عماد فرحات
سميت منطقة الأزرق هكذا لزرقة مياه واحاتها التي كانت محطة استراحة للحجاج في طريقهم الى مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد اجتذب غناها الطبيعي العديد من القبائل والمجموعات العرقية، ما أكسبها أيضاً غنى ثقافياً.
يصنف العلماء محمية الأزرق المائية بأنها فريدة، وذلك لموقعها في الصحراء البازلتية الجافة في شرق الأردن. وهي تحتوي على موائل مهمة للطيور تتمثل في البرك والمناطق التي ينمو فيها القصب. وتتجمع في أنحائها كمية كبيرة من المياه في فصل الشتاء، وهذا عامل مهم في جذب الطيور. وأفضل وقت لزيارتها هو الخريف والربيع.
أسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية الأزرق في العام 1978، لحماية الواحة القائمة في قلب صحراء الأردن الشرقية بين الحرة والحماد. وكانت اتفاقية رامسار اعتبرت منطقة الأزرق ومنطقة القيعان الطينية المتاخمة عام 1977 محطة أساسية للطيور المهاجرة على الطريق الأفريقي ـ الأوراسي. وتزور المحمية أسراب الطيور كل عام لتستريح خلال رحلة هجرتها الطويلة في الصحراء، أو لتبقى في المحمية خلال فترة الشتاء، أو حتى للتزاوج.
كـانت واحـة الأزرق جوهرة زرقـاء في الصحـراء قبل الضخ الجائر لمياه حـوض الأزرق في الثمانينـات، حيث كانت تجتذب نحو مليون طائر مهاجر في وقت واحد. وكانت أسراب الطيور تحجب ضوء الشمس في بعض الأوقات. وبحلول العام 1993، وبسبب الضخ الهائل للمياه وجفاف الينابيع الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي الرطبة، تراجع المسطح المائي وجفت مساحات واسعة وخسرت المحمية كثيراً من قيمتها البيئية وتناقصت أعداد الطيور التي تتوقف فيها أثناء هجرتها.
بدأت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في العام 1994، بدعم دولي، عملية إنقاذ للواحـة. ونجحت في استعادة جزء كبير من الأراضي الرطبة. ولكن لم يتم تحقيق الهدف المنشود بسبب الضخ المستمر للمـاء ونقص الكفـاءات البشريـة وقلة الخبرة بإدارة المناطق الرطبـة. وعلى رغم ذلك قامت الجمعية في العـام 2005 بإعـادة تأهيل الواحة، ما جعل بعض الطيور التي كانت تزور المحمية تعود لزيارتها من جديد. وتم بناء العديد من مرافق مراقبة الطيور.
تعتبر المنطقة الرطبة في الأزرق غنية بالتنوع الحيوي، وتوفر مواطن طبيعية لعدد من الكائنات المائية والبرية، مثل السمك السرحاني الذي يعدّ الحيوان الفقاري الوحيد المتوطن في الأردن، إذ لا يوجد في أي مكان آخر في العالم، ونظراً لتراجع بيئته أصبح مهدداً بالإنقراض. وقد أجريت عمليات إعادة تأهيل للمنطقة لحماية هذا النوع النادر من الأسماك.
|