لقد كتب الكثير عن تنظيم الحملات، وأفضل نصيحة هي الاستعانة ببعض كتب التدريب الأساسي من منظمات نجحت في إطلاق الحملات. لكن مهما كانت محتويات هذه الكتب، ومهما كان كلام الناس، يجب إدماج جميع المعلومات والمعارف وتكييفها لهداية الحملة، وعدم الاكتفاء بفهمها نظرياً. ومن الأهمية بمكان أيضاً التأكد من أن الحملة تنظم ضمن البيئة الثقافية والسياسية الخاصة.

ولكن تبقى نقاط رئيسية قد تكون لها قيمة كبرى عند اتخاذ قرار باطلاق حملة وتطويرها وتنفيذها. وفي ما يأتي أمور تستحق أن تؤخذ في الاعتبار:

انشغالك بعدة قضايا دفعة واحدة سيكون منهكاً ومربكاً. وتركيزك على قضية واحدة يجعل من الأسهل على الناس أيضاً أن يستوعبوا رسالتك. يجب أن تشكل القضية الجزء المركزي من رسالتك، ويجب أن تستند رسالتك على عرض لمهمة تؤدى ضمن منظمتك من أجل الحملة. وغني عن القـول ان رسالتك ورؤيتك ينبغي أن تعكسـا خطة هذه المهمة.

من هم الذين توجه حملتك اليهم؟ الناس عموماً، الأطفال، الشباب، الوسط الثقافي، القطاع الخاص، السلطات؟ مهما يكن الذي تفعله في حملتك، عليك أن تفهم مجموعتك المستهدفة، سواء كانت مجتمعاً محلياً صغيراً أو الناس عموماً في حملة على مستوى الوطن. عليك أن تجري أبحاثاً، وتكتشف كل ما يمكن حول مجموعتك المستهدفة، وأن تطور رسائلك الاسراتيجية بناء على المعلومات التي جمعتها.

بجب أن يكون ثمة سبب لحملتك، وأن تكون للحملة بداية ونهاية. ويجب أن يتحدد السبب جيداً في القضية التي ركزت عليها. لكن متى تنتهي الحملة، وماذا تتوقع أن تفعل اثناءها؟ ان أسوأ ما يمكن أن تتعرض له الحملة هو أن ''تجرجر'' من دون هدف في المدى المنظور. الحملة الفعالة يدعمها التزام قوي، والالتزام يستمد زخماً من قوة دافعة حية. ويجب أن يتقرر الموعد النهائي للحملة من دون ابطاء. هذا بديهي في اعتقادك؟ حسناً، كثير من الشركات أخفقت لمجرد أن هذا الأمر فاتها. ان الاستعانة بأحد أيام الأمم المتحدة موعداً لانهاء الحملة يمكن أن تكون لها قيمة استراتيجية. ويمكن ربط الحملة بوثيقة تطلقها الأمم المتحدة، بشرط أن يكون محتوى الوثيقة منسجماً مع قضاياك. وستجد أن الأمم المتحدة ستقوم بأكثر من الترحيب بفرص التعاون مع الجمعيات الأهلية عند اطلاق وثائقها.

ما الذي تريد تحقيقه من الحملة؟ ما الذي يعلمك أن حملتك كانت ناجحة؟ وما الذي يعطيك انطباعاً بأنها أخفقت؟ إسأل نفسك: ما الذي أريد انجازه، ومتى أريد انجاز ذلك؟ عليك أن تكون قد حددت مجموعة من التقديمات، أي الأهداف الفرعية الملموسة التي ينبغي تنفيذها أثناء الحملة، وأن تربطها بجداول زمنية. ومما يساعد أيضاً إعداد مجموعة من المؤشرات التي تنبئك ما اذا كنت تقترب من تنفيذ التزاماتك.

سوف تعتمد قراراتك الاستراتيجية الكثيرة على نوع الحملة التي ترغب في اطلاقها. هل ستقتصر حملتك على نشر المعلومات؟ أم أنك تميل أكثر الى الضغط على مجموعات محددة، مثل السلطات أو غيرها من صانعي القرار، رؤساء مجالس الادارة في القطاع الخاص مثلاً؟ هذه النقاط التذكيرية هي جميعاً مترابطة بعضها ببعض. ومع ذلك فان حملة للتوعية والمعلومات قد تكون مختلفة جداً عن حملة ضغط أو تأييد.

مثلما ينبغي أن تفهم مجموعتك المستهدفة، ينبغي أن تفكر أيضاً بمن يمكن أن يكونوا أخصامك، وكيف قد يؤثرون في حملتك. كما ينبغي أن تعرف من هم أصدقاؤك ومؤيدوك المحتملون. وأثناء الحملة قد توجه بعض عملك للفوز بأصدقاء ومؤيدين استراتيجيين. وفي هذا السياق، قد تريد معرفة ما إذا كان هناك أصدقاء في جمعيات أهلية خارج بلدك. هل يحتمل أن ترفض دعماً تعاطفياً من خارج بلدك؟ وإذا كنت منتسباً الى موقع الكتروني، فقد يقدم لك الدعم بطرق متنوعة. وهذا ليس دعماً مالياً، وانما دعم استراتيجي.

بعض الحملات لا تنتهي، لأنها تعالج قضايا مركزية في التنمية المجتمعية. الحملة المحدودة الوقت، التي لها أهداف وتقديمات محددة، تكون محكومة بامتداد زمني محدد. لكن بعض الحملات تكون ذات قيمة أكبر إذا تضمنت خطة للمتابعة. ماذا يحدث عندما تنتهي الحملة؟ هل هناك عناصر في أهدافك المنجزة ينبغي تفقدها من جديد؟ إن وضعاً منجزاً قد يحتاج الى صيانة مستمرة لبعض الوقت.