باشرت 16 مدينة حول العالم خفض انبعاثاتها الكربونية من خلال تجديد مبانيها العامة بتكنولوجيا خضراء، وفق برنامج أطلقته مؤسسة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. وقد التزمت مؤسسات مصرفية عالمية كبرى بمبلغ خمسة بلايين دولار دولار لتحقيق هذا الهدف.
تشمل التغييرات استبدال أنظمة التدفئة والتبريد والانارة بشبكات مقتصدة بالطاقة، وجعل السطوح بيضاء أو عاكسة كي تحرف حرارة الشمس، وتركيب أجهزة شمسية للتسخين والتدفئة والانارة، وعزل النوافذ أو تركيب نوافذ جديدة تسمح بدخول مزيد من الضوء، وتركيب أجهزة تحسس لرفع كفاءة الاضاءة وتكييف الهواء. وتتوقع مؤسسة كلينتون أن تخفض التغييرات المقترحة استهلاك الطاقة في تلك المباني بنسبة 20 الى 50 في المئة، ما يعني تقليلاً كبيراً للانبعاثات الكربونية المحتبسة للحرارة، فضلاً عن وفورات في فواتير الكهرباء.
قال كين ليفينغستون، عمدة مدينة لندن المشاركة في هذا التحالف، ان ''المباني تستهلك 40 في المئة من طاقة العالم وتطلق ثلث غازات الدفيئة، وهذا التحالف سيتيح للمدن الامكانية المادية لخفض انبعاثاتها بشكل جذري''. وأشـار عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ إلى ان مدينته هي الأسوأ لجهة التلـوث البيئي الذي يصل إلى حدود 79 في المئة، وانها تنتج وحدهـا أكثر من واحـد في المئة من اجمالي ما تنتجه الولايات المتحدة من الغـازات، اي ما يـوازي 58 مليون طن. ويُعادل هذا الرقم انتاج بعض الدول مثل ايرلندا والبرتغال. واتخذ رؤساء البلديات قرارات تقضي بتطوير النظام الايكولوجي في مدنهم، مثل التقليل من استخدام السيارات في المدن والاستعاضة عنها بالدراجات الهوائية والنقل العام وانتاج الطاقـة النظيفـة بدل الاعتماد على الوقـود الاحفوري، وفرض رسوم اضافية على المنشآت الصناعية الكبرى.
وأفاد آرا ماغازينر، رئيس مبادرة كلينتون المناخية، بأن سلطات المدن وأصحاب المباني الخاصة يرغبون في البناء والتجديد على أساس مزيد من الاقتصاد في الطاقة، لكنهم لا يستطيعون عادة تحمل النفقات الأولية، مضيفاً أن الشراكة مع المؤسسات المصرفية ''سيتي غروب'' و''دوتشي بنك'' و''جي بي مورغان تشايس'' و''يو بي إس'' و''أ بي إن أمرو'' ستجعل ذلك ممكناً وتعود بالنفع على جميع المنخرطين: ''انهم سيوفرون المال، ويكسبـون المـال، ويخلقون الوظائف، وسيكون لهم أثر جماعي هائـل على تغير المناخ دفعة واحدة''.
بالمال من البنوك، ستحصل المدن على التكنولوجيا الخضراء من دون كلفة. ويفترض البرنامج أن تخصص المدن المال الموجود في موازناتها لتشغيل المباني، وأن تسدد القروض مع الفائدة من خلال وفورات الطاقة التي تحققها المشاريع على مدى سنوات عدة. ولضمان تحقيق هذه الوفورات، ستجري شركات ''هانيويل إنترناشونال'' و''جونسون كونترولز'' و''سيمنز'' و''أميريكان ستاندرد'' تدقيقات حسابية للطاقة في المباني، وتكمل التغييرات، وتضمن الوفورات الطاقوية. وإذا لم تتحقق الوفورات المتوقعة، تدفع هذه الشركات الفرق أو تجري التغييرات في المباني لتحقيق الوفورات.
وللاسراع في انجاز المشروع، نُظمت المعاملات المصرفية والرخص بحيث بدأ العمل صيف 2007 في مجموعات من المباني بدلاً من كل مبنى على حدة.
وقد أعلن العمدات ورؤساء البلديات من جميع المدن المشاركة، الذين اجتمعوا في ''قمة المناخ للمدن الكبرى'' في نيويورك في أيار (مايو) 2007، انهم قرروا اتخاذ اجراء حول تغير المناخ، اذ لا يسعهم الانتظار حتى تضع بلدانهم سياسات وطنية بهذا الخصوص''. وقال بلومبرغ: ''من المؤسف أن هذا الأمر آل الى السلطات المحلية في المدن، لأن المسؤولين على المستوى الاتحادي في هذا البلد وبلدان اخرى يبدو أنهم مقيدون''.
المبدأ وراء التجمع هو أن المدن تتحمل مسؤولية جوهرية في التصدي للتغير المناخي، لأنها تغطي نحو 1 في المئة من سطح الأرض لكنها تولد 80 في المئة من غازات الدفيئة المحتبسة للحرارة. والمدن المشاركة في البرنامج هي نيويورك وشيكاغو وهيوستن وتورونتو ومكسيكوسيتي وبرلين وروما ولندن ودلهي وكراتشي وطوكيو وسيول وبانكوك وملبورن وساوباولو وجوهانسبورغ. وتتوقع مؤسسة بيل كلينتون أن تتوسع الشراكة الى مزيد من المدن والشركات بعد المرحلة الأولى.
|