كانت آسيا الأكثر تضرراً عام 2007 من الكوارث الطبيعية، التي حصدت أكثر من 6500 قتيل حول العالم وخلفت أضراراً بقيمة 62,5 بليون دولار، وفق دراسة أجراها مركز أبحاث أوبئة الكوارث بدعم من الأمم المتحدة. ولفت المركز، ومقره في بلجيكا، الى زيادة في عدد الفيضانات اعتبرها انعكاساً لأخطار الاحترار العالمي.
ثمانٍ من الكوارث العشر الأسوأ في العام الماضي ضربت آسيا. فقد تسبب الاعصار ''سدر'' الذي ضرب بنغلادش في تشرين الثاني (نوفمبر) بأعلى حصيلة بلغت 4234 وفاة. وأفادت مديرة المركز ديباراتي غوها ـ سابير أنه ''لم تحدث كوارث كبرى عام 2007، إلا أن الخسائر الاقتصادية كانت أعلى مما في العام السابق''. وأضافت: ''نشهد عموماً أحداثاً أكثر تطرفاً، ليست جيولوجية مثل الزلازل والثورات البركانية، وإنما عواصف وفيضانات أكثر عدداً الى حد بعيد''. وأشارت الى أن الاتجاهات الحالية تتطابق مع توقعات اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ (IPCC) في أن آسيا وأفريقيا الغربية تعانيان فعلاً من فيضانات أقوى وأكثر تكراراً، مضيفة أن ''زيادة كبيرة'' في الفيضانات حدثت عام 2007، مما تسبب في أوضاع غير صحية أدت الى انتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا.
وقد شكلت الفيضانات الـ 206 التي سجلت العام الماضي أكثر من نصف الكوارث الطبيعية الـ 399 التي سجلت حول العالم، علماً أن المعدل خلال الفترة 2000 - 2006 كان 172 فيضاناً في السنة. وقد تأثر نحو 200 مليون شخص بهذه الكوارث، نصفهم في الصين التي عانت من فيضانات شديدة في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو). وبلغت خسائر الكوارث الطبيعية المسجلة 62,5 بليون دولار عام 2007، في مقابل 34 بليون دولار عام 2006، والسبب جزئياً أن بلداناً غنية عانت أضراراً لحقت بمنشآتها المؤمنة بشكل مكلف.
بلغت خسائر زلزال ضرب اليابان في تموز (يوليو) الماضي 12,5 بليون دولار. وسببت العاصفة الشتوية ''كيريل'' التي اجتاحت أوروبا أضراراً بقيمة 10 بلايين دولار. وأحدثت فيضانات صيفية في بريطانيا أضراراً بقيمة 8 بلايين دولار، في حين كلفت حرائق برية هائلة في ولاية كاليفورنيا الأميركية 2,5 بليون دولار.
وقال سالفانو بريشينو مدير ''الاستراتيجية العالمية لخفض الكوارث'' ومقرها جنيف إن ''هذه الأرقام رسالة تذكير بما كان يمكن توفيره لو استثمرنا مزيداً من الأموال في إجراءات لخفض أخطار الكوارث''، مضيفا أنه في مقابل كل دولار ينفق على مكافحة الكوارث يمكن توفير 4 ـ 7 دولارات نفقات اعادة إعمار.
وكانت الخسائر الاقتصادية العالمية الناتجة عن كوارث طبيعية سجلت رقماً قياسياً عام 2005 بلغ 225 بليون دولار، نصفها من الاعصار ''كاترينا'' في الولايات المتحدة.
|