''المياه مصدر الحياة'' ليس مثلاً شائعاً يردد ولا حقيقة علمية تعاش فحسب، إنما أيضاً عنوان لحملة تربوية حول أهمية المحافظة على المياه وعدم هدرها، قامت بتنظيمها مؤسسة Eventa وفرقة ''أصدقاء الدمى".
تستهدف هذه الحملة طلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و12 سنة، من خلال عرض مسرحي بعنوان ''خلف المياه'' ومجموعة مطبوعات تربوية. وهي تعمل بمقولة ''العلم في الصغر كالنقش في الحجر'' لتدمج معادلة التسلية والتثقيف من خلال مسرح الدمى.
انطلقت حملة التوعية المائية هذه في لبنان في 20 آذار (مارس) 2007، فشملت مدارس رسمية وخاصة ومكتبات عامة في مختلف المناطق، وبلغ عدد مشاهدي العرض المسرحي نحو 20 ألف شخص. وكانت حصة القطاع العام 81 عرضاً مجانياً للمسرحية أمام 11,500 تلميذ، تعرّفوا بأسلوب مسل على أهمية المياه وسبل المحافظة عليها. والحملة مستمرة بالتعاون مع السفارة الاسبانية ومؤسسة الحريري ووزارتي الثقافة والتربية والبنك اللبناني الكندي وشركة ''صحة".
وقد فازت ''إيفنتا'' بمنحة من برنامج فورد للمحافظة على البيئة بقيمة 5000 دولار، سوف تستخدم لدعم استمرار تقديم العروض للقطاع العام حتى تصل الى 100 عرض لـ 15,000 تلميذ في المدارس الرسميّة.
بعد نجاح الحملة في لبنان، توجهت أنظار ''ايفنتا'' نحو الأجيال الناشئة في بلدان عربية أخرى. وحطت حملة التوعية رحالها في قطر، برعاية شركة ''السلام بنيان'' وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. فنُظمت عروض مسرحية مكيّفة مع واقع دولة قطر، تفاعل معها الطلاب فحفظوا أغنية المسرحية ورددوها وأجابوا عن الأسئلة المطروحة وأصغوا بانتباه الى المعلومات المقدمة اليهم. فوعوا أهمية المياه، وكلفة تحلية مياه البحر، وضرورة الحد من مواد التنظيف المستخدمة في البيوت لتخفيض كلفة معالجة مياه الصرف بهدف اعادة استعمالها في مجالات الصناعة والزراعة وغيرها.
والآن تطمح فرقة ''أصدقاء الدمى'' ومؤسسة Eventa من خلال دعم المؤسسات الخاصة عبر برامج التنمية الاجتماعية، الى تكملة حملة ''المياه مصدر الحياة'' في المجتمعات العربية كافة. فتبدأ بالطلاب وتصل الى عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم، مساهمة في التخفيف من وطأة كارثة الشح المائي التي دُق لها ناقوس الخطر في البلدان العربية بحسب ما ورد في تقرير للبنك الدولي.
|