Thursday 05 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
مقالات
 
. أسماك وأصداف تختفي مع تحمض المحيطـات  
كانون الثاني - شباط/ يناير-فبراير 2012 / عدد 166-167
ارتفاع تركيزات ثاني أوكسيد الكربون يزيد حموضة مياه البحار والمحيطات ويؤثر بشكل متزايد على مصائد الأسماك الرئيسية التي يعتمد عليها بلايين البشر
 
سيكون لارتفاع الانبعاثات الكربونية تأثير على صحة البحار والمحيطات أوسع نطاقاً وأكثر تعقيداً مما كان يفترض في السابق، وفق تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان «العواقب البيئية لتحمض المحيطات». وقد جمع التقرير بعض أحدث البحوث العلمية حول تحمض المحيطات، نتيجة تزايد تركيزات ثاني أوكسيد الكربون الذائب الذي يغير كيمياء البحر بخفض الأس الهيدروجيني للبيئة البحرية (الأس الهيدروجيني pH  هو درجة الحموضة أو القلوية، وكلما انخفض ازدادت درجة الحموضة).
سوف يصعب على بعض الكائنات البحرية، مثل المرجان والمحار، بناء هياكلها خلال العقود المقبلة، ما يجعل بقاءها وازدهارها أكثر عسراً. وسوف يتفاعل تحمض المحيطات مع ارتفاع حرارتها، بحيث يضيق نطاق درجات الحرارة الذي تستطيع حيوانات مثل السلاطعين أن تنمو فيه وتتكاثر. وستكون لذلك تأثيرات مستقبلية كبيرة على صيد السلاطعين وبلح البحر والقشريات والمحاريات الأخرى، وهي أنواع تعتمد على الشعاب المرجانية. كما يؤثر على أسماك مثل السلمون تتغذى على كائنات قشرية وصدفية أصغر تحتل مرتبة منخفضة في السلسلة الغذائية.
وإذا تأثرت أسماك أخرى بطريقة مماثلة، فقد تكون لذلك تداعيات على السلسلة الغذائية البحرية التي يعتمد عليها بلايين البشر بشكل مباشر أو غير مباشر للحصول على البروتين وتأمين سبل العيش. وتساهم الأسماك والمحاريات بنحو 15 في المئة من البروتين الحيواني اللازم لثلاثة بلايين نسمة في أنحاء العالم، ويعتمد بليون نسمة آخرون على المصائد كمصدر رئيسي للبروتين.
وقد توصل التقرير الى النتائج الرئيسية الآتية:
تمتص البحار والمحيطات نحو 25 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية، حيث تتحول إلى حمض الكربونيك. وهذا يخفض الأس الهيدروجيني للمحيطات ويؤثر في كيميائها. على سبيل المثال، تنخفض تركيزات أيونات الكربونات، ويؤثر ذلك في قدرة كثير من الكائنات البحرية على بناء الشعاب والأصداف.
وقد انخفض متوسط الأس الهيدروجيني للعالم البحري بنسبة 30 في المئة، وهبط تركيز أيونات الكربونات بنسبة 16 في المئة، منذ الثورة الصناعية. وبناء على المعدلات الحالية لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، تظهر التوقعات أن الأس الهيدروجيني في المحيطات العالمية سوف ينخفض مع نهاية القرن الحادي والعشرين بمقدار 0,3 وحدة إضافية، ما يمثل زيادة إجمالية في الحموضة نسبتها 150 في المئة.
ولكثير من الكائنات البحرية وسائل للتعويض عن التغيرات في كيمياء المياه البحرية، ولكن قد يترتب عليها تبديد طاقتها للقيام بذلك في محيط تزداد حموضته باستمرار. وقد أظهرت دراسات لبلح البحر وأنواع من قنفذ البحر (التوتياء) أن لديها آلية تعويض جزئية فقط، أو لا آلية على الاطلاق، ما يجعلها أكثر تأثراً بالتغيرات.
ويحدث نحو 80 في المئة من عمليات صيد الأسماك في 10 في المئة فقط من مياه المحيطات، بما في ذلك مناطق رئيسية مثل الأجراف ومصبات الأنهار الاستوائية. وكثير من هذه المناطق معرضة بشدة لتحمض المحيطات خلال القرن الحالي.
وتعتبر المزارع المائية القطاع الإنتاجي الأسرع نمواً للغذاء في العالم، إذ تزداد بنسبة 7 في المئة سنوياً، وقد ارتفعت نسبة الأسماك التي تنتجها الى 50 في المئة من مجمل الانتاج العالمي. لكنها معرضة للخطر من تحمض المحيطات في المستقبل، سواء بشكل مباشر من خلال تأثر الأسماك والروبيان وثمار البحر الأخرى، أو بشكل غير مباشر بتأثر السلاسل الغذائية والموائل التي تعتمد عليها. وتوفر الشعاب المرجانية الاستوائية المأوى والغذاء لنحو 25 في المئة من أنواع الأسماك البحرية المعروفة، وتستأثر بما بين 9 و12 في المئة من موائل الأسماك في العالم. وهي توفر الأمن الغذائي والمعيشي لنحو 500 مليون نسمة في أنحاء العالم. ويتوقع التقرير أن يؤثر تحمض المحيطات على نمو المرجان وتجدده، وعلى نمو الطحالب المرجانية الحمراء، وعلى التكامل الانشائي للشعاب.
يدعو التقرير الحكومات وصانعي السياسة الى النظر في مجموعة من الاجراءات تشمل ما يأتي:
- تخفيضات سريعة وجوهرية لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تطلق في الغلاف الجوي من أجل تخفيض تحمض المحيطات.
- معرفة مدى تأثر المجتمعات البشرية المعتمدة على الموارد البحرية بتحمض المحيطات.
- تحديد الأنواع الحيوانية البحرية الأكثر قدرة على التكيف مع التغيير، وتقييم كيفية تأثيرها على النظم الايكولوجية والأمن الغذائي.
- تخفيض الضغوط الأخرى على مصائد الأسماك من خلال التخطيط المكاني البحري وإعادة تقييم الموارد المتاحة واستعمالها.
- تقييم إمكانات تطوير مزارع بحرية مستدامة بيئياً باستعمال أنواع أكثر مقاومة للحموضة.
 
- إدخال علم تحمض المحيطات في أدوات إدارة المصائد.
 

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.