أفراد رياديون يقومون بمبادرات ومشاريع ملهمة لحفز الناس والمؤسسات والحكومات على المساهمة في مكافحة الاحتباس الحراري
يتميز يوم البيئة العالمي هذه السنة باطلاق جائزة ''أبطال المناخ'' التي تكرم أفراداً يؤدون بدافع شخصي أعمالاً استثنائية ومهمات بيئية رائدة لإظهار التزامهم ونشر الوعي حول فكرة بسيطة هي ''كوكبك يحتاج إليك!''. وتركز مشاريعهم على ''مواضيع ساخنة'' مثل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وايجاد حلول ذكية لمعالجة النفايات، وغرس الأشجار.
ويتعاون برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) مع أبطال المناخ هؤلاء لتحفيز الناس على ''الاتحاد لمكافحة تغير المناخ''. فهم يتوجهون الى كل واحد منا ليفعل ما يستطيع، كاعتماد أبسط العادات مثل إقفال حنفية الماء أثناء تنظيف أسناننا، أو تنظيم نشاط في الحي أو المدينة أو مكان العمل بمناسبة يوم البيئة العالمي، أو اتخاذ موقف والانضمام الى حملة ''أبرموا هذا الاتفاق'' Seal the Deal الداعيـة حكومات العالم الى إبرام اتفاقية دولية بشأن تغير المناخ حين تجتمع في كوبنهاغن في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. فمن خلال تضافر جهودنا، نستطيع أن نكون جميعاً ''أبطال مناخ'' وأن نقدم مساهمة تغير الوضع الى الأفضل.
هنا بعض المشاريع الملهمة التي يقوم بها بعض ''أبطال المناخ".
اتحدوا لمكافحة تغير المناخ
روز سافدج ناشطة بيئية اشتهرت باجتيازها المحيط الأطلسي وحيدة في قارب تجذيف. والآن ستجذف وحيدة عبر المحيط الهادئ، وتمشي من لندن الى كوبنهاغن مسلحة بمهمة بيئية شعارها ''اتحدوا''. وتهدف هذه المبادرة الى حث الناس على اتخاذ اجراء للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من خلال المشي أكثر وقيادة السيارة أقل.
ناشدت روز مؤيديها حول العالم بأن ''يتعاونوا''، وهي تتحداهم بأن يجاروا ضربات مجذافها العشرة آلاف يومياً بعشرة آلاف خطوة. وسيتم جمع الخطوات التي يسجلها مشاركون حول العالم على الموقع الالكتروني الخاص وترجمتها بدورات حول الأرض. ففي مقابل كل 53 شخصاً يكملون مليون خطوة، تضاف دورة حول الأرض.
قبيل انطلاقها في 24 أيار (مايو) الماضي، أرسلت روز كلمة افتتاحية الى المشاركين قي ''قمة مشروع آل غور المناخي'' وأصبحت ''سفيرة لتغير المناخ''. هذه المشاركة الشعبية سوف توجه لاحقاً الى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في كوبنهاغن. ففي 24 تشرين الأول (أكتوبر)، وهو يوم عالمي لمكافحة تغير المناخ، ستتلاقى روز والآلاف من مؤيديها ويجتمعون عند برج ساعة ''بيغ بن'' في لندن، وينطلقون من هناك مشياً لمدة ستة أسابيع ومسافة أكثر من 950 كيلومتراً الى كوبنهاغن لمخاطبة مندوبي المؤتمر. وباستعمال صور وأشرطة فيديو ومنابر إعلامية عديدة بما في ذلك Facebook وTwitter ستعمل على الربط بين الناس من جميعالأعمار حول العالم وإشراكهم والاظهار لهم أن كل فعل يأتي بنتيجة مهما كان صغيراً.
اجتياز اليابان على دراجة
ينطلق تشارلز سكوت وابنه شو على دراجتين متصلتين في رحلة صيفية لمدة شهرين عبر كامل الأراضي اليابانية. الرحلة التي يبلغ طولها 4700 كيلومتر ستمتد من رأس سويا في أقصى الشمال الى رأس ساتا في أقصى الجنوب، مروراً عبر 11 موقعاً للتراث العالمي. وسوف يبدأن الترويج للرحلة في مدينة نيويورك في 5 حزيران (يونيو)، ضمن نشاط ليوم البيئة العالمي لتشجيع الرحلات الصيفية على الدراجات.
في الوقت نفسه، سوف يدعم فريق الأب والابن دعوة برنامج الأمم المتحدة للبيئة للناس في أنحاء العالم الى المساعدة في حملة لغرس سبعة بلايين شجرة ـ واحدة لكل شخص على الأرض ـ خلال هذه السنة. ولقد تم حتى الآن غرس ثلاثة بلايين شجرة والتعهد بغرس خمسة بلايين أخرى. كما سيروّجان لحملة ''أبرموا هذا الاتفاق''. وسوف يخاطب شو (8 سنوات) مؤتمر تونزا الدولي للأطفال والشبيبة حول البيئة، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة في كوريا، بواسطة برقية ـ فيديو من موقع ناءٍ خلال رحلته، كمثال ملهم وسفير للشبيبة.
بعثة الى أكبر مكب للنفايات
تأثر ديفيد دي روتشيلد بتقرير لـ''يونيب'' حول النفايات البحرية، فقرر أن تكون رسالته إجراء مزيد من البحوث حول هذا الموضوع. أراد تخطيط مغامرة رائدة وجذابة تحث الناس على العمل بمسؤولية أكبر تجاه كوكبنا. ويخطط ديفيد وفريق مختار من العلماء والبحارة والمغامرين وقادة الفكر والفنانين الرياديين للانطلاق برحلة شراعية لمسافة نحو 18 ألف كيلومتر عبر المحيط الهادئ.
المركب المميز الذي سيقلّهم يدعى ''بلاستيكي''، طوله 20 متراً، وقد صنع من قناني بلاستيك مستعملة ونفايات بلاستيكية أعيد تدويرها. والعبرة من ذلك حل مشكلة النفايات من خلال التفكير بذكاء، وإظهار سبل لاستعمالها كمورد، مما يوحي بحلول مستدامة لنمط عيش أفضل.
سوف يبحر المركب عبر عدد من المناطق الفاتنة والخطرة والحساسة بيئياً، بما في ذلك ما يدعى ''رقعة النفايات الشرقية الكبرى في المحيط الهادئ''، وهي مساحة أكبر من بريطانيا ست مرات، حيث البلاستيك يتفوق وزناً على العوالق بنسبة ستة الى واحد، ما يشكل في الواقع أكبر مكب للنفايات في العالم.
تدعم بعثة ''بلاستيكي'' شبكة عالمية من الأفراد والمؤسسات الأعضاء في منظمة Adventure Ecology. وسوف يجهّز المركب بهواتف وأجهزة كومبيوتر متصلة بأقمار اصطناعية، تؤمن ايصال أخبار البعثة ومشاهداتها الى العالم.
مشروع كايسي
يضم مشروع Kaisei فريقاً من المبدعين وعشاق المحيطات والبحارة والعلماء والرياضيين والبيئيين يجمعهم هدف مشترك: دراسة طرق لتجميع النفايات البلاستيكية في المحيط وإزالة سمّيتها وإعادة تدويرها بتحويلها الى وقود ديزل. رحلة البحوث الأولى هذه، المقررة خلال صيف 2009، ستكون حاسمة في فهم المتطلبات اللوجستية لعملية تنظيف ناجحة، لأن بعض التكنولوجيات اللازمة لم تستخدم من قبل في الظروف السائدة في المحيطات.
ما أهمية هذه الرحلة؟ كل يوم يتم انتاج أكثر من 60 بليون طن من البلاستيك، الكثير منها للاستعمال مرة واحدة، ويعاد تدوير أقل من 5 في المئة من البلاستيك في العالم. وتقدر ''ناشونال جيوغرافيك'' أن أكثر من 85 مليون قنينة بلاستيك تستعمل كل ثلاث دقائق. وكثير من النفايات البلاستيكية التي لا يتم حرقها أو طمرها، وهي سامة في حدّ ذاتها، تجد طريقها الى المحيطات. وعندما تتفتت هذه النفايات، تحسبها الطيور والكائنات البحرية طعاماً، فتنفق مئات الألوف منها اختناقاً. وها هي اليوم تأخذ طريقها الى سلسلتنا الغذائية.
لا توجد حالياً حلول مقترحة لمشكلة البلاستيك في المحيطات. ويعتقد كثيرون أن من غير الممكن تنظيف هذه المساحة الشاسعة، ويدعون الى مزيد من التعامل المسؤول بالنفايات على اليابسة. ولكن باستعمال تكنولوجيا متطورة، يهدف مشروع كايسي الى اختبار طرق لالتقاط هذه النفايات، وإظهار أن بعض ''الدوامة البلاستيكية'' على الأقل يمكن إعادة تدويرها وتنظيفها من خلال حل فريد من نوعه مسجل ببراءة اختراع. وسوف تغطي ''ناشونال جيوغرافيك'' رحلة مشروع كايسي في فيلم وثائقي، كما يتابع موقع ''غوغل ايرث'' تقدمه بتصوير فضائي متطور.
كادر
أيها المرشحون! احفظوا الرقم 350 للحفاظ على غابات لبنان
تجمع أكثر من 120 ناشطاً بيئياً من منظمة ''إندي ـ آكت'' وجمعية الثروة الحرجية والتنمية في غابة أرز الشوف الشهر الماضي، للفت الانتباه الى خطورة تغير المناخ وآثاره المترتبة على غابات لبنان. مطلبهم هو أن تدرج الحكومة والمجلس النيابي المقبلان مشكلة تغير المناخ كإحدى الأوليات على جدول الأعمال.
ويهدد تغير المناخ باختفاء غابة أرز الشوف وغيرها. فالارتفاع المطرد في درجات الحرارة سوف يدفع العديد من أصناف الأشجار نحو الشمال والى مرتفعات أعلى، مما قد يؤدي الى تحويل لبنان بلداً صحراوياً. ويتخوف الخبراء من أن تغير المناخ وما يصاحبه من عواصف وجفاف سوف يزيد الأوبئة والحشرات وحرائق الغابات، الى درجة أن معظم غابات لبنان سوف تختفي وتحل مكانها أراض عشبية.
نادى الناشطون البيئيون كل المرشحين البرلمانيين لحفظ الرقم 350 جيداً من أجل إنقاذ غابات لبنان، إشارة الى 350 جزءاً في المليون، وهو تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الجو الواجب الوصول اليه لتفادي كارثة التغير المناخي بحسب أحدث الدراسات العلمية.