كان الصمغ العربي ضمن منتجات قليلة استثنتها الولايات المتحدة من العقوبات التي فرضتها على السودان عام 1997 بسبب ما وصفته بـ ''دعم الخرطوم للارهاب الدولي''. وقبل أن يبدأ السودان بتصدير النفط، كان الصمغ العربي يدر على البلاد 16 في المئة من الايرادات بالعملة الصعبة. وحتى 1920، كان هو المحصول التصديري الأول في السودان. وما زال محصولاً مهماً، اذ يعتمد عليه نحو ستة ملايين سوداني في عيشهم.
يستخرج الصمغ العربي من نوعين من شجر السنط (الأكاسيا) ينموان في الصحراء الافريقية الكبرى، هما Acacia senegal وAcacia seyal. ويستعمل أساساً كمادة مثبتة في صناعة المنتجات الغذائية، ويشكل عنصراً رئيسياً في صناعة المرطبات والسكاكر واللبان (العلكة) وكثير من الأدوية. كما يستخدم في تحضير أصباغ الرسم المائية وفي طبع الصور الفوتوغرافية. وهو مكون رئيسي لدهانات الأحذية وللمادة اللاصقة على الطوابع البريدية وورق السجائر. وتستعمله المطابع لمنع تأكسد صفائح الطباعة المصنوعة من الألومنيوم خلال الفترة الفاصلة بين تهيئتها واستعمالها في الطبع.
قبل عشر سنين، كان السودان ينتج 80 في المئة من اجمالي انتاج العالم من الصمغ العربي. واليوم يحذر كثير من المنتجين السودانيين من أخطار تهدد هذا القطاع بالانهيار، بسبب قيود تفرضها الحكومة على التسويق والتصدير عبر شركة ''الصمغ العربي''، ويطالبون بتحرير هذا القطاع وتقديم حوافز الى المزارعين. وهم بدأوا يحجمون عن زراعة أشجار الصمغ ويتحولون الى محاصيل أخرى، لأن الشركة تصر على دفع سعر أدنى بكثير مما يطلبون.
وتظهر بيانات رسمية أن السودان صدّر العام الماضي نحو 9 آلاف طن من الصمغ العربي، قيمتها 20 مليون دولار، في مقابل نحو 50 ألف طن عام .1970 وعزت شركة ''الصمغ العربي'' انخفاض الصادرات الى انخفاض الأسعار في السوق الدولية، وتراجع الطلب، وظهور منتجين جدد مثل نيجيريا وتشاد، ما جعل السوق تتسم بمنافسة أكبر. ولفت عضو مجلس ادارتها ابراهيم يوسف الى أن الوضع الجديد ''يفرض علينا خفض الأسعار التي ندفعها للمزارعين''. لكن المزارعين يعتبرون أن خفض السعر هو وراء لجوء المنتجين الى قطع الأشجار أو تهريب انتاجهم الى دول مجاورة مثل تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
ويحذر المدافعون عن البيئة من زيادة التصحر اذا اختفت هذه الأشجار، علماً أن النزاعات في اقليم دارفور، حيث يزرع الصمغ العربي، أدت الى تراجع كبير في الانتاج.
كادر
الصمغ العربي قوة ضغط عالمي
في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن في 30 أيار (مايو) 2007، هدد السفير السوداني جون اوكك بوقف تصدير الصمغ العربي من بلاده اذا فرضت عليها عقوبات تجارية اقترحتها الولايات المتحدة، كرد سياسي منها على العلاقة المزعومة بين حكومة السودان وميليشيا الجنجاويد. وقد وقف أوكك متكلماً وسط قناني ''كوكاكولا''، وقال رافعاً إحداها: ''أريدكم أن تعلموا أن 80 في المئة من الصمغ العربي الذي يدخل في صنع جميع المرطبات في أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، يتم استيراده من بلادنا ''.
|