تشكل المعارض الدولية للسيارات تظاهرة لعشاقها والمتابعين لأحدث تطوراتها التقنية. وجرياً على العادة، شهد معرض فرانكفورت الذي أقيم بين 13 و23 أيلول (سبتمبر)، ومعرض طوكيو الذي افتتح في 26 تشرين الأول (أكتوبر) ويستمر حتى 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، اقبالاً كثيفاً من الجمهور للاطلاع على أحدث الطرازات من مختلف صانعي السيارات في العالم.
تميز المعرضان هذه السنة بأن البيئة كانت هاجساً رئيسياً. وكان التنافس على أشده من ناحية تخفيض نسبة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون واستهلاك الوقود. وبدا من الاعلانات الدعائية أن المشاركين باتوا أكثر وعياً لموضوع حماية البيئة، بسبب القوانين التي تُسن في عدد متزايد من البلدان، والتزام الدول الموقعة على بروتوكول كيوتو بخفض جذري للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري والناتجة عن المحروقات.
في هذا الاطار، كشفت شركة مرسيدس ـ بنز عن نموذج ''اف ''700 الذي يمثل رؤيتها لسيارة السيدان المستقبلية ذات المقصورة الرحبة والتي تطلق مستويات منخفضة من الانبعاثات. ويجمع محرك ''اف ''700 بين الاستهلاك الاقتصادي لمحرك الديزل والقوة الكامنة في محرك البنزين، بحيث لا تتعدى انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون 127 غراماً لكل كيلومتر، فضلاً عن استهلاك ما يوازي 3،5 ليتر فقط من البنزين لكل 100 كيلومتر، ما يعد مستوى منخفضاً جداً لسيارة من هذه الفئة. وتضع ''اف ''700 معايير جديدة بالنسبة الى ضجيج الطرق واهتزاز الاطارات، بالاضافة الى نظام تعليق (suspension) يستخدم أشعة ليزر لكشف أوضاع الطريق أمام السيارة وتكييف النظام أوتوماتيكياً ليتماشى معها.
وأطلقت شركة جنرال موتورز سيارتها ''هيدروجين ''4 المجهزة بتكنولوجيا خلايا الوقود، وهي النسخة الأوروبية من ''شيفروليه اكينوكس'' العاملة بخلايا الوقود. وهي مزودة بمجموعة بطاريات، وتشمل 440 خلية تم توصيلها لتقوم بتحويل الطاقة الكيميائية الى طاقة كهربائية، من دون احتراق داخلي خلال عملية التفاعل الكهربائية-الكيميائية التي تجمع بين الأوكسيجين والهيدروجين لينتج عن تفاعلهما الماء والكهرباء.
وفي إطار المنافسة على لقب ''المقود الأخضر''، استخدمت شركة فيات الغاز الطبيعي في سيارتها الصغيرة ''باندا باندا''، فقللت انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 23 في المئة وقللت انطلاق ذرات السخام قريباً من الصفر. وزودت الباندا بخزانين تحت بدنها يتسعان لـ 13 كيلوغراماً من الغاز الطبيعي المضغوط. وقيادتها لا تكلف أكثر من 3,5 يورو (5 دولارات) لكل 100 كيلومتر.
وكان لافتاً اعلان شركة بورش عن تزويد سيارتها ''كايان'' بمحرك هجين يعمل بالوقود والكهرباء، تزعم انه سيخفض استهلاك الوقود بنسبة الثلث على الأقل، من 13 ليتراً الى أقل من 9 ليترات لكل 100 كيلومتر. ومحرك سيارة ''كايان'' هو من أكثر المحركات تلويثاً للبيئة حالياً، اذ ينفث في الهواء نحو 358 غراماً من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الكيلومتر الواحد.
في معرض طوكيو بشكل خاص، كان واضحاً ازدهار سوق السيارات الصغيرة في المدن المكتظة، فبرزت هوندا وتويوتا ونيسان بتقديم أحدث ما أنتجت، خصوصاً سيارات الهايبرد التي تعمل بمحرك وقود ومحرك كهرباء.
وكشفت شركة نيسان عن سيارة صغيرة جديدة هي ''بيفو ''2 تعمل على بطاريات مضغوطة من الليثيوم، وفي قدرة سائقها أن يدير قمرة القيادة حول نفسها 360 درجة، كما تستطيع العجلات أن تدور 90 درجة. وقد أفادت نيسان أنه رغم جهوزية هذه السيارة فان سعرها لا يزال باهظاً جداً ما يعوق طرحها في الأسواق حالياً. والفارق الأساسي بين الطراز الأول من ''بيفو'' والنسخة المحدثة ''بيفو''2 هو ''الرجل الآلي'' المتكلم المدمج فيها، الذي يستطيع السائق التحدث اليه بالانكليزية أو اليابانية لسؤاله عن وظائف السيارة أو ارشاده الى المطعم أو المنتزه الأقرب.
|