قرية جيبول الواقعة في الخاصرة الغربية لسلسلة الجبال الساحلية السورية هي مقر جمعية "طبيعة بلا حدود"، التي تأسست عام 2006 وأشهرت رسمياً في نهاية 2007. غالبية أعضاء الجمعية من فئة الشباب، من طلاب وحملة شهادات جامعية من مختلف الاختصاصات. إلا انها تعتمد في أنشطتها على قاعدة واسعة من المتطوعين الذين ينتمون الى جميع الشرائح العمرية والثقافية ومن عدة محافظات.
تعمل الجمعية حالياً على تنفيذ المشاريع الآتية:
مشروع التشجير وصون الغابات في سلسلة الجبال الساحلية السورية: يهدف هذا المشروع الى وقف استنزاف غابات جبال الساحل السوري وتدهورها، وتغذية الأطفال بأفكار بيئية نيّرة تنمو معهم وتجعل منهم حماة للشجرة، وذلك من خلال إشراكهم بالحملات وتخصيص بعضها لهم حصراً بإشراف متطوعين شباب تم تدريبهم وبالاعتماد على متخصصين في التربية وعلم النفس.
من خلال هذا المشروع، تنفذ الجمعية على مدار العام حملات لتشجير المساحات الجرداء والغابات المحروقة وجوانب الطرق، وتنظيف الغابات السياحية، وتقليم أطراف الغابات من جهة الأراضي الزراعية لتحسين نمو أشجارها الفتية وحمايتها من الحرائق التي يمكن أن تطالها نتيجة الحرق العشوائي لمخلفات الزراعة. كما تنظم حملات لجمع بذور الأشجار المتأصلة في المنطقة، خصوصاً المهدد منها بالانقراض، وجولات مراقبة دورية في الجبال لكشف حالات الاعتداءات من احتطاب وتفحيم وسرقة أخشاب وتوسع زراعي ورعي جائر وحرائق، وكشف الآفات. وينفذ كل ذلك بالتنسيق مع مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية والهيئة العامة لشؤون البيئة.
وقد حصل هذا المشروع على منحتين من برنامج فورد للمشاريع البيئية في الشرق الأوسط، قيمة الأولى 4500 دولار والثانية 5000 دولار.
مشروع مكافحة التلوث بالقمامة ومياه الصرف الصحي والتلوث البصري: يتوخى هذا المشروع حل مشكلة المكبات المخالفة على أطراف الغابات والأحراج في قرى الجبال الساحلية، التي شكلت بؤراً لبدء حرائق التهمت مساحات شاسعة من الغابات وما زالت تندلع حتى الآن. كما يهدف الى تحسين ظروف النظافة وخلو الريف من الأمراض وحماية الجمال الطبيعي، وهذه من أهم المقومات التي تساعد سكان الجبال على بدء الاستثمار السياحي، وبالتالي تحسين أوضاعهم الاقتصادية والحد من استنزافهم للموارد الطبيعية بسبب الفقر. ويساهم المشروع أيضاً في القضاء على الحشرات والقوارض الضارة، والحد من انتشار الأمراض الخطرة وخصوصاً الليشمانيا.
وبغية تحقيق تلك الأهداف، تقوم الجمعية بأنشطة مختلفة اعتماداً على جهود المتطوعين وإشراك سكان القرى وبالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة. ومن هذه الأنشطة ازالة مظاهر التلوث بالقمامة والتلوث البصري، وحل مشاكل الصرف الصحي القائمة، من تسرب وانسداد وتحطم وقرب من الينابيع وعدم وجود محطات معالجة. ويتم زرع والأزهار والأشجار على جوانب الطرق، مع تأمين مقومات الالتزام للمواطنين بوضع سلال وحاويات للنفايات ولوحات اعلانية. وتشكلت لجان خاصة من أبناء القرى لتقوم بجولات وحملات دورية بغية متابعة مستوى النظافة والجمال والحفاظ عليه في كل قرية شملها المشروع.
أما المرحلة الثانية فسيتم من خلالها فرز النفايات من المصدر، وتحويل المخلفات العضوية منها الى سماد يوزع على المزارعين. أما النفايات المعدنية والبلاستيكية والزجاجية فسوف تجمع وتباع لمؤسسات أو شركات خاصة من أجل اعادة تدويرها.
مشروع حصر الأفاعي وتصنيفها في الجبال الساحلية: وهو قيد الدراسة وسينطلق قريباً.
تجدر الاشارة الى أن غالبية أنشطة الجمعية تحمل طابعاً ترفيهياً واجتماعياً واضحاً. فبعد ساعتين أو ثلاث ساعات من العمل البيئي ينفذ لقاء تعارف أو غداء أو حفلة شاي وموسيقى، وربما مسيرة.
|