تشكل الرياح أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة المستخدمة في العالم، وهي الثانية من حيث كمية الطاقة الكهربائية المولدة بعد طاقة المياه. وقد ازداد عدد البلدان المهتمة بهذه الطاقة مع بروز عمالقة مثل الصين والهند واسبانيا، بعدما كانت البدايات بشكل أساسي في الدنمارك وألمانيا والولايات المتحدة.

وبحسب آخر التقارير الصادرة عن الجمعية العالمية لطاقة الرياح، تم تركيب 19,696 ميغاواط جديدة خلال العام 2007 لتصل القدرة الإجمالية الى 93,849 ميغاواط، أي بنمو نسبته 26,6 في المئة. ويتم حالياً إنتاج 200 تيراواط ساعة سنوياً، تساوي 1,3 في المئة من استهلاك الكهرباء العالمي، وتصل النسبة في بعض الدول والمناطق إلى أكثر من 40 في المئة. وتوظف صناعة الرياح اليوم 350,000 شخص عالمياً، بزيادة 50,000 عن عام 2006.

ويقول أنيل كاين، رئيس الجمعية العالمية لطاقة الرياح، إن 2007 كان عاماً ناجحاً جداً لصناعة الرياح عالمياً، ولكن ثمة تطورات مقلقة، ومنها أن 20 من أفضل 40 سوقاً انخفض فيها حجم الطاقة الجديدة المركبة، ولم تستطع سوى 18 دولة زيادة طاقتها. ومع أن غالبية الدول النامية متأخرة في هذا المجال، فان الهند والصين هما ضمن أفضل خمس أسواق عالمياً. وفي رأي كاين: ''يجب زيادة الحوافز للحكومات والجهات المانحة لإطلاق برنامج تطوير عالمي''.

مقارنة بالعام 2006، الذي شهد إضافة 15,120 ميغاواط، حقق العام 2007 رقماً قياسياً في الطاقة الجديدة المركبة. ومن أهم الأسواق المزدهرة الولايات المتحدة (5216 ميغاواط) وإسبانيا (3515 ميغاواط) والصين (3313 ميغاواط) التي ساهمت في تحقيق هذا الرقم القياسي. كان النمو في الصين 127 في المئة، وهو الأفضل ضمن الأسواق الخمس الأولى. وحافظت ألمانيا على موقعها الأول بين الدول في طاقة الرياح المركبة بواقع 22,274 ميغاواط، مضيفة 1625 ميغاواط، كما حافظت الهند على المرتبة الرابعة (1580 ميغاواط)، رغم التراجع الإجمالي في الطاقة الجديدة المركبة للدولتين.

لم تستطع سوى دولتين أخريين تركيب 500 إلى 1000 ميغاواط من الطاقة هما فرنسا وإيطاليا. أما الدولة الأكثر ديناميكية فكانت تركيا التي أضافت 142 ميغاواط وشكل ذلك نمواً بنسبة 200 في المئة.

أما في التوزيع القاري، فقد بلغت نسبة الطاقة المركبة في أوروبا 61 في المئة عام 2007، وتواصل أميركا وآسيا زيادة حصتيهما. وللمرة الأولى ركبت أوروبا أقل من 50 في المئة (43,6%) تبعتها أميركا الشمالية (28,5%) وآسيا (26,6%). ولم تتجاوز حصة أميركا اللاتينية 0,4 في المئة وأفريقيا 0,6 في المئة. لقد تضاعفت طاقة الرياح 10 مرات في الأعوام العشرة الأخيرة. وبناء على هذه التطورات الجديدة، رفعت الجمعية العالمية لطاقة الرياح تقديراتها للطاقة المركبة المتوقعة سنة 2010 من 160,000 إلى 170,000 ميغاواط.

ويشكل النمو السنوي للطاقة المركبة مؤشراً مهماً لحيوية سوق الرياح. فبعد انخفاضه بين عامي 1999 و2004 ارتفع إلى 26,6 في المئة. غير ان سبب هذا النمو يعود بشكل أساسي إلى زيادة غير متوقعة في أسواق أميركا وإسبانيا والصين، وفي فرنسا حيث بلغ 75 في المئة. ولكن على رغم النمو غير المسبوق في الولايات المتحدة والأرقام القياسية المحققة (5216 ميغاواط جديدة، نمو 45 في المئة، استثمار 9 بلايين دولار، تأمين 1 في المئة من الكهرباء أي ما يلبي 4,5 ملايين منزل)، فإن هذا النمو مهدد بعدم الاستمرار نتيجة عدم الاستقرار التشريعي وانقضاء مفعول الحوافز الضريبية أواخر السنة الحالية 2008.

من الجدير ذكره أنه ما من بلد عربي قام بتركيب طاقة جديدة عام 2007 باستثناء مصر التي ركبت 80 ميغاواط لتصل قدرتها الإجمالية إلى 310 ميغاواط. ولا تظهر على خريطة أسواق الرياح الا خمسة بلدان عربية هي مصر (310 ميغاواط) والمغرب (64 ميغاواط) وتونس (20 ميغاواط) والأردن (1,5 ميغاواط) وسورية (0,3 ميغاواط).