فاز بيندشوار باثاك، من الهند، بجائزة استوكهولم للمياه لسنة 2009. وهو بات معروفاً في أنحاء العالم لعمله الواسع النطاق في مجال الصرف الصحي والنظافة، بهدف تحسين الصحة العامة والتقدم الاجتماعي وضمان حقوق الانسان في الهند وبلدان أخرى. وتشمل انجازاته تكنولوجيات النظافة الصحية، والعمل الاجتماعي، وتعليم الرعاية الصحية لملايين الناس في بلده الأم. وباتت منظمته نموذجاً لمؤسسات المجتمع المدني ومبادرات الصحة العامة حول العالم
منذ أسس بيندشوار باثاك حركة سولاب للنظافة الصحية Solabh Sanitation Movement عام 1970، عمل على تغيير المواقف الاجتماعية من الممارسات التقليدية غير الصحية في الأحياء الفقيرة والقرى والأحياء المدينية المكتظة. فطور مراحيض قليلة الكلفة حسنت الحياة اليومية لملايين الأشخاص كما حسنت صحتهم. وأطلق حملة مستمرة لمكافحة الممارسة التقليدية باستخدام المراحيض الدلوية (bucket latrines) وتفريغ محتوياتها يدوياً لاستعمالها في الزراعة ومجالات أخرى، وفي الوقت نفسه مدافعاً عن حقوق ''مفرغي المراحيض'' وعائلاتهم بفرص اقتصادية ومستويات عيش لائقة وكرامة اجتماعية.
وقد أثنت لجنة تحكيم جائزة استوكهولم للمياه على ''جهود الدكتور باثاك التي تشكل أحد الأمثلة المذهلة عن كيف يستطيع شخص أن يؤثر في رفاه الملايين''. كما أثنت على ''ريادته في تحقيق نتائج اجتماعية وبيئية مرموقة كانت موضع تقدير عالمي، خصوصاً من أولئك الذين حصلوا على حرية الكرامة البشرية نتيجة لجهوده''. وسوف يتسلم الجائزة رسمياً في احتفال يقام برعاية ملك السويد كارل غوستاف خلال الأسبوع العالمي للمياه في استوكهولم في آب (أغسطس) المقبل.
ولد باثاك عام 1943 في ولاية بيهار الهندية. وهو يعتبر المرحاض أحد أهم منجزات الحضارة. وقاد مساعي تطوير مراحيض قليلة الكلفة وملائمة للتراث المحلي، بالاضافة الى نظم المعالجة المتعلقة بها، لتحل مكان المراحيض الدلوية التقليدية غير الصحية في المجتمعات الفقيرة المنتشرة في أنحاء الهند. ومن أهم ابتكاراته:
مرحاض سولاب شوشالايا ذو الحفرتين الذي ينظف بسكب الماء، وهو قيد الاستعمال حالياً في أكثر من 1,2 مليون مسكن ومبنى شيدتها حركة سولاب. وقد تم اختيار هذه التكنولوجيا ''أفضل ممارسة عالمية'' من قبل منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (HABITAT) وينصح برنامج الأمم المتحدة الانمائي باستعمالها لتلبية حاجات أكثر من 2,6 بليون شخص حول العالم.
مرحاض سولاب العمومي ومرافق الاستحمام المبنية على هذا النظام في 7500 موقع، تخدم أكثر من 10 ملايين شخص يومياً. هذه المرافق، التي يدفع روادها رسماً مقابل كل استعمال، توفر حلاً مستداماً اقتصادياً ومقبولاً ايكولوجياً وتراثياً، للمشاكل الصحية في مجتمعات الأحياء الفقيرة والأماكن العامة المكتظة.
الاقتصاد بالماء في نظم سولاب شوشالايا، فتنظيفها بسكب الماء يحتاج فقط الى 1,5 ليتر عند كل استعمال، بخلاف المراحيض التقليدية التي تحتاج الى 10 ليترات كحد أدنى. ولهذا فوائد اضافية كبيرة للصحة ونوعية الحياة في المناطق الفقيرة مائياً.
معالجة متوازنة بيئياً للمياه المبتذلة، مبنية على نظام ايكولوجي يجمع بين الأعشاب المائية وتربية الأسماك، ما يوفر فرصاً اقتصادية للمجتمعات الريفية الفقيرة.
تكنولوجيات متعددة لمعالجة فضلات المراحيض وإنتاج غاز حيوي (بيوغاز) للتدفئة والطبخ وتوليد الكهرباء.
وجائزة استوكهولم للمياه، التي أطلقت عام 1991، هي الأبرز في العالم لتقدير الانجازات الاستثنائية المتعلقة بالمياه. وهي تمنح سنوياً، وتشتمل على مكافأة مادية بقيمة 150 ألف دولار، وتكرم أفراداً أو مؤسسات أو منظمات يساهم عملها بشكل كبير في صون الموارد المائية وحمايتها وتحسين صحة سكان الأرض ونظمها الايكولوجية. يرعى الجائزة ملك السويد كارل غوستاف، وتحكّمها لجنة دولية تعينها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.
جائزة صوفي البيئية
للبرازيلية مارينا سيلفا
فازت مارينا سيلفا، وزيرة البيئة السابقة في البرازيل، بجائزة صوفي النروجية التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، لمساهمتها في حماية غابة المطر في الأمازون. فأثناء توليها الوزارة خلال الفترة 2003 ـ 2008 تشددت حيال النشاطات غير القانونية، ما أدى الى تخفيض زوال الغطاء الغابي في الأمازون بنسبة قياسية بلغت 60 في المئة بين العام 2004 والعام 2007. فتم صون مساحات شاسعة، واعتقل أكثر من 700 شخص لنشاطات غير قانونية، وأقفل أكثر من 1500 شركة، واحتجزت معدات وأخشاب غير مشروعة. والى ذلك، قدمت سيلفا الدعم الى المجتمعات الفطرية التي تعيش على الزراعة التقليدية.
وتُمنح جائزة صوفي سنوياً لجهود مأثورة في حماية البيئة والتنمية المستدامة. وقد أسسها عام 1997 الكاتب النروجي جوستين غاردر ودعاها باسم بطلة روايته ''عالم صوفي".