خارج حدود مركز المؤتمرات «ريو سنترو»، حيث تم إنتاج الوثيقة الرسمية لقمة ريو +20، كان للشعب صوته في مناقشة التنمية المستدامة من خلال أكثر من مئة حدث جانبي. من محتجين منفردين، الى مسيرات حاشدة ضمت أكثر من 30 ألف شخص من أنحاء العالم، شهدت شوارع ريو دي جانيرو دعوة الى عالم أكثر عدلاً واستدامة. خلال عشرة أيام، شارك نحو مليون شخص في النقاشات التي نظمها المجتمع المدني العالمي. وكانت «قمة الشعب للعدالة البيئية الاجتماعية» المركز الرئيسي للأفكار. وبعد نقاشات كثيرة في «مجلس الشعب الدائم» في مكان مكشوف بميدان فلامنغو، قدمت قمة الشعب كتاباً الى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، يشدد على أن «الدفاع عن الرفاه العام تضمنه مجموعة من حقوق الانسان وحقوق الطبيعة، وكذلك التضامن واحترام قناعات الشعوب المختلفة ومعتقداتها».
واعتبر دارسي فرنكو، عضو «اللجنة المشتركة لمنسقي المجتمع المدني»، أن قمة الشعب كانت مبادرة هامة جدا لمواجهة نتائج القرارات التي اتخذها رؤساء الدول. وقال: «نعتقد أن هناك حاجة الى مزيد من الاجراءات والالتزامات لكي يبدأ العالم التحرك باتجاه التنمية المستدامة. لقد أصابنا إحباط شديد من حصيلة ريو +20، لكن في الوقت ذاته نعتبر أن قمة الشعب للعدالة البيئية الاجتماعية كانت حدثاً هاماً لخلق وعي للطبيعة، وأيضاً لمعارضة نماذج الإنتاج والاستهلاك الرأسماليين. لقد تغير الزمن».
كانت قمة الشعب المكان الأكثر ديموقراطية في قمة ريو +20. وهي أقيمت على مساحة مفتوحة تحيط بها الأشجار، قبالة خليج غوانابارا حيث جبل «رغيف السكر» الشهير. كانت محجة للأجانب وللسكان المحليين، وحيزاً مميزاً للعائلات كي تتعلم معاً دروساً عن أمنا الأرض. أما ميدان فلامنغو، الذي ازدان بالألوان والحركة واحتضن كثيراً من النشاطات الثقافية، فضلاً عن الندوات السياسية والمناظرات، فقد اجتذب نحو 300 ألف شخص في المجموع. وأراد كثيرون أن يعرفوا أكثر عن 400 مندوب لعشرين جماعة أصلية برازيلية شاركت في قمة الشعب، الى جانب 1200 ممثل للشعوب الأصلية في كندا والولايات المتحدة وكولومبيا ونيكاراغوا. وانتهز «الهنود» الأصليون الفرصة لعرض وتسويق أشغالهم اليدوية القبلية، مثل الأقواس والسهام والقلادات والأواني الخشبية وسلال الخيزران.
على مسار ميدان فلامنغو كان هناك أيضاً كثير من الأشخاص المميزين، مثل بيري بان الذي ارتدى لباساً بلاستيكياً يحوي كل القمامة التي أنتجها خلال أسبوع. وأوضح أن الفكرة من ذلك هي أن يتعلم كيف يعيش أفضل من القمامة التي ينتجها. أما لويس بيتوني فحاول المساهمة في مستقبل أفضل بالتنقل في أنحاء البرازيل تاركاً شتول أشجار تحمل عبارة «تبنّوني» لأشخاص في أماكن مثل المقاهي ومقاعد الشوارع ومحطات الحافلات ومراكز التسوق. والشيء الوحيد الذي كان يطلبه هو عنوان بريد إلكتروني للشخص «المتبني» مع صورة لغرس الشتلة.
هكذا كانت قمة الشعب جميلة وحماسية، ومكاناً زاخراً بالمقاصد النبيلة والأفكار الرائعة.