد رفيقه من أذنه. أذكر أنني همست لها أن لا تتحرك''.
رئيس هيئة التحكيم مارك كارواردين قال عن صورة باتريك: ''كل شيء اجتمع في لحظة الحياة الفطرية الرائعة هذه. لقد رُصدت واستُغلت جيداً، فتحولت الى شيء مبتكر ولافت للنظر من خلال تلك الايماءة البسيطة: ''قرد يشمط أذن قرد آخر. إنها تبعث على الابتسام كلما نظرت اليها''.
تعرض الصور الفائزة حالياً في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، حتى 27 نيسان (أبريل) المقبل، لتبدأ بعد ذلك جولة في بريطانيا وحول العالم. وسوف تنشر في كتاب تذكاري تصدره BBC بسعر 25 جنيهاً استرلينياً (نحو 50 دولاراً).
الدعوة موجهة حالياً للاشتراك في مسابقة 2008. وفي وسع المصورين من جميع الدول العربية، المحترفين والهواة، تقديم مشاركاتهم بدءاً من كانون الثاني (يناير) حتى نهاية آذار (مارس) 2008. وستكون استمارات المشاركة متاحة على الموقع الالكتروني: www.nhmac.uk/wildphoto
فطور ابن آوى
يوهان بوتا، جنوب افريقيا (الجائزة الأولى في فئة السلوك الحيواني)
كل صباح، تحطّ ألوف اليمائم لتشرب من بركة باء في منتزه إتوشا الوطني في ناميبيا. وكل صباح، ينضم اليها ابن آوى أسود الظهر طالباً وجبة الفطور. يتجاوز اليمائم ببطء متظاهراً أنه غير مهتم بها، ثم يقفز فجأة. هذه الحركة الذكية تمكنه من التقاط طائرين أو ثلاثة كل صباح".
هناك ثلاثة أنواع من بنات آوى في افريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق أوروبا، ومشاهدتها وهي تتقاتل على جيفة منظر مألوف في معظم المنتزهات الوطنية. لكن أكل الجيف لا يشكل إلا جزءاً يسيراً من طعامها، فهي صيادة رشيقة تستطيع التقاط الطيور وثدييات صغيرة مثل الأرانب والظباء الحديثة الولادة.
باقة فراشات
فيليب توسان، بلجيكا
"الفراشات فاتنة عند العصر. وقد أردت التمتع بأشكالها الشبيهة بالجواهر عندما تستريح، فأمضيت وقتاً وأنا أفتش عن ملاذ لها على الأرض الطبشورية المعشبة في لورين بشمال شرق فرنسا. هنا تستقر الذكور والاناث لقضاء الليل، لذلك نصبت حامل الكاميرا الثلاثي القوائم، مستغلاً ضوء المساء الخافت لأخلق ما دعوته باقة فراشات".
فراشات التلال الطبشورية الزرقاء، كما يوحي اسمها، تزدهر في المناطق ذات التربة الطبشورية والكلسية. وتبدو الذكور والاناث مختلفة كثيراً. فلون الذكور أزرق سماوي، ولون الاناث بني شبيه بالشوكولاتة. وقد استنزفت الزراعة المكثفة والمبيدات المنحدرات الطبشورية التي كانت في الماضي غنية بالأزهار. كذلك، حين تقلّ الأراضي التي ترعاها الحيوانات تسود الشجيرات والأشجار بسرعة، فتصبح ازالتها مكلفة.
ذوبان قطبي
آرني نيفرا، النروج (جائزة "أرض واحدة" الخاصة)
"كنت استريح بعد يوم طويل من التصوير شرق جزيرة بارنتسويا في سفالبارد (النروج). كان قاربنا بعيداً عن أقرب أرض أو مساحة جليدية. لكن قبل منتصف الليل، ظهرت لنا كتلة جليدية عليها حمولة غريبة: دب قطبي صغير. وهو سبح بعيداً عن "قارب النجاة" الذائب الذي يمتطيه، لكن الصورة تظهر بوضوح كيف أن تغير المناخ يؤثر في المنطقة القطبية الشمالية".
الدب القطبي معرض للخطر باعتراف دولي، لأن الجليد الذي يصطاد عليه يذوب بسبب الاحترار العالمي. في العام 1996 بلغ معدل الخسارة نحو 100 كيلومتر مكعب في السنة. واليوم، بعد 11 سنة، تضاعفت تلك الخسارة. ومن دواعي القلق الأخرى التلوث، وكون الاناث لا تزاوج إلا كل سنتين أو ثلاث سنوات.
حمّام الفيل
بن أوزبورن، بريطانيا (أفضل مصوّر للحياة الفطرية لسنة 2007)
لحظة قرود
باتريك كورنينغ، بريطانيا (الجائزة الأولى للمصورين الشباب)
Ben Osborne / Shell wildlife photographer of the year
Patrick Corning / Shell wildlife photographer of the year
Johan J. Botha / Shell wildlife photographer of the year
Philippe Toussaint / Shell wildlife photographer of the year
Arne Naevra / Shell wildlife photographer of the year