Sunday 22 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
الاستثمارات البيئية تدرّ أرباحاً!  
حزيران (يونيو) 2008 / عدد 123
 من إنتاج الطاقة إلى الرعاية الصحية، مروراً بمحركات الطائرات ومحطات تنقية المياه وقاطرات النقل وصناعة البلاستيك والأجهزة المنزلية، تتنوع نشاطات شركة جـنـرال إلكتريك العالمية، وتتجاوز مداخيلها السنوية 163 بليون دولار. هذه الشركة العملاقة كانت سبّاقة في تطوير استراتيجية تقوم على الجمع بين الرعاية البيئية وتطوير الأرباح في الوقت نفسه. أطلقت جـنـرال إلكتريك على مبادرتها اسم ''إيكوماجينيشن'' Ecomagination وهي استراتيجية تهدف إلى تلبية حاجات الزبائن إلى منتجات تستخدم الطاقة بكفاءة وتنتج عنها انبعاثات أقل، بما يكفل تطوير أعمالها على أساس الاستثمار في تكنولوجيات تؤمّن النمو من خلال احترام الاعتبارات البيئية.
''إيكوماجينيشن'' وضعت عند انطلاقها عام 2005 أربعة أهداف، تمكنت من تحقيقها جميعاً، وفي بعض الحالات تجاوزتها، وهي: مضاعفة الاستثمارات السنوية في البحث والتطوير للتكنولوجيات النظيفة إلى 1,5 بليون دولار سنة 2010، زيادة دخل الشركة من منتجات التكنولوجيات النظيفة الى 20 بليون دولار سنة 2010، تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري من عمليات الشركة، واطلاع الجمهور على النتائج وسير العمل لتحقيق هذه الأهداف. وفي 2008 أضافت الشركة هدفاً جديداً، وهو تخفيض استهلاك المياه في عملياتها بنسبة 20 في المئة. وجدير بالذكر أن هذا جاء عقب مشاركة جـنـرال إلكتريك في ''قمة رجال الأعمال العرب حول المسؤولية البيئية''، التي نظمها المنتدى العربي للبيئة والتنمية في أبوظبي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، وجاء في الاعلان الصادر عنها التزام الشركات الموقعة بخفض استهلاك الطاقة والمياه بنسبة 20 في المئة بحلول سنة 2012.
أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب اجتمع الشهر الماضي مع نائبة رئيس جـنـرال إلكتريك لورين بولسينغر، المسؤولة عن مبادرة ''إيكوماجينيشن''، أثناء زيارتها الى دبي، لبحث سبل التعاون. ويذكر أن جنـرال إلكتريك عضو في المنتدى، ويحتل رئيسها للشرق الأوسط وافريقيا مقعداً في مكتبه التنفيذي.
مجلة ''البيئة والتنمية'' استفادت من زيارة بولسينغر الى المنطقة لاستطلاعها حول مبادرة ''إيكوماجينيشن'' في الحوار التالي.
"البيئة والتنمية'': تقول جنـرال إلكتريك ان الأداء المالي والأداء البيئي يمكن أن ينجحا معاً. هل يمكن القيام بذلك وفقاً لتدابير طوعية تتبناها الشركات؟ كيف يمكنكم المنافسة اذا كانت القواعد والقيود التي تضعونها لعملياتكم أكثر تشدداً من تلك التي يضعها منافسوكم؟ وهل يبقى بوسعكم تحقيق ربح؟
لورين بولسينغر: هذا هو السؤال المحوري المتعلق بمبادرة Ecomagination في شركتنا. الناس يريدوننا أن نقول إن هذهالمبادرة تختص بالبيئة فقط، لكنني أقول للجميع إن 50 في المئة منها بيئة و50 في المئة اقتصاد. صحيح أننا نستعمل المصطلح ''أخضر''، لكنه بالنسبة إلينا يعني دولاراً أخضر وبيئة خضراء في الوقت ذاته، لأن ما يصلح للبيئة يصلح للعمل والعكس صحيح.
إن مفهوم الصراع بين البيئة والعمل لا يصح اليوم لأنه تفكير قديم. لقد وفرت جنرال إلكتريك 100 مليون دولار نتيجة خفض بصمتنا الكربونية وخفض استهلاكنا للطاقة. وسوف نوفر هذه السنة 120 مليون دولار. فأين هي هذه التضحية السخيفة التي يتحدث عنها البعض من أننا سنكون أقل قدرة على المنافسة؟ فكر في منتجاتنا. إننا نضاعف استثمارنا في التكنولوجيا النظيفة الى 1,5 بليون دولار. أي تكنولوجيا تعتقد أن الشركات ستشتريها في المستقبل؟ بالتأكيد سوف تشتري محركات الطائرات الأكثر كفاءة، التي بدأنا نراها فعلاً في هذه المنطقة. شركتا طيران الامارات والاتحاد وغيرهما من شركات الطيران الكبرى تشتري المحركات الأكثر اقتصاداً بالطاقة التي طورتها جنـرال إلكتريك. القاطرات الأكثر كفاءة في العالم تستعمل محركات جنـرال إلكتريك. هل تعرف من يملك واحداً من أساطيل القاطرات الأكثر كفاءة في العالم؟ الصينيون. ليس بالضرورة لأنهم بيئيون، وإنما أيضاً لأن هذه القاطرات هي الأكثر اقتصاداً بالوقود.
ان هذا الجمع بين خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والاقتصاد بالطاقة يجعل الناس يتخذون قرارات ذكية. انهم لا يشترون هذه المنتجات لمدة ثلاث أو أربع سنوات، فنحن نصنع أصولاً تدوم طويلاً، يشتريها الناس لدورة حياة لا تقل عن 30 سنة. لذلك عندما يشترون محطة طاقة يفكرون جيداً: بعد أن نشتري المعدات، سوف نسدد فواتير الوقود لمدة 30 سنة. وحتى لو لم تكن هناك قوانين للكربون في كل مكان من العالم اليوم، وحتى لو لم يكن هناك سعر لثاني أوكسيد الكربون اليوم، هل تعتقد أن ذلك سوف يصح بعد خمس سنوات من الآن؟ انهم يشترون هذه الأصول لمدة 30 سنة.
حتى البلدان التي تعتقد أن حماية البيئة تبطئ النمو الاقتصادي بدأت تدرك أنها جزء من هذا النظام العالمي الأرحب، وأخذت تغير مواقفها لتكون صالحة اقتصادياً.
لذلك أعتقد أننا في جنـرال إلكتريك أفضل لأن نفقاتنا أدنى، وأفضل لأن تكنولوجيتنا أكثر تقدماً، وأفضل لأننا نخدم زبائننا الذين بامكانهم كسب مال من المنتجات التي نصنعها أكثر من تلك التي يصنعها منافسونا. لذلك نحن لا نشعر أننا متضررون من جراء العناية أكثر بالبيئة.
 
''البيئة والتنمية'': هل باستطاعتنا القول ان القطاع الخاص الأميركي متقدم بيئياً أكثر من الادارة الأميركية؟
لورين بولسينغر: نحن أعضاء في ''شراكة العمل من أجل المناخ'' في الولايات المتحدة (USCAP). والى جانب 40 شركة أخرى نؤيد صنع سياسة ايجابية ونضغط من أجل ذلك. الشراكة هي مجموعة مسؤولة وفعالة. وقد كان لنا تأثير. لقد وُضعت تشريعات في مجلس الشيوخ، ونحن نسمع همسات بأن البيت الأبيض، وليس الكونغرس فقط، يدعو لعمل مبكر بشأن التشريع. المتسابقون الثلاثة الى رئاسة الولايات المتحدة يدعمون جميعاً اتخاذ اجراءات بيئية رئيسية. لذلك أستطيع القول نعم، لقد قادت بعض الشركات حملة التغيير مع منظمات غير حكومية، ونحن نشهد سريعاً أن الحكومة والادارة تلحقان بالركب. فهل يحدث ذلك سنة 2008؟ لا أظن ذلك، لأن لدينا انتخابات مقبلة. لكنه ممكن. وإني على ثقة أن ذلك سيكون موضوع نقاش حام جداً في الكونغرس بحلول السنة المقبلة.
''البيئة والتنمية'': الرأي العام في أنحاء العالم، وليس فقط في الشرق الأوسط، مجمع تقريباً على أن الأميركيين عامة لا يفعلون ما يكفي من أجل البيئة، كي لا نقول انهم يعرقلون المبادرات العالمية. كيف ينعكس ذلك على مصداقية الشركات الأميركية الملتزمة بيئياً؟
لورين بولسينغر: الواقع أنني أسمع ذلك طوال الوقت عندما ألتقي أشخاصاً أثناء سفري. لكن عندما نناقش الحقائق، يتفاجأون دائماً بما يحدث على مستويات مختلفة في الولايات المتحدة. فعندما تنظر الى الولايات الشمالية الشرقية، والى كاليفورنيا وفلوريدا، تجد بعض القيود الأكثر صرامة على انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وقد وضعت 26 ولاية حزمة مقاييس للطاقات المتجددة (RPS) تقضي بأن تأتي نسبة محددة من طاقتها من مصادر متجددة بحلول موعد زمني معين. أمور كثيرة تحدث في الولايات المتحدة، وللأسف فان العنوان الوحيد الذي تسمعه هو أن الرئيس جورج بوش لم يصادق على بروتوكول كيوتو، ولذلك فان أداءنا جميعاً سيئ ولا نهتم بالبيئة، لأننا نقود سيارات كبيرة. أعتقد أنه سيكون هناك تغير كبير في السلوك، ويعود ذلك جزئياً الى التعليم والتوعية اللذين يوفران فهماً أفضل لهذه القضايا. وأعتقد أننا بلغنا مرحلة حاسمة منذ نحو سنة، عندما بدأ الناس يفهمون طبيعة هذه الأمور. فقد فهموا ماذا يعني تغير المناخ، ويبدو أن ارتفاع أسعار الوقود كثيراً ساعد في ذلك.
لقد كنت مع شخصية رفيعة من بريطانيا نحضر مؤتمراً أعلن خلاله محافظ ولاية فلوريدا كريست خطته الجديدة التي تشتمل على التزامات بيئية متقدمة جداً. التفت الي ضيفي البريطاني وقال: ''لقد صُدمت بما يحدث هنا في الولايات المتحدة. لم تكن لدي أي فكرة، وغالبية الأوروبيين لا يعلمون''. وأضاف أن ذلك يذكره بشيء قاله ونستون تشرشل: ''بامكانك دائماً الاعتماد على أن الأميركيين يفعلون الشيء الصحيح بعد أن يستنفدوا كل امكانية أخرى''. أعتقد أن هذا ما يحصل الآن. لقد حاولنا كل شيء آخر، وسنمضي أخيراً لمعالجة هذه القضية على أفضل وجه، وأظن أننا سنشهد بعض التغيرات الرئيسية.
 
''البيئة والتنمية'': هل يمكن أن نرى الولايات المتحدة تقود ثورة عالمية في التكنولوجيا البيئية؟
لورين بولسينغر: من التبجح ادعاء القيادة، خصوصاً بعد هذا الوقت الطويل من عدم القيادة. لكن من منظور السياسة، ومنظور التكنولوجيا بلا ريب، ستكون هناك خطوات كبيرة. فاستثمارات الشركات الكبرى المهتمة بالتصنيع والتكنولجيا منذ نحو عقد لتطوير أساليب ومعدات أكثر كفاءة ونظافة، ستكون لها بالتأكيد نتائج ضخمة. في جنـرال إلكتريك، على سبيل المثال، استثمرنا بلايين الدولارات في القاطرات الأكثر كفاءة، ومحركات الطائرات الأكثر كفاءة، ومحطات الطاقة الأكثر كفاءة، والتوربينات التي تعمل بالغاز، والتوربينات التي تعمل بالبخار، والتوربينات التي تديرها الرياح. هذه جميعها سوف تعطي أفضلية خضراء للولايات المتحدة، وسوف نشهد صنفاً جديداً من وظائف الياقات الخضراء التي تتنافس مع وظائف الياقات الزرقاء والبيضاء. إن صناعة ناشئة لوظائف الياقات الخضراء سوف توفر فرص عمل ضخمة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها.
 
''البيئة والتنمية'': تعتبر بعض الشركات المسؤولية البيئية مجرد علاقات عامة. هل تخشين من استعمال الشعارات الخضراء كوسيلة لتبييض أوساخ الشركات؟
لورين بولسينغر: العلاقات العامة لا تنجح إلا عندما تعلن عملاً جيداً وتروي قصة حقيقية. وعند تحقيق نتائج جيدة، على دائرة العلاقات العامة أن تطلع الجمهور عليها، وأن تتابع تزويده بالتطورات. وهذا يساعد في تطوير العمل الجيد وتكراره. هذه السنة، وأقول ذلك لأول مرة خارج ادارة الشركة، التزمت جنـرال إلكتريك بخفض استهلاك المياه 20 في المئة على مستوى عملياتها العالمية. الآن لديك سبق صحافي، ويجب إبلاغ الجمهور به، خاصة أن هذا أتى عقب مشاركتنا في قمة رجال الأعمال العرب حول المسؤولية البيئية، التي نظمها المنتدى العربي للبيئة والتنمية في أبوظبي، ودعت إلى هذا التدبير في البيان الختامي. هذا الاعلان ليس للعلاقات العامة. اننا نقدم تقارير فصلية، وليس مرة في السنة، لنكون قيد المساءلة. وعندما تنظر الى أخبار ومقالات عنا في احدى وسائل الاعلام، من ''فايننشال تايمز'' الى ''بزنس ويك'' الى الصحافة الشعبية، يجب أن يكون لديك شيء تتحدث عنه. نحن لا نتحدث عن التلويح بالراية الخضراء، وإنما عن ابلاغ الجمهور كيف أن البليون دولار الذي أنفقته جنـرال إلكتريك على الأبحاث والتنمية الخضراء أدى مهمته. ذلك هو خبر حقيقي يستحق الاعلان عنه. وأعتقد أن استعمال هذا النوع من الحقائق يزود الجمهور بالمعلومات ويساعد في نشر ممارسات جيدة. هذا في ما يتعلق بنا في جنرال إلكتريك، ولا أستسيغ التعليق على شركات أخرى لا أعلم مقاصدها الاستراتيجية. لكن سأقول ان مجتمع الناشطين بيئياً لا يغفر. واذا توهم أحدهم أنه قادر على تلميع صورته بطلاء أخضر فلن يدوم ابتذاله طويلاً، لأن منظمات مثل ''المنتدى العربي للبيئة والتنمية'' سوف تكشف ذلك ولن تكون ودية قطعاً.
 
''البيئة والتنمية'': ماذا عن شركة أطلقت حملة علاقات عامة كبيرة لترويج مصنع صديق للبيئة، وهذا حقيقة، لكنها أغفلت أن هذا المصنع ذاته ينتج احدى أكثر السيارات تلويثاً؟
لورين بولسينغر: يجب النظر الى هذه الأمور بعناية بالغة. فربما كانو أصلاً ينتجون سيارة ملوِّثة جداً، لكن هل تفضل ألا يصلحوا المصنع ويستمروا في صنع السيارات الملوثة؟ ماذا عن قيامهم بتحسين المصنع أولاً ومن ثم البدء بتحسين السيارة؟ انظر الى الأمر كبداية. إني لا أوافق على موقف النخبة البيئية هذا، الذي قد يقود من لم يباشروا اتخاذ قرار الى عدم المباشرة على الاطلاق. نريد الجميع أن يباشروا. عندما تحاول شركة تلميع صورتها إيهاماً، إفضحوها. لكن عندما تقوم شركة بمحاولة صادقة للمباشرة على الطريق الصحيح، فينبغي أن تعطوها وقتاً لانهاء العمل.
 
"البيئة والتنمية":Ecomagination "مبادرة فتية تم اطلاقها عام 2005. كيف أمكنكم تحقيق جميع هذه النتائج في فترة قصيرة؟
لورين بولسينغر: لأن لدينا تركيزاً فائقاً. الطريقة التي ندير بها إيكوماجينيشن شبيهة بادارة شركة. اننا جريئون وموضوعيون. ونعمل بايقاع. ولدينا أشخاص يتحملون المسؤولية. ونستثمر مزيداً من الأموال في التكنولوجيات النظيفة. ونحدد أهدافاً واضحة. قلنا إننا ملتزمون زيادة ايرادتنا 20 بليون دولار بحلول سنة 2010 عن طريق التكنولوجيات والمنتجات الصديقة للبيئة، وسوف نحقق هذا الرقم أبكر بسنة، أي في 2009، لذلك زدنا هدفنا الآن الى 25 بليون دولار. مبادرة إيكوماجينيشن تجلب أفكاراً الى الشركات. نحن نبلغ دوائرنا المختلفة بان لدينا هذه الخطة المائية أو هذه الخطة الطاقوية، فلماذا لا نعمل سوية على منتجات قياسية يمكننا تصديرها الى مئات المجتمعات النامية حول العالم؟ لقد أطلقنا شركة تبيع مقايضات ثاني أوكسيد الكربون، وهذا ما لم نكن نستطيعه لو لم يكن لدينا فكر إيكوماجينيشن. لقد أطلقنا برنامجاً لبناء منازل خضراء. وأدخلنا مفهوم المستشفى الأخضر، فلا نكتفي ببيع معدات تشخيص، بل نساعد الزبون على اتخاذ قرار حول كيفية بناء مستشفى أخضر بالكامل. وطورنا أيضاً برنامجاً لتخفيض استهلاك الطاقة والمياه في المستشفيات.
هذه من الأمور التي لم نكن لنفكر بها قبل إيكوماجينيشن، التي أدخلت نوعاً جديداً من التفكير. وقد وفرنا 100 مليون دولار بفضل برنامجنا لخفض الطاقة، وأعتقد أننا سنحقق الرقم ذاته من برنامجنا لخفض استهلاك المياه.
 
''البيئة والتنمية'': كيف تتوقعين أن يكون تأثير إيكوماجينيشن في الشرق الأوسط؟
لورين بولسينغر: مع وجود هذا النمو الكبير في البنية التحتية والنشاط العمراني، حان الوقت لنكون هنا، لنشارك في مشاريع بناء جديدة، ومشاريع مياه، واعادة استعمال المياه الصناعية، وصناعة الغاز. وقد يستفيد كثيرون من المساعدة التي نقدمها في ما يتعلق باستهلاك المياه. وأتمنى لو كنا في المنطقة العربية منذ وقت أبكر،  لنشارك في ادخال برامج التكنولوجيات البيئية في بدايات الطفرة الانمائية. لكننا هنا الآن، وأعتقد أننا أتينا في الوقت المناسب. لقد أدينا عملاً جيداً في سوق الطاقة وفي الطيران، حيث كنا في المنطقة العربية منذ وقت طويل. لكن بقية أعمالنا ينبغي أن تتقدم. وفي الخريف المقبل ستكون انطلاقة اقليمية لمبادرة إيكوماجينيشن في أبوظبي.
 
''البيئة والتنمية'': الى أي مدى تنغمس جنـرال إلكتريك في الطاقة المتجددة؟
لورين بولسينغر: نحن ثاني أكبر مصنّعين لتوربينات الرياح في العالم، والأكبر في الولايات المتحدة. وتنتشر محركاتنا العاملة بالكتلة الحيوية في أنحاء العالم، وقد ركّبنا نحو 5000 وحدة، ونصدّر نحو 900 وحدة سنوياً. لذلك فان هذا العمل مزدهر، وأظن أننا سنشهد انتشار المزيد من الطاقة مثل الكتلة الحيوية والميثان والغازات الخاملة. جنرال إلكتريك لا تطور وتبيع منتجات الطاقة المتجددة فحسب، بل تستثمر حالياً أكثر من ثلاثة بلايين دولار في مشاريع الطاقة المتجددة، مع التزام أن تبلغ ستة بلايين دولار بحلول سنة 2010.
 
''البيئة والتنمية'': بناء على تجربة إيكوماجينيشن، ما هي النصائح التي تودين توجيهها الى شركات ما زالت متخلفة عن الركب؟
لورين بولسينغر: بدل الخشية من الكلفة الاقتصادية المرتبطة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة وخفض استهلاك الوقود، على الشركات أن تفكر في كلفة عدم القيام بهذه الأعمال. فتكاليف الطاقة سوف تزداد، وسيتعين دفع ثمن مرتفع لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، إن لم يكن اليوم ففي السنة المقبلة أو التي تليها. إذا كنت تشتري أحد الأصول، وأنت كبير المسؤولين الماليين، وكنت تفكر في الخيار الذي ينبغي أن تتخذه، فآمل أن تحتسب كلفة الطاقة وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. بوسعنا أن نجادل في ما إذا كانت الضريبة على ثاني أوكسيد الكربون ستكون 20 أو 30 أو 80 دولاراً للطن، لكنها بالتأكيد لن تكون صفراً. وعندما تنظر الشركات، وحتى الحكومات، في هذا الأمر بجدية، وتأخذ في الاعتبار الكلفة الحقيقية على المدى البعيد، فانها سوف تتخذ مزيداً من القرارات المنطقية. ويجب على المخططين أيضاً أن يأخذوا في الحسبان النقص المحتوم في المياه عند اتخاذ خيارات تتعلق بالطاقة اليوم، وليس فقط التأثير على تغير المناخ. أما أولئك الذين قد يختارون المضي في بناء محطات طاقة تعمل على الفحم القذر، فلن يستطيعوا تحمل كلفة المياه اللازمة لابقائها باردة. وأولئك الذين ما زالوا لا يشعرون بالحاجة الملحة للتعامل جدياً مع التحديات البيئية اليوم، لن يكونوا قادرين على تجنب أثرها الاقتصادي في غضون سنوات قليلة. لذلك أعتقد أن عليهم التصرف منذ الآن، وما زال لدى أي شركة متسع من الوقت لكي تبدأ. اني أشجع جميع الشركات على التفكير بجدية كبيرة واتخاذ قرارات استراتيجية بعيون مفتوحة واسعاً، وفهم مدى الكلفة لأنها ليست مجانية.
أخيراً، للمجتمع المدني دور كبير يؤديه. وأعتقد أن منظمات مثل المنتدى العربي للبيئة والتنمية في الشرق الأوسط وغيره من المنظمات غير الحكومية في أميركا وأوروبا بامكانها تثقيف الناس لاتخاذ قرارات ذكية. ان نشر المعلومات واطلاق نقاش جدي بين جميع الجهات المعنية هما القيمة الكبرى لوجود منظمة مثل المنتدى العربي للبيئة والتنمية، للتعبير عن الآراء من خلال المنشورات والمنتديات والمؤتمرات، حيث يمكن تقاسم التجارب واستكشافها.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
الرياض ـ ''البيئة والتنمية'' بدء تخصيص المياه في السعودية
محمد التفراوتي (ميونيخ) معرض IFAT 2008 في ميونيخ
فتيحة الشرع (الجزائر) كوارث الجزائر
أبوظبي ـ ''البيئة والتنمية" استراتيجية بيئية لإمارة أبوظبي
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.