تخيّل أنك تعيش وتعمل وتلهو في مكان مصمم لراحة الناس والحيوانات والأرض. تصوّر مكاناً خالياً من مواقف السيارات والمراكز التجارية الكبرى وزحمة السير، حيث لا إجهاد يذكر. تخيل مكاناً يجمع بين تنوع الناس وتنوع الأفكار في المدن من جهة، وأفضل ما في القرى والبلدات الصغيرة.
ألا تشعر بأن المجتمع الذي نعيش فيه صمم لتسرح فيه السيارات وتمرح ولو على حساب صحتك وصحة عائلتك وحيواناتك. أنت لست وحيداً. فقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة ''هاريس إنترآكتيف'' لمصلحة شركة مدينة الدراجات Bicycle City LLC في نيسان (أبريل) 2008 أن 65 في المئة من البالغين الأميركيين أبدوا اهتماماً بالعيش في ''مدينة الدراجات''، وأن واحداً من كل ستة أشخاص كان مهتماً الى أبعد الحدود.
مدينة الدراجات هي في مراحل التطور، وهدفها بناء مجتمع صديق للبيئة خالٍ من السيارات ومتعدد الاهتمامات في الولايات المتحدة. وتصميمها يروّج لنمط حياة مفعم بالنشاط وصحي ومستدام ورؤوف بالحيوانات. فما الذي تحمله مدينة الدراجات من فرادة في وقت أصبح فيه الأخضر هو اللون الرائج؟ في خضمّ المساعي الجدية لاجتراح حلول متنوعة لمشاكل تغير المناخ، من الطاقة الشمسية الى اعادة التدوير الى الزراعة العضوية، تسعى مدينة الدراجات الى دمج هذه الحلول في نمط حياة يومي.
التصاميم الخاصة بأول مجتمع لمدينة الدراجات تشتمل على مركز تجاري ـ سكني متكامل يهدف الى أن يصبح مقصداً سياحياً بيئياً على الصعيد العالمي. وتشمل الخطط بيوتاً تستخدم مصادر الطاقة المستدامة الى أقصى حد ممكن، بالاضافة الى مساكن فوق طبقات المتاجر والمكاتب في وسط المدينة. والمقيمون الذين يمتلكون سيارات سوف يكون بامكانهم ايقافها بشكل ملائم على الحدود الخارجية للمدينة والتوجه الى بيوتهم على دراجة أو مشياً تحت مظلة من صفوف الأشجار. والمدينة مصممة بحيث يكون كل شيء متاحاً بالمشي لمسافة مريحة. وسوف يترك نصف الأراضي من دون تطوير عمراني، لاستخدامه في الزراعة العضوية وتوفير أماكن ترفيهية للمقيمين والزائرين.
تقول روث ديلتز مديرة الاتصالات في شركة مدينة الدراجات التي تأسست عام 2006: ''نريد أن نبني نموذجاً للتنمية في المستقبل. ومدينة الدراجات هي مجتمع للناس الذين يريدون أشياء جديدة، يريدون نمط حياة أنظف وأصحّ وأنشط لهم ولعائلاتهم. ومن خلال اعتماد استراتيجيات البناء الأخضر، وتقليص الاستعمال اليومي للسيارات، يمكننا احداث تغيير في استهلاك الطاقة، وبالتالي في صحة الكوكب''. وتريد المجموعة أن تعمل بشكل وثيق مع المجتمعات المجاورة وأن تكون متفهمة لاحتياجاتهم وأهدافهم.
لقد بدأت فكرة مدينة الدراجات تكتسب زخماً. وقال جو ميليث، وهو من مؤسسيها، إن أكثر من 50 ألف شخص يزورون الموقع الالكتروني BicycleCity.com كل شهر. كما أن نحو 10 ملايين زائر استخدموا موقع Google للاطلاع على مدينة الدراجات. وقالت سيدة في رسالة إلكترونية: ''على رغم أنني أقود سيارة هايبريد (هجينة)، أحب أن أمضي أسابيع من دون أن أركبها''.
|