Saturday 20 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
موضوع الغلاف
 
12 خطوة لتخفيف بصمتنا الكربونيــة  
حزيران (يونيو) 2008 / عدد 123
 نيوزيلندا من البلدان الأوائل التي تعهدت بمستقبل محايد كربونياً، وهي البلد المضيف لاحتفالات يوم البيئة العالمي في 5 حزيران (يونيو) 2008 وشعاره ''فلنكسر العادة ــ نحو اقتصاد أقل اعتماداً على الكربون".
كان تغير المناخ والأخطار التي تتهدد المناطق القطبية وسواها محور يوم البيئة العالمي 2007. أما هذه السنة، فتركز الاحتفالات العالمية على الحلول والفرص المتاحة للبلدان والشركات والمجتمعات لكي ''تكسر العادة'' وتحرر اقتصاداتها وأنماط العيش فيها من الكربون.
سواء كنت فرداً، أو منظمة، أو شركة، أو حكومة، هناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لخفض انبعاثاتك أو ''بصمتك'' الكربونية. قد تظن أنك لا تعلم من أين تبدأ، لكن بقراءة هذه المعلومات تكون قد بدأت فعلاً.
 
1. كن ملتزماً
تخفيف بصمتك الكربونية لا يختلف عن أي مهمة أخرى، فحتى أفعال بسيطة مثل اعلان التزامك بأن تصبح ''محايداً كربونياً'' يمكن أن تكون فعالة، ومجرد طلب أفكار يمكن أن يؤدي الى حلول خلاقة ومبدعة. وقد أعلنت بلدان عدة في الأشهر الأخيرة أنها تتوجه لتصبح محايدة كربونياً، وفي مقدمتها كوستاريكا ونيوزيلندا والنروج. كذلك تتوجه منظومة الأمم المتحدة ذاتها نحو الحياد الكربوني، بقيادة أمينها العام بان كي ـ مون وبتوجيه من ''مجموعة الادارة البيئية'' التي يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة ''يونيب''. كما ان ''يونيب'' يسهل تحقيق الحياد الكربوني في جميع القطاعات وجميع المناطق من خلال ''شبكة الحياد الكربوني'' التي يرعاها.
 
2. قيِّم الوضع الذي أنت فيه
يتوقع أن يعتبر الكربون في المستقبل ملوِّثاً جوياً وأن يخضع لقيود تنظيمية تبعاً لذلك، مع ما يترتب من نفقات وفرص لجميع قطاعات المجتمع. ان معرفة أين وكيف تولد غازات الدفيئة هي الخطوة الأولى المؤدية الى خفضها. وفي ما يتعلق بالأفراد والمؤسسات الصغيرة، تساعد حاسبات الانترنت والتقييمات الداخلية في بدء العملية. أما المنظمات الكبيرة فقد تحتاج الى أجهزة وأدوات متخصصة، مثل مقياس إيزو 14064 الجديد الخاص باحتساب غازات الدفيئة، أو بروتوكول غازات الدفيئة، الذي يمنحه المعهد العالمي للموارد ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة. وهو أداة حسابية يستخدمها مديرو الأعمال والدوائر الحكومية لفهم انبعاثات غازات الدفيئة وتحديد كمياتها وادارتها والابلاغ عنها.
 
3. قرر ما تريد تحقيقه وخطط له
بناء على تقييمك للأخطار والفرص المتعلقة بالمناخ، يمكنك تطوير استراتيجية وخطة عمل. ويساعد تحديد الأهداف في تركيز الجهود كما يوفر معلماً لقياس النجاح. وبامكان معظم المنازل ومؤسسات الأعمال خفض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة ـ ما يؤدي غالباً الى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 10 في المئة، مع فترة لاسترداد النفقات مقدارها سنة أو أقل. وتركز خطة خفض الانبعاثات الكربونية أولاً على نوع الطاقة وطريقة استعمالها، مثل الكهرباء للأبنية والوقود للنقل. وخفض هذه الطاقة يمكن أن يولد وفورات فورية. وهناك أداة فعالة هي التدقيق الطاقوي، الذي يعتمده كثير من مصالح الكهرباء ومكاتب الطاقة الحكومية كجزء من جهودها لخفض الانبعاثات الكربونية.
 
4. أبعد الكربون عن حياتك
هناك طريقة للتفكير على نطاق أوسع في الكربون والمناخ. فكل ما يفعله أو يستعمله فرد أو منظمة أو شركة أو حكومة يتضمن شكلاً من الكربون، سواء في المنتجات أو في الطاقة أو المواد المستهلكة لصنعها. الأبنية والتجهيزات والمعدات كلها تنتج الكربون، ويمكن اختبار فعاليتها بناء على أقل ما تسببه من تأثير على المناخ. وادخال معايير صديقة للمناخ في صنع القرار يمكن أنيكون له تأثير تخفيفي.
اذا فكر جميع المستهلكين والمصنعين والمشترعين بطرق تقلل إطلاق الكربون وتكون صديقة للمناخ، فسوف تتضاعف تخفيضات الانبعاثات الكربونية. في مجال التغليف والتوضيب على سبيل المثال، عملت متاجر ''وال ـ مارت'' العملاقة في الولايات المتحدة مع أحد مورّدي ألعاب الأطفال على تخفيف الأغلفة والمستوعبات لـ16 صنفاً. فخفض المورّد نفقات التوضيب، واستغنت ''وال ـ مارت'' عن 230 مستوعب شحن لتوزيع منتجاتها، وتم توفير نحو 356 برميل نفط و1300 شجرة. ومن خلال توسيع هذه المبادرة لتشمل 255 صنفاً من الألعاب، تتوقع الشركة توفير 1000 برميل نفط و3800 شجرة وملايين الدولارات كنفقات نقل.
مثال آخر: يمكن شراء منتجات ورقية وخشبية تتماشى مع مقاييس معتمدة عالمياً. مجلس رعاية الغابات، على سبيل المثال، هو منظمة عالمية لا تتوخى الربح تدعم الادارة المسؤولة لغابات العالم (www.fsc.org) وقد تمت المصادقة على أكثر من 90 مليون هكتار في أكثر من 70 بلداً وفقاً لمقاييس المجلس، وتُصنع آلاف المنتجات باستعمال خشب معتمد من المجلس ويحمل علامته التجارية. كما أن التحول الى ورق أعيد تدويره أو أنتج من مصدر مستدام يمكن أن يؤدي أيضاً الى وفورات لا يستهان بها، والى التخفيف على مطامر النفايات وخفض الانبعاثات الكربونية. ويمكن توفير 1,4 طن من ثاني أوكسيد الكربون لكل طن من الورق أو الكرتون المعاد تدويره.
من الوسائل الأخرى لخفض البصمة الكربونية تقليل الوقت والطاقة المهدورين في السفر. يمكن للمدن أن تحسّن خيارات النقل العام. ويمكن للشركات أن تشجع عادات التقليل من الكربون، بالتوقف عن دعم مواقف السيارات وبالاستثمار في المركبات الهجينة (هايبريد). ويمكن للأفراد أن يتشاركوا في ركوب السيارة أو أن يستعملوا النقل العام. ومن شأن أفعال بسيطة أحياناً أن تصنع تحولاً. فتوفير مرافق آمنة لايقاف الدراجات، وتسهيلات لتغيير الملابس والاغتسال بالدش، كثيراً ما يكون غير مكلف مقارنة بتأمين مواقف للسيارات، لكنه يخلق حافزاً قوياً للموظفين الذين يستطيعون الانتقال بالدراجة. وفي المدن الكبرى التي تنعم بوسائل نقل عام ملائمة، يمكن تقديم اشتراك شهري أو سنوي للموظف بدلاً من موقف سيارة. ويعتمد في باريس وفيينا نظام ميسَّر لاستعارة الدراجات العامة أدى الى تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة وتخفيف ازدحام السير.
5. اقتصد بالطاقة
تحسين كفاءة الأبنية وأجهزة الكومبيوتر والسيارات والمنتجات هو الوسيلة الأسرع والأفضل لتوفير المال والطاقة والانبعاثات الكربونية. وهذا لا يعني الاستغناء عنها. ان كفاءة الطاقة تعني زيادة الانتاجية، لكن من خلال العمل أكثر بطاقة أقل. وتشكل الأبنية والسيارات والمنتجات الأكثر كفاءة مساهمة مباشرة ودائمة في الحد من الانبعاثات الكربونية. وتساهمالأبنية التقليدية بنحو 40 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. والمرافق العالية الأداء والمسؤولة بيئياً والكفوءة طاقوياً باتت الآن ممكنة اقتصادياً.
ان اتخاذ اجراءات بسيطة جداً يمكن أن يؤدي الى وفورات فورية. فمجرد إطفاء الأضواء والمحركات وأجهزة الكومبيوتر ونظم التدفئة غير المستعملة يخفض الى حد بعيد هدر الطاقة والمال. عموماً، يستهلك الكومبيوتر المحمول (لابتوب) طاقة أقل من الكومبيوتر الثابت، وشاشة LCD تستهلك طاقة أقل من شاشة CRT.كما ينبغي النظر في مصير الأجهزة بعد انتهاء عمرها النافع، علماً أن بعض المصنعين يعرضون استردادها أو اعادة تدويرها. ويجب أيضاً التحقق من مقاييس للاقتصاد بالطاقة.
فكر في سفرك. التكنولوجيا المتقدمة لعقد مؤتمرات على الانترنت والفيديو تعني اقتراب الوقت الذي تتلاشى فيه الحاجة الى السفر. فالسفر يومين لحضور اجتماع على بعد 1000 كيلومتر قد يكلف نحو 2000 دولار للشخص، بما في ذلك نفقات الاقامة والتنقلات والوجبات، في حين أن مؤتمراً على الانترنت قد يكلف أقل من 200 دولار، فيكون الوفر 1800 دولار ونحو نصف طن من الكربون. ان ''السفر'' أو ''التنقل'' السلكي واللاسلكي بات خياراً ضرورياً لكثيرين. وقد وجدت دراسة أجراها ائتلاف Telework أن 32 مليون أميركي ممن يمكنهم التنقل سلكياً ولاسلكياً، اذا فعلوا ذلك في يوم واحد من الأسبوع، يوفرون بليوني كيلومتر قيادة، و300 مليون ليتر وقود، ويكسبون 32 مليون ساعة اضافية لأجل راحتهم أو أسرتهم أو عملهم.
تستأثر الاضاءة بنسبة 15 الى 20 في المئة من مجمل استهلاك الكهرباء. وقد تبين أن تحويل الفحم في محطة طاقة الى ضوء متوهج هو بكفاءة 3 في المئة فقط. وقد تطورت مصابيح الفلورسنت المدمجة سريعاً في السنين العشر الأخيرة، وباتت تدوم ما بين 6 سنوات و15 سنة وتخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 75 في المئة على الأقل مقارنة بالمصابيح المتوهجة التقليدية. وحفزت حسنات مصابيح الفلورسنت المدمجة والمصابيح الأخرى ذات الكفاءة العالية على اصدار تشريعات تحظر استعمال المصابيح المتوهجة. ففي عام 2007، كانت اوستراليا أول بلد يحظر بيع أي مصابيح متوهجة بحلول سنة 2012، في خطوة قد تخفض الانبعاثات بمقدار أربعة ملايين طن وفواتير الكهرباء بنسبة 66 في المئة.
 
6. تحول الى الطاقة المنخفضة الكربون
تحول إذا أمكن الى مصادر الطاقة التي تطلق كميات أقل من الكربون ويمكن أن تخفض التكاليف. عموماً، ينتج الفحم ضعفي انبعاثات الغاز، وستة أضعاف انبعاثات الطاقة الشمسية، و40 ضعف انبعاثات طاقة الرياح، و200 ضعف انبعاثات الطاقة المائية. وفي أنحاء كثيرة من العالم، بامكان الزبائن أن يختاروا الحصول على نسبة من كهربائهم من مصدر طاقة متجدد، مثل مزرعة رياح أو مشروع لاستخراج الغاز من مطمر نفايات. برامج ''الخيارات الخضراء'' هذه تنضج وتثبت أنها حافز قوي لنمو امدادات الطاقة المتجددة. في الولايات المتحدة مثلاً، لدى أكثر من 50 في المئة من جميع المستهلكين خيار لشراء نوع من الطاقة الخضراء.
وفي وسع المستخدمين الكبار بناء نظم طاقة ذات انبعاثات منخفضة خاصة بهم، مستخدمين تكنولوجيا الطاقة الشمسية أو تكنولوجيات ذات انبعاثات كربونية منخفضة مثل المولدات التي تعمل بالغاز الطبيعي. وينفذ مرفق البيئة العالمية (GEF) في افريقيا الشرقية والجنوبية مشروعاً لدعم برامج مائية صغيرة في صناعة الشاي، واستعمال الفضلات الزراعية الناتجة من صناعة السكر، لتوليد الكهرباء واستعمالها في الصناعة وتغذية الشبكات الوطنية. وفي بريطانيا، اشترت شركة Body Shop حصة 25 في المئة في مولد رياحي كبير لتزويد عملياتها بطاقة متجددة. وتقوم شركات أخرى بتركيب محطات طاقة متجددة خاصة بها، ومنها 3M و''دوبون'' و"جنرال موتورز" و''آي بي إم'' و''جونسون أند جونسون'' و''ستابلز".
وعلى مستوى الأعمال الصغيرة أو المنازل، فان اعتماد تخفيضات وحوافز ضريبية يمكن أن يجعل النظم الفوتوفولطية الشمسية وتكنولوجيات الطاقة المتجددة الأخرى أقل كلفة. فاللاقطات الشمسية التي تركب على سطوح المنازل يمكن أن تزود الطاقة وتخفض تكاليف الكهرباء وتوفر حماية من تقلبات الأسعار. ويساعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في دعم هذه البرامج في جنوب الهند وشمال أفريقيا.
قطاع النقل مسؤول عن 25 في المئة من مجموع استهلاك الطاقة وانبعاثات غازات الدفيئة، خصوصاً من حرق البنزين والديزل. وثمة خيارات متنوعة لكسر عادة الكربون هنا. فالمحركات الهجينة (هايبريد) التي تجمع بين الكهرباء والبنزين أو الديزل تحقق وفورات كبيرة في الوقود وتخفض الانبعاثات. ويمكن للمركبات أن تعمل أيضاً على أنواع من الوقود البديل توفر فوائد من حيث الكلفة والبيئة، لكنها غالباً تحتاج الى استثمار اضافي وبعض الوقت لكي تعطي مردوداً. وهذه البدائل تشمل الغاز الطبيعي المضغوط والغاز الطبيعي المسال وغاز البترول المسال وأنواعاً من الوقود الحيوي.
الديزل الحيوي والايثانول الحيوي يصنعان من محاصيل مثل القمح وفول الصويا والذرة وقصب السكر، ويمزجان غالباً بالبنزين أو الديزل العادي. وبامكان جميع المركبات أن تعمل على مزائج تصل نسبتها الى 10 في المئة من دون تعديل في محركاتها. وهناك سيارات مصممة لتعمل بمزائج أعلى، مثل مزيج من الايثانول الحيوي بنسبة 85 في المئة والبنزين بنسبة 15 في المئة. وفي أنحاء كثيرة من العالم، بات الوقود الحيوي أكثر شعبية ويسهل العثور عليه تجارياً وبمزائج متنوعة. وبالنسبة الى الشركات التي تملك أساطيل سيارات، قد يكون بديلاً قليل الكلفة ومنخفض الكربون. لكن لا بد من الاشارة هنا الى انتقادات كثيرة حول العالم لاستغلال مزيد من الأراضي الزراعية واجتثاث مزيد من الغابات لزراعة محاصيل الوقود الحيوي على حساب المحاصيل الغذائية، وما ينجم عن ذلك أيضاً من نقص في الحبوب وارتفاع أسعارها.
 
7. استثمر في اعتمادات الكربون والبدائل الأنظف
هناك حدود لمقدار الوفر الـذي يمكنك تحقيقه مـن خـلال نمط حياتك أو عمليات مؤسستك، ولمقدار الطاقة المتجددة التـي يمكنك استخدامها. وخيـار الذين يرغبون فـي تعـويض انبعاثاتهم المتبقية هـو تمويل نشـاط يقـوم به طـرف آخر يؤدي الـى خفض الانبعاثات. وهذا يدعى عادة ''الاعتماد الكربوني(carbon credit or carbon offset). ويشتمل مصطلح "الحياد الكربوني"(carbon neutral)  على فكرة تحييد الانبعاثات من خلال دعم الوفورات الكربونية في أماكن أخرى.
يبلغ معدل سعر الاعتمادات الكربونية 15 دولاراً للطن، لكن الكلفة تتراوح بين 5 دولارات و50 دولاراً للطن. ولشراء اعتمادات، يدفع أفراد أو مؤسسات مالاً لشركة متخصصة في هذا المجال، من أجل تنفيذ وادارة مشاريع تتجنب غازات الدفيئة أو تخفضها أو تمتصها. ان تغير المناخ مشكلة عالمية، لذلك سيكون لتخفيضات الكربون التأثير ذاته بصرف النظر عن الأماكن التي تنفذ فيها. والاعتمادات الكربونية يمكن أن تتولد من خلال انتاج طاقة خالية من الانبعاثات، أو تخفيض الطلب بما في ذلك الاقتصاد بالطاقة، أو احتجاز ثاني أوكسيد الكربون تحت الأرض أو في الغابات.
وفق أحد التقارير، أفضل الاعتمادات نوعية هي في حرق الميثان الناتج من مكبات النفايات، لأنه غاز دفيئة أكثر تأثيراً من ثاني أوكسيد الكربون. على سبيل المثال، ''غرين غاز إنترناشونال'' (www.greengas.net) هي شركة تولد اعتمادات كربونية بتحويل غاز النفايات هذا الى طاقة نظيفة عن طريق شراكات مع المناجم والمطامر ومنتجي الغاز الحيوي (بيوغاز). ومن الفوائد العالمية لهذه المشاريع إنتاج 125 ميغاواط من الطاقة، ما يوفر أربعة ملايين طن من ثاني أوكسيد الكربون.
 
8. كن كفوءاً
اذا نظرت الى حياتك أو عملك من خلال عدسة محايدة كربونياً، فقد يساعدك ذلك في زيادة كفاءة استهلاك الموارد، وتجنب إنتاج النفايات وتقليلها، وفي النهاية تحسين أدائك الكلي وسمعتك. الاقتصاديون يحبون الاستشهاد بقول شائع، أن لا وجود لنقود متناثرة على الأرض إذ لا بد أن أحدهم التقطها. لكن من حيث تغير المناخ، ما زال هناك كثير من النقود التي تنتظر من يلتقطها. فالكربون هو نفاية انتاج الطاقة، وخفض النفايات وزيادة الكفاءة هما دائماً فكرة جيدة. رسِّخ في فكرك الأركان الثلاثة للادارة المتكاملة للنفايات: التقليل، واعادة الاستعمال، والتدوير.
 
9. قدِّم أو اشترِ منتجاتوخدمات قليلة الكربون
سوق السلع والخدمات الصديقة للمناخ تتنامى سريعاً، من المنتجات المقتصدة بالطاقة الى نظم الطاقة المتجددة الجديدة. ولتقديم هذه المنتجات، من المهم البدء في مرحلة التصميم. ان أعمالاً بسيطة، مثل اضافة مواصفات للاقتصاد بالطاقة، يمكن أن تنتج تصميماً يقلل استهلاك الطاقة أثناء استعماله ويوفر على الزبائن الوقت والطاقة اللازمين لادخال تعديلات على المنتج بعد شرائه (مثل تغليف سخانة المياه بأغطية عازلة).
ويأتي أسلوب أكثر منهجية من مجال ''التصميم من أجل الاستدامة''، الذي يشمل دورة الحياة والتصميم والتصنيع الملتزمين بيئياً. هذا الأسلوب الجديد يراعي الجوانب البيئية في كل مراحل التنمية لخلق منتجات ذات أدنى تأثير بيئي طوال دورة حياتها. والتصميم الايكولوجي استراتيجية هامة للشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدان المتقدمة والنامية، لتحسين الأداء البيئي لمنتجاتها وخفض النفايات وتحسين وضعها التنافسي في السوق.
 
10. فكر بالأخضر
في بلدان كثيرة، تفيد استطلاعات المستهلكين أن أعداداً متزايدة منهم يودون شراء منتجات خضراء اذا أعطي لهم الخيار. وبالنسبة الى الشركات، فان التصميم والعرض المبدعين للمنتج، مقرونين بتسويق واتصالات مسؤولة، يساعدان في تحويل هذا الاهتمام لدى المستهلك الى شراء. لكن سوق المنتجات الخضراء ما زالت متخلفة، لأن الناس ما زالوا يجدون صعوبة في تحديد أماكن وجودها أو تصديق ادعاءاتها البيئية. وفي وسع الشركات أن تساعد المستهلكين ليكونوا أكثر رفقاً بالمناخ، ابتداء من توفير معلومات عن الاعتمادات الكربونية على الموقع الالكتروني للحجوزات السياحية، وصولاً الى المعلومات المدونة على ملصق المنتج في المتجر المحلي.
 
11. انخرط في فريق
يعمل كثير من شركات القطاع الخاص مع منظمات غير حكومية أو مدن أو حكومات لتحديد وتنفيذ أفضل الممارسات لخفض الانبعاثات. ''مشروع الكشف عن الكربون'' (www.cdproject.net) على سبيل المثال، هو منظمة مستقلة لا تتوخى الربح تقدم معلومات لمستثمرين يبلغ مجموع أصولهم الخاضعة لادارة الانبعاثات 41 تريليون دولار (التريليون ألف بليون). وبالنيابة عنهم، يسعى المشروع الى الحصول على معلومات حول المخاطر والفرص الماثلة في تغير المناخ، وبيانات حول انبعاثات غازات الدفيئة من أكبر 2000 شركة في العالم.
وبالمثل، تسعى حكومات وسلطات محلية الى التماس فرص للمشاركة مع القطاع الخاص في تقديم حلول منخفضة الكربون. ففي بلدان مثل كندا، دعمت مؤسسات حكومية ومحطات كهرباء تأسيس ''شركات خدمات الطاقة''. وفي الولايات المتحدة، باشرت وكالة حماية البيئة برنامج ''إنرجي ستار'' (www.energystar.gov) عام 1992 كشراكة طوعية لخفض انبعاثات الدفيئة بزيادة الكفاءة الطاقوية. وفي 2006، وفرت شركات أميركية ومستهلكون 14 بليون دولار في فواتير الطاقة بمساعدة من ''إنرجي ستار''، بالاضافة الى تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة بما يعادل انبعاثات 25 مليون سيارة سنوياً.
 
12. تكلم
إن تزايد أهمية تغير المناخ يعني أن الشركات والمنظمات ستحتاج الى تواصل. الشفافية أمر حاسم، وشبكة الانترنت ووسائل الاعلام الحديثة الأخرى لم تعد تسمح للشركات والمنظمات والحكومات أن تختبئ وراء الكلام الأخضر المبتذل. من هنا تبرز أهمية أدوات التثبت والخطوط التوجيهية للتقارير ذات المؤشرات المعترف بها، مثل ''المبادرة العالمية للتقارير" (www.globalreporting.org). كما أن الاتصالات عبر الشبكات الداخلية ومنشورات الشركات هي وسيلة للابلاغ عن تقدم ما أو الثناء على مساهمات موظفين أفراد أو فريق عمل. ومن المهم أيضاً إعلام الجهات المعنية بما يحصل. ان خفض الانبعاثات، خصوصاً من خلال تحسين الكفاءة، هو لمصلحة كل الأطراف ومن شأنه أيضاً أن يعزز سمعة الشركة. والمستهلكون والمستثمرون على حد سواء يطلبون معلومات حول استجابة الشركة ازاء الأخطار والفرص الماثلة في تغير المناخ.
 
كادر
أميتاب باشان: نجم بوليوود الذي يصارع تغير المناخ
هو أشهـر نجم في ''بوليوود''، عالم السينما الهندية. وقد تبنى بقوة قضية تغير المناخ التي يعتبر أنها ''تعرض عالمنا للخطر''. أميتاب باشان، بطل أكثر من 140 فيلماً والحائز على 15 جائزة كبرى، يخفض بصمته الكربونية ويتوق الى اقناع مئات ملايين المعجبين بأن يحذوا حذوه.
يقول Big B كما يدعوه المعجبون ان الاحترار العالمي ''ظاهرة خطيرة جداً ولا يمكن تجاهلها بعد اليوم''، وهو عازم على جعلها ''في مقدمة تفكير الناس'' خصوصاً في الهند، وعلى جعل بوليوود ''أداة قوية لحفز الوعي الجماهيري".
في العام الماضي، تبنت ''أوسكارات'' السينما الهندية شعاراً أخضر بمبادرة من باشان. وشاهده نحو 450 مليون شخص حول العالم وهو يعتلي المسرح مع نجوم آخرين لتأكيد الحاجة الى عمل جدي. وصاحبهم عرض فيلم أعد خصيصاً ومثل فيه رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير وباشان ونجم بوليوود الشهير الآخر شيكار كابور ومجموعة من نجوم هوليوود، وهو من انتاج مؤسسة Global Cool  الخيرية التي تهدف الى اقناع بليون نسمة حول العالم بخفض انبعاثاتهم من ثاني أوكسيد الكربون بمعدل طن في السنة خلال السنين العشر المقبلة.
أقيم الاحتفال في بريطانيا، البلد الذي يضم ثاني أكبر جمهور للأفلام الهندية، وأطلقت خلاله أيضاً مبادرة يتعهد عشاق هذه الأفلام بموجبها توفير طن من ثاني أوكسيد الكربون. وقد وضعت بوليوود خططاً لجعل جميع احتفالاتها في المستقبل محايدة كربونياً، متبنية مجموعة متكاملة من المقاييس البيئية.
قال باشان، الذي يحمل شهادة جامعية في العلوم: ''نهدف الى نقل هذه الرسالة الى جمهور من الناس الذين لولاها لما أدركوا التأثير الخطير للاحترار العالمي. إن أبسط التغيرات سوف تساهم في تأجيل نقطة الخطر البيئي''. وهو أجرى بنفسه عدة تغيرات، فركب في منزله مصابيح اضاءة مقتصدة بالطاقة، وحوَّل شقته في لندن الى شبكة كهرباء من مصدر متجدد، وقلل من سفراته، وأخذ يتسوق محلياً بدلاً من قيادة السيارة الى محلات السوبرماركت. وسافر مع نجوم بوليوود الآخرين على متن قطار الى احتفال أوسكارات السينما الهندية في يوركشاير. ومبادرته التالية هي السفر الى 18 بلداً في القارات الخمس مع نجوم هنود آخرين، بمن فيهم ابنه أبيشك وزوجة ابنه ايشواريا راي. ''الرحلة التي لا تنسى'' سوف تجمع بين الحفلات والتوعية حول تغير المناخ.
يقول باشان: ''في استطاعة الهند بتاريخها الحافل وصناعتها السينمائية ذات الشعبية الهائلة أن تركز الانتباه على تغير المناخ. الهند تأخذ موقعاً بارزاً في ما يتعلق بالاحترار العالمي، فاقتصادها ينمو بشكل واسع وسريع''. وفي رأيه أن أمام العالم ثماني سنوات فقط للشروع في اتخاذ إجراء جذري، لكنه يضيف: ''أعتقد أننا نستطيع جميعاً إحداث فرق كبير من خلال القيام بعمل صغير".
 
كلام صورة:
أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة ملصقات ''بوستر'' تحمل شعار ''فلنكسر العادة ـ نحو اقتصاد أقل اعتماداً على الكربون''، وفيها رسائل خاصة من شخصيات سياسية وثقافية عالمية. هذا ملصق يحمل رسالة من الموسيقي اللبناني العالمي غابريال يارد:
 
''اسمي غابريال يارد. موسيقاي تحتفل بالحياة في كل أشكالها. لكنني أشهد يومياً كفاح الأنواع الحية من أجل البقاء، في عالم يهدده الاحتباس الحراري. ان خفض الانبعاثات الكربونية ضروري لصون التنوع البيولوجي. البشر لا يستطيعون العيش في عالم خال من الحيوانات والنباتات. فبالمحافظة عليها نحافظ على أنفسنا''.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.