Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
لن نسمح للسياسـة والمصالـح أن تمنعنا من حمايـة البيئـة  
كانون الثاني (يناير) 2010 / عدد 142
 أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ''اننا حمينا وطننا بالتنوع، وحمينا هذا التنوع الديمغرافي والطائفي، وحمينا التنوع الحضاري والتاريخي، ويبقى لنا حماية التنوع البيئي والطبيعي''، مشدداً على أنه ''يجب أن لا ندع السياسة والمصالح الضيقة تمنعنا من حماية التنوع البيئي والجغرافي، الذي يميز وطننا الذي نسميه لبنان الاخضر".
وأشار الى ''أن لبنان يحمل الى مؤتمر كوبنهاغن ملفاً مهماً جداً يطال كل القطاعات ويتناول طلب المساعدات لها، بدءاً من الزراعة والطاقة والسدود والصرف الصحي، الى معالجة النفايات ولائحة التزامات وإجراءات سيلتزم بها وردت في البيان الوزاري بشكل واضح، إن كان عبر عمل الوزارات او عبر لائحة اولويات الناس، اولويات الحكومة''. وأكد ''أن موضوع البيئة خطير جداً، ويجب وضع استراتيجية داخلية بالتنسيق بين الوزارات المختصة والادارات والقطاعين العام والخاص وكذلك هيئات المجتمع المدني".
كلام الرئيس سليمان جاء خلال احتفال أقيم في القصر الجمهوري لمناسبة عيد الشجرة، حيث زرع شجرة أرز وألقى كلمة في المناسبة قال فيها: ''عندما نحتفل بعيد الشجرة فإننا نحتفل بلبنان، وبارتباطه بالشجرة وباسم لبنان الاخضر، الذي تعودنا عليه منذ زمن. ونحتفل أيضاً بارتباطه بالأرز، بما يمثل من قداسة، وقد سمي ارز الرب ووضع في وسط العلم اللبناني".
أضاف: ''لا نريد ان نتحدث الآن عن فوائد الشجرة، فهي معروفة من قبل الجميع، للصحة والغذاء والزينة وتجميل الشوارع والحدائق العامة وإعطاء الاوكسيجين... ولكن يجب توعية الاجيال لمساوئ فقدان الشجرة وفقدان البساط الاخضر. بالنسة الينا، إن ذلك شبيه بفقدان الامل بالحياة والتهديد بالتصحر والجوع والمناخ القاسي. ولذا علينا بالتعاون مع المؤسسات والمدارس والعائلات ان نضع خطة للتشجير، ونباشر فوراً باستصلاح الاراضي التي كان اجدادنا قد استصلحوها وزرعوها وعمروا الحيطان في الوديان. كما أنه يجب على كل فرد من العائلة ان يغرس سنوياً شجرة وزرع أشجار أمام كل شقة. ولا يجب ان نعلم الاجيال والاولاد غرس الشجرة فقط، بل تعليمهم أيضا كيفية العناية بها ومساوئ قطعها وهذا هو الاهم".
وتابع: ''إن وزارة التربية بادرت الى اصدار تعميم مفيد في هذا الاطار يجب السهر على تطبيقه، فلا تقتصر التوعية على مناسبة ''عيد الشجرة'' بل تكون دائمة لإطلاع الشباب على فائدتها. كما أن على الاجهزة الامنية والدفاع المدني ورجال الاطفاء ومأموري الاحراج واجب المراقبة والمحاسبة والردع. وقد يكون للقضاء دور كبير أيضاً في هذا المجال، ومن الممكن إنشاء نيابة عامة بيئية او ما شابه ذلك. واعتقد أنه اصبحت هناك خطورة كبيرة في العالمتجعلنا نفكر بهذا الامر بشكل دائم. وعلى التنظيم المدني ان يتشدد باعطاء التراخيص ويتشدد بعامل الاستثمار، فيفرض مثلاً على بناية من خمسة طوابق زرع 20 شجرة، مع مساحة تكفي لهذا العدد. وفي الماضي كان الجيش يزرع أشجاراً ويقوم بتفتيش سنوي للإطلاع على ما إذا كانت تستوفي الشروط الزراعية. كما أن على وزارات الزراعة والبيئة والطاقة والمياه والاشغال العامة ممارسة دور الحماية والحفاظ على الشجرة بالتعاون مع المجتمع المدني والجمعيات المختصة، لكي نستطيع ان نصل الى وضع استراتيجية وخطة للتحريج وتنظيم المحميات الطبيعية وحمايتها ومراقبتها لضبط عمل الكسارات وتأمين الري وتسهيل انشاء المشاتل وتعميم تدابير العناية والصيانة".
وأردف: ''إن هذا الموضوع مهم جداً، وخطورته تطرح الآن، ولا يزال الوقت متاحاً للجميع لأخذ التدابير اللازمة. فلنفكر بأولادنا وأحفادنا، فمثلما أخذنا وطننا اخضر يجب وإعطاؤهم وطناً أخضر. فالقضية لم تعد محصورة بالشجرة بل بالتغير المناخي. واليوم ينعقد مؤتمر مهم للغاية في كوبنهاغن يشارك فيه أكثر من مئة رئيس دولة ورئيس حكومة. وسيشارك لبنان فيه عبر وفد رفيع المستوى يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. وينعقد هذا المؤتمر برعاية الأمم المتحدة لدراسة موضوع الاحتباس الحراري والانبعاثات الحرارية وذوبان الثلوج وارتفاع منسوب البحار مما رتب آثاراً خطيرة على الارض والناس جميعا، لعل اهمها تبديل انواع الزراعات، والتأثير على التنوع البيولوجي، الحيواني والنباتي منه، وتلوث المياه الجوفية وزيادة ملوحتها مع ارتفاع منسوب البحار الذي يرتب ايضاً أثاراً سلبية على المنشآت السياحية الساحلية الى حد التهديد بفقدانها. لذا فإن المؤتمر مهم جداً وهناك تحد أمام جميع الدول للتقيد بالتزامات معينة من قبل بعضها وفرض إلزامات على بعضها الاخر".
وقال: ''إن الرئيس نيكولا ساركوزي قال إن جيلنا قد يكون الجيل الاخير الذي يستطيع ان يعالج هذه القضية. ولذلك مطلوب من العالم وضع استراتيجية عالمية تتناول الكون، ومن كل بلد وضع استراتيجية وطنية لهذا الموضوع بهدف تخفيض الانبعاثات الحرارية بحوالى 25الى 40% لغاية سنة 2020 بالمقارنة مع سنة 1990، وتحقيق 80% كتخفيض لهذه الانبعاثات لغاية سنة .2050 وأعتقد أن هذا الرقم صعب ولكن يجب العمل على تحقيقه. وعلى الدول الصناعية ان تتحمل العبء الاكبر لأنها تعتبر المنتج الاساسي للإنبعاث الحراري، وعليها خفض هذه الانبعاثات وتأمين المساعدة والتمويل للدول النامية لكي تتمكن من اتخاذ التدابير لحماية نفسها وانتاج طاقة نظيفة في المستقبل. لأنه لا ينفع إذا اتخذت هذه الدول التدابير ورمت التكنولوجيا القديمة بكل ما فيها وصولاً الى انتاج الطاقة على الدول الفقيرة. وكذلك الامر بالنسبة للتمويل الذي يساعد الدول الفقيرة اوالنامية لتحمل التغير المناخي الذي يزيد من اعبائها. من جهتها، على الدول النامية ان تلتزم لائحة اجراءات وتدابير لخفض هذه الانبعاثات".
واشار الى ''ان لبنان يحضر ملفاً مهماً جداً يطال كل القطاعات ويتناول طلب المساعدات لها، بدءا من الزراعة والطاقة والسدود والصرف الصحي وصولاً الى معالجة النفايات... كذلك سيحمل لبنان معه لائحة التزامات وإجراءات سيلتزم بها وردت في البيان الوزاري بشكل واضح، إن كان عبر عمل الوزارات او عبر لائحة اولويات الناس، اولويات الحكومة. فالبيئة والمياه هما من اولويات الناس. ويجب التعاطي مع هذه الامور كلها بشكل جدي والتعهد كذلك بانتاج الطاقة النظيفة. وقد سمعت وزير الطاقة يتحدث عن 12% من المدى المتاح الذي نستطيع تحقيقه. وان احتاج الامر لعدة سنوات، فعلينا أن نفكر بالعمل على إنتاج أكبر من ذلك في المستقبل".
وتابع: ''الان ووفق دراسة تبين لنا أننا نقدر على تحقيق 12% فقط على مدى 10 سنوات وبشكل تدريجي، إلا أنه علينا انتاج أكثر من ذلك لأننا الاكثر تضرراً من زيادة ارتفاع حرارة الارض. ومثلما قلت، علينا رفض استيراد التكنولوجيا القديمة، حتى لو بقينا دون كهرباء".
وختم بالقول: ''موضوع البيئة خطير جداً، ويجب وضع استراتيجية داخلية بالتنسيق بين الوزارات المختصة والادارات والقطاعين العام والخاص وكذلك هيئات المجتمع المدني. نحن حمينا وطننا بالتنوع، وحمينا هذا التنوع الديمغرافي والطائفي وحمينا التنوع الحضاري والتاريخي، ويبقى لنا حماية التنوع البيئي والطبيعي. ولا يجب أن ندع السياسة والمصالح الضيقة تمنعنا من حماية التنوع البيئي والجغرافي الذي يميز وطننا الذي نسميه لبنان الاخضر''.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
مي الصايغ البتراء وتغيُّر المناخ: كيف نحمي "المدينة المفقودة"؟
أبوظبي ـ "البيئة والتنمية" المسؤولية البيئية في قمة قادة الأعمال العرب
"البيئة والتنمية" أعطها عملاً ... لا صدقة
أحمد حنفي مختار (الشارقة) مساجد ''خضراء''
أماندا بيك (سان فرنسيسكو) نانوتكنولوجيا وصحة البشر
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.