جزيرة اوتسيرا النروجية موئل لأول مجتمع هيدروجيني في العالم، وإن يكن تجريبياً وعلى نطاق صغير. ففي هذه الجزيرة الصخرية التي يقطنها 214 نسمة نظام مستدام لتزويد عشرة منازل بطاقة الرياح، مع الحفاظ على إمداد طاقوي حتى عندما لا تهب الرياح.
الطاقة الفائضة من التوربينة الهوائية التي تمد هذه المنازل بالكهرباء تستعمل لانتاج الهيدروجين من الماء بواسطة محلل كهربائي (electrolyzer). ويتم ضغط الهيدروجين المصنّع وتخزينه في صهاريج، وعند الحاجة يتم ضخه الى خلية الوقود في المحطة لتزويد المنازل بالكهرباء ريثما تهب الريح مجدداً.
المحطة خالية تماماً من الانبعاثات. والمشروع الذي أطلقه عام 2004 شركة "ستاتويل هايدرو" النروجية العالمية وشركة "إنركون" الألمانية لصنع توربينات الرياح قد يصلح للتطبيق مستقبلاً في المجتمعات المعزولة، حين يصبح قابلاً للحياة تجارياً.
وتشجع الحكومة النروجية تطوير نظم طاقة الرياح، خصوصاً في المناطق البحرية. وهي تدعم خطتين أخريين سيتم اختبارهما قبالة الشاطئ الجنوبي الغربي للبلاد. تعتمد الخطة الأولى توربينات طافية في مياه عميقة، يبلغ قطر شفراتها 107 أمتار، تقوم على طوافات اسمنتية مثبتة بقاع البحر بواسطة ثلاثة كابلات. وتلحظ الخطة الثانية أشرعة توربينات طافية تتمايل في مواجهة الرياح.
مدن الهيدروجين في كاليفورنيا
الاعتماد الجماعي لسيارات خلايا الوقود التي لا تصدر أي انبعاثات سوف يبدأ في "مدن الهيدروجين" في كاليفورنيا حيث تنتشر محطات التزود بالوقود البديل. هذا ما أعلنته رئيسة مجلس الموارد الهوائية في الولاية ماري نيكولز، التي أوضحت أن خطة الأربع سنوات لبناء "طريق سريع هيدروجيني" عبر الولاية ستركز في المراحل الأولى على مناطق سكنية محددة تقام فيها محطات للوقود الهيدروجيني.
سيارات خلايا وقود الهيدروجين، التي لا تنفث إلا بخار الماء، اعتبرت لوقت طويل وسيلة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل اعتماد الولايات المتحدة على النفط الخام الغالي الثمن. لكن مشكلة هذه الخلايا هي عدم توافر محطات للتزود بالوقود الخاص، مما جعل مؤيدي السيارات الكهربائية يعتبرون أن السيارات الهجينة (هايبريد) والسيارات التي تعمل بالبطارية كلياً هي البدائل الأرخص والأكثر موثوقية لخفض استهلاك النفط في المدى القصير.
وفي العام 2004، وقع حاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنغر مرسوماً لبناء شبكة من محطات الهيدروجين في أنحاء الولاية بحلول 2010. ولكن بعد مضي أكثر من أربع سنوات، لما تنشأ إلا نحو 20 محطة. ويرى البعض أن الجدلية "الدجاجة والبيضة" حول ما سيأتي أولاً ـ سيارات الهيدروجين أو محطات تعبئتها بالوقود ـ قد أبطأت تطوير سيارات خلايا الوقود.
لكن نيكولز توقعت بناء محطات بوتيرة سريعة خلال السنتين المقبلتين، وأن تكون هناك عشرات آلاف سيارات الهيدروجين في كاليفورنيا خلال السنين العشر المقبلة أو نحوها. وأضافت: "حتى بريوس من تويوتا، التي هي أنجح تكنولوجيا جديدة للسيارات، قفزت من مبيعات قليلة جداً في السنتين الأوليين لتصبح سيارة شعبية مطلوبة".
حالياً، تقوم شركات مثل "جنرال موتورز" و"هوندا" باختبار عدد صغير من سيارات خلايا الوقود في كاليفورنيا.
|