فوق أحد الشعاب المرجانية في مياه دبي، سوف يتم تشييد فندق فريد من نوعه، يكون جزء منه فوق المياه وجزء منه في قاع البحر.
فندق الأقراص المائية (Water Discus Hotel)، الذي تعاقدت شركة الأحواض الجافة العالمية في دبي على بنائه مع شركة «ديب أوشن تكنولوجي»، سيتيح لنزلائه قضاء عطلة تحت البحر في ما يشبه غواصة فخمة. ويضم القرص الأسطواني المائي، الذي تبلغ مساحته 1000 متر مربع، 21 غرفة بواجهات زجاجية بانورامية، ومركزاً للغوص، ومقصفاً، على عمق عشرة أمتار تحت الأمواج. ويسمح نظام الاضاءة الخاص للنزلاء بمشاهدة الحياة البحرية النباتية والحيوانية، كما تتيح لهم التقنيات الحديثة في الغرف رؤية الكائنات الدقيقة.
أما الأقراص العلوية فتقع على ارتفاع يتراوح بين 5 و7 أمتار فـوق سطح الماء، وتضم ردهة ومطعماً و«سبا» وبركة سباحة ومهبطاً للطائرات المروحية.
وهناك ثلاثة أعمدة دعم تسمح للقرص السفلي بالارتفاع والانخفاض. ويربط العمود الأوسط النزلاء بعالم تحت الماء، وهو مجهز للانزلاق صعوداً وهبوطاً من خلال الفتحة الوسطى في القرص العلوي، ما يسمح لمشغلي الفندق بتثبيت القرص السفلي في العمق المناسب، علاوة على إخلائه في حالة الطوارئ.
لا شك في أن فكرة الفندق العائم ـ الغارق ستغري السياح الأثرياء بالمجيء الى دبي، التي باتت بين المقاصد السياحية الرئيسية في العالم. ولكن هل تعلمت الإمارة من تجاربها السابقة في المشاريع الإنشائية غير الصديقة للبيئة؟ من هذه المشاريع جزيرة نخلة الجميرة، وأرخبيل «العالم» الذي يضم جزراً في شكل القارات، وقد ساهما في الأزمة المالية الضخمة التي ضربت دبي، كما تسببا بأضرار فادحة في البيئة البحرية والشعاب المرجانية.
فهل من الحكمة إقامة فندق كهذا؟ وهل ستجرى دراسة علمية حقيقية لأثره البيئي؟ ليس هناك ما يدعو الى القلق في رأي شركة ديب أوشن تكنولوجي التي ستتولى بناءه، «فلو حدثت تغيرات في الظروف البيئية أو الاقتصادية، يمكن تفكيك الفندق ونقله الى مكان آخر»!
المقلق أكثر أن فندق دبي البحري هذا سيكون نموذجاً للاستنساخ في أماكن أخرى حول العالم.