Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
رأي
 
محمد البواردي الفرصة سانحة لوقف التدهـور   
حزيران (يونيو) 2009 / عدد 135
 تتمتّع دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ عريق ومشرف في الالتزام البيئي. وقد قادت أبوظبي نهضة بيئية شاملة، جعلت منها واحدة من عواصم الإشعاع البيئي ونموذجاً للمبادرات البيئية المتفردة.
فمن هنا انطلقت مبادرة تخضير الصحراء التي تبناها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، من أجل مكافحة التصحر والمحافظة على النباتات المحلية واستصلاح الغطاء النباتي المتدهور والمساعدة في إيجاد بيئة ملائمة للحيوانات الفطرية بصورة عامة والأنواع المهددة بالانقراض على وجه الخصوص.
ومن هنا انطلقت في ستينات القرن الماضي مبادرة المحافظة على المها العربي التي كانت على وشك الانقراض. وبعد نجاح برامج الإكثار وامتلاك أبوظبي لأكبر قطيع في العالم، بدأت هيئة البيئة في أبوظبي تنفيذ مشروع طموح لإنشاء أكبر محمية طبيعية للمها العربي والظباء، ليبدأ بذلك تاريخ جديد لهذه الحيوانات، تتويجاً لما يقارب الخمسين عاماً من الجهود في سبيل الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية.
ومن هنا انطلقت في عام 1977 مبادرة إكثار طيور الحبارى في الأسر، بهدف دعم جهود حمايتها من الانقراض وزيادة أعدادها في البرية، وكفالة الاستخدام المستدام لها في الصقارة العربية التي ارتبطت منذ نشأتها بحب الطبيعة والمحافظة على الموارد الطبيعية. وقد نجحت جهود أبوظبي، من خلال المراكز التي أنشأتها في الإمارات والمغرب وكازاخستان وغيرها من دول الانتشار، في تطوير تقنيات الإكثار والتربية في الأسر، وصولاً إلى إعادة توطين أعداد كبيرة من هذه الطيور في آسيا وشمال أفريقيا.
ومن هنا أيضاً انطلقت مبادرة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) استجابة للتوجه نحو الحفاظ على الموارد وتنمية قطاع الطاقة البديلة وتنفيذ المشاريع والتطبيقات الرائدة في مجال التقنيات النظيفة. وتحظى مبادرة مصدر بدعم نخبة من أكبر شركات الطاقة والجامعات ومؤسسات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم.
ومن هنا انطلقت مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية، والأكاديمية العربية للمياه، وغيرها من المبادرات الرائدة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية في إطار شراكات وعلاقات تعاون وثيق مع المنظمات البيئية الإقليمية والدولية، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والصندوق العالمي لصون الطبيعة، والاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة. وقد سعينا دوماً إلى تقديم الدعم لجميع الخطوات الهادفة إلى نشر المعرفة واستثمارها في النهوض بواقع مجتمعاتنا العربية، وتوثيق التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا الإطار، شهدت أبوظبي قبل عامين تقريباً، انطلاق برامج المنتدى العربي للبيئة والتنمية كمنظمة إقليمية غير حكومية، تجمع بين هيئات المجتمع المدني ومؤسسات البيئة والتعليم والإعلام من أجل دعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة في العالم العربي.
وقد سعدنا مجدداً بعودة المنتدى إلى أبوظبي لإطلاق تقريره الأول حول البيئة العربية وتحديات المستقبل. هذا التقرير الذي نأمل أن يصبح من الأدوات الرئيسية لرصد حالة البيئة والموارد الطبيعية في العالم العربي، وتقييم الجهود العربية الحالية في تحقيق التنمية المستدامة والبحث عن أمثل الطرق للاستفادة من نقاط القوة ومعالجة مواطن الضعف، لكي نتمكن من اللحاق بركب التقدم العالمي.
يجب علينا أن نتعلم من تجارب غيرنا، ليس فقط لنتمكن من تنمية قدراتنا البشرية والمادية، ولكن لكي نحقق طموحاتنا في التقـدم بطريقـة تحافظ على توازن مجتمعاتنا ونقاء بيئتنا وصون تراثنا وقيمنا الموروثة عن أسلافنا.
وبالرغم من حجم التلوث ومستوى التدهور البيئي في وطننا العربي، فالفرصة ما زالت سانحة لوقف هذا التدهور إذا عملنا منذ الآن على تخطيط وتنفيذ مشاريعنا التنموية والتطويرية على أسس مستدامة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية. وإننا نجدد التزامنا بدعم مختلف الجهود الرامية لتفعيل العمل المشترك، وتعضيد المساعي الجادة لنشر المعرفة وتوثيق التعاون العربي.
محمد البواردي هو أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والعضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي. وقد ألقى هذه الكلمة في حفل تقديم تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية ''البيئة العربية: تحديات المستقبل'' في أبوظبي في 7 أيار (مايو) 2009.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.