لندن ـ ''البيئة والتنمية''

لا صوت أعلى من صورة مثيرة تهز العواطف والخيال، تدق على أوتار القلب وتشغل الفكر.

بعد عشرة أشهر في تتبع آثار فهود الثلج النادرة في أقاصي شمال الهند وباكستان، كوفئ المصور الأميركي ستيف ونتر بلقب ''مصوّر الحياة الفطرية لسنة 2008" في احتفال أقيم في متحف التاريخ الطبيعي في لندن. كما حازت الفتاة البريطانية كاتريونا بارفيت (15 عاماً) على لقب ''مصوّر الحياة الفطرية لفئة الشباب" لتصويرها أسداً يطارد زرافة.

الاثنان فازا من بين 32,351 مشاركة من 82 بلداً. ويتم عرض أفضل الصور الظريفة والمثيرة للمشاعر، التي التقطها المشاركون في الفئات الـ17 للمسابقة، في معرض التاريخ الطبيعي في لندن.

صورة ''فهد العاصفة الثلجية'' التقطها ستيف بواسطة إحدى كاميراته الـ14 التي يتم التحكم بها عن بعد في حديقة هميس الوطنيةالجبلية في شمال الهند. وهو أمضى شهوراً عدة يخيم ويخطط ويصوّر في أوضاع شديدة البرودة، حيث تصل الحرارة الى 40 درجة مئوية تحت الصفر، قبل أن يلتقط الصورة التي أرادها لفهد الثلج وسط تساقط الثلوج، مظهراً البيئة المتطرفة التي يعيش فيها هذا السنّور البري المعرض للخطر.

قال ستيف: ''هناك بضعة آلاف من هذه الحيوانات متبقية في البرية. وقد تملكني الجذل إذ تمكنت في النهاية من التقاط الصورة التي حلمت بها: فهد الثلج في جوّه الحقيقي".

وعلّق حكم المسابقة مارك كارورادين قائلاً: ''كل العناصر تجتمع في هذه الصورة المدهشة: دراما الثلج، وسر الظلمة، ووقفة فهد الثلج الذي نادراً ما يتم تصويره، والتركيبة الآسرة".

أما صورة كاتريونا ''العرض'' فتظهر أسداً يشن هجوماً محفوفاً بالخطر على زرافة بالغة. وتحتاج الأسود اليافعة الى وقت لكي تتعلم أن الزرافات خطرة، إذ إن رفسة محكمة من قائمتيها الطويلتين قد تكون قاتلة للوحش المفترس. في إحدى الأمسيات، وقفت كاتريونا وقطيع من المها بالقرب من جب ماء في ناميبيا، تراقب أسداً يافعاً يعاكس زرافة عطشى. قالت: ''كانت الزرافة الوحيدة هدفاً مغرياً لأسد ضجران. وكلما اقتربت من الماء قفز الأسد نزولاً وطاردها بعيداً. كان يلعب بها".

حكم المسابقة روزاموند كيدمان كوكس وصفت الصورة بأنها ''ببساطة لقطة مدهشة. فالمسرح والحركة والقصة والمتفرجون يجتمعون معاً لصنع هذا المشهد الذي لا ينسى".

مسابقة ''مصوّر الحياة الفطرية'' ينظمها سنوياً متحف التاريخ الطبيعي ومجلة BBC للحياة الفطرية. وللمشاركة في مسابقة 2009، على المصورين المحترفين والهواة من أنحاء العالم تقديم مشاركاتهم من 19 كانون الثاني (يناير) حتى آخر آذار (مارس). ويمكن الاطلاع على شروط الاشتراك من خلال الموقع الالكتروني: www.nhm.ac.uk/wildphoto

 

''وضعتُ صندوقاً فوق ملكة النمل لتخفيف انعكاس الضوء عن درعها الصقيل. وسرعان ما أوضحت النملة مشاعرها بامالة بطنها نحو الأمام، استعداداً لرشّي بحمض الفورميك. أعتقتها سريعاً، كي تواصل مسيرتها للتناسل في موئلها الكمبودي".

النمل المدرع، كما يدل اسمه، مزود بهيكل خارجي صلب جداً وشوك حاد. ينتج العش مرة في السنة عدداً من الملكات وكثيراً من الذكور. وتتزاوج الملكة الجديدة مع ذكر واحد أو أكثر قبل أن تطير بعيداً لتبني مستعمرة خاصة بها. وتستطيع الملكات تخزين السائل المنوي للذكر في داخلها، واستعماله لتلقيح ملايين البيوض طوال حياتها.

 

''سرّني العثور على هذه الفطور البالغة الصغر في غابة بلجيكية مظلمة. فتنتني ألوانها الرقيقة المتوهجة، التي يخففها الضوء المتسلل عبر أوراق شجر الزان. ومن خلال عدستي شعرت أنني أنظر الى مشهد في حكاية جن للأطفال، والشيء الوحيد الناقص هو الجنية".

''قبعات الزعفران'' ليست نوعاً شائعاً من الفطر، لكن غالباً ما توجد مجموعات منها نامية في مناطق كلسية على الحطب أو القضبان. وعندما تُنتزع أو تثقب تفرز عصارة برتقالية. الفطريات من أمثال هذا النوع لا تصنف كنبات أو كحيوان، وإنما هي من مملكة خاصة بها.

 

''بعد عشرة أشهر وشتاء قليل الثلج في حديقة هميس الوطنية، في أعالي جبال لاداخ شمال الهند، بدأتُ أفقد الأمل بالتقاط الصورة التي أريدها. لكن في صباح شديد البرودة تفقدت الكاميرا التي تنطلق ذاتياً، ووجدت أن فهد ثلج أطلقها الليلة السابقة. إنها صورته التي حلمت بها في بيئته الحقيقية".

فهود الثلج اعتادت الحياة في جبال آسيا الوسطى. يكسو جسمها فرو خارجي طويل لا ينفذ منه الماء، وتحته فرو صوفي كثيف. ولها جيوب أنفية كبيرة تسخن الهواء أثناء الاستنشاق، وهذا يمكنها من تحمل برودة تصل الى 40 درجة مئوية تحت الصفر. لكن هذه الفهود تستطيع أيضاً تحمل حرّ صحراء غوبي، حيث تصل الحرارة الى 40 درجة مئوية.

 

''أفعى شجر تشتبك في عناق مع ضفدع شجر من نوع مورليت. الضفدع الرافس لم يظهر أي علامة ضعف. والأفعى العنيدة لم تتزحزح. إنها ورطة بكل معنى الكلمة. بعد ثلاث ساعات، أيقنتُ أن أول من سيستسلم هو أنا، فمضيت الى السرير".

عندما تسقط الأمطار على غابات بيليز، تنزل ضفادع الشجر عن الأغصان بعد هبوط الظلام، وتتجمع حول برك الماء. تطلق الذكور نقيقها ليلاً لاجتذاب الإناث، وتطارد المنافسين في سباق الى التزاوج. ضفدع الشجر من نوع مورليت لا يوجد إلا في مناطق قليلة من شمال أميركا الوسطى والمكسيك، وهو نوع معرض لخطر شديد بسبب دمار موائله والأمراض التي تفتك به.