Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
أبوظبي ـ «البيئة والتنمية» عين على الأرض  
كانون الثاني - شباط/ يناير-فبراير 2012 / عدد 166-167
إتاحة المعلومات البيئية للجمهور بحيث يكون الوصول إليها فورياً وفعالاً وغير مكلف، كانت نقطة أساسية في إعلان قمة «عين على الأرض» التي انعقدت الشهر الماضي في أبوظبي.
أكد الإعلان على الحاجة إلى آليات فعالة لجمع البيانات البيئية وإدارتها وتوزيعها، مع تحمل مسؤولية جودتها وتوفيرها بطريقة تجنب التكرار وتلتزم بالإبلاغ وتدعم عملية صنع القرار. واتفق المشاركون على أن تكون أجندة التعاون مرنة ومتوازنة وذات أهداف واضحة ومواضيع محددة وفق جدول زمني محدد، وأن تسلم المهمات إلى أشخاص مؤهلين.
عقدت قمة عين على الأرض من 12 إلى 15 كانون الأول (ديسمبر)، واستضافتها هيئة البيئة ـ أبوظبي بدعم من مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وركزت على تعزيز إمكانات الوصول إلى البيانات البيئية أو المجتمعية بهدف تعزيز جهود صنع القرار، خصوصاً في الدول الناشئة. وأشار الإعلان الصادر عنها إلى «المبدأ العاشر من إعلان ريو حول البيئة والتنمية، والذي يقر، إضافة إلى أمور أخرى، بأن لكل فرد الحق في الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالبيئة والموجودة بحوزة السلطات العامة، ويتوجب على الدول العمل على تسهيل وتشجيع الوعي لدى الجمهور ومشاركته عن طريق إتاحة المعلومات على نطاق واسع».
لكن إعلان القمة ذاته لم يصل إلى حد اعتبار الوصول إلى المعلومات حقاً من حقوق الإنسان. ولم يعد بتمويل آليات لمساعدة الجماعات المستضعفة في الوصول إلى المعلومات، أو لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات في البلدان النامية.
 
المعلومة قوة
افتتحت القمة بكلمة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ألقاها نيابة عنه وزير البيئة والمياه الدكتور راشد أحمد بن فهد، وجاء فيها أن جمع المعلومات وتبادلها أحد أهم الأولويات الرئيسية لدولة الإمارات، خصوصاً منذ إطلاقها عام 2002 مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية في مؤتمر القمة للتنمية المستدامة الذي عقد في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية محمد أحمد البواردي، رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والعضو المنتدب لهيئة البيئة. فأشار إلى أن حكومة أبوظبي، منذ إطلاق المبادرة، التزمت بأن تجمع البيانات الدقيقة والمعرفة الضرورية لتخطيط مشاريعها وتنفيذها، من أجل تحقيق معادلة بناء مدن حديثة مع الحفاظ على البيئة. وأضاف: «المعلومة قوة، لكن القوة الحقيقية هي في أن تتيح هذه المعلومة للآخرين».
وتكلم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عن أهمية الوصول إلى البيانات والمعلومات كقاعدة أساسية تقوم عليها عملية وضع السياسات. ونوه بعقد قمة عين الأرض في أبوظبي قائلاً: «إنه مكان مميز، فقد كان من المستحيل قبل عدة سنوات مناقشة فكرة عقد مؤتمر يتداول البيانات والانبعاثات هنا في الخليج».
جمعت القمة قيادات عالمية لحركة المعلومات البيئية وضمت نحو 500 مشارك من أنحاء العالم. وقال شا زوكانغ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمشرف على التحضيرات لقمة ريو +20 التي ستنعقد في حزيران (يونيو) المقبل: «يجب علينا كإحدى أبرز أولوياتنا أن نعمل على تعزيز الوصول إلى البيانات والمعلومات. ولكي نتمكن من وضع سياسات بناء على العلم والحقائق، فلا بد من أن تتوافر البيانات والمعلومات على نطاق واسع، وأن يكون الوصول إليها سهلاً. كما يجب أن تتوافر بصيغ يمكن استخدامها وتوظيفها في جهود صنع القرار وفي المجالات العامة».
قدمت في قمة «عين على الأرض» عشرات الدراسات وأوراق العمل التي تضمنت خبرات من أنحاء العالم. فعقدت جلسة حول الأمن المائي عرض فيها نجيب صعب، رئيس تحرير «البيئة والتنمية» والأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية أهم ما تضمنه تقرير المنتدى حول المياه. فقد أظهر أنه في وقت مبكر لا يتجاوز سنة 2015، وليس 2025 كما الاعتقاد السائد، سيهبط معدل حصة الفرد العربي إلى ما دون 500 متر مكعب في السنة، ما يعتبر ندرة حادة. ومع ذلك فكمية المياه التي يهدرها الفرد للاستخدام الشخصي في بعض الدول التي تعتمد كلياً على التحلية، مثل الكويت، هي الأعلى في العالم إذ تتجاوز 500 ليتر يومياً. وخلص صعب إلى أن على الدول العربية تخصيص 1,5 في المئة من دخلها القومي السنوي للاستثمار في نظافة المياه وشبكات البنى التحتية وكفاءة المياه وتكنولوجيات المعالجة والتدوير الملائمة، وذلك لتلبية الزيادات المتوقعة في الطلب على المياه. وهذا يتطلب استثمارات مقدارها 28 بليون دولار سنوياً، يمكن ترجمتها إلى وظائف جديدة في المدن والأرياف.
وتناول خبير الاقتصاد حول السكان والفقر هيرناندو دي سوتو ظروف الحياة في المناطق الحضرية التي يغلب عليها الفقر في العالم العربي. فتحدث عن الشاب التونسي الذي أحرق نفسه في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010 أمام مبنى حكومي في حركة احتجاجية فجرت الأحداث في تونس. وقال: «لقد أحرق محمد البوعزيزي نفسه لأن مصدر رزقه سلب منه. فمن خلال مصادرة أدوات عمله، سلبته سياسة الدولة قدرته على توفير الطعام لعائلته أو الادخار أو حتى تسديد ديونه. باختصار، هذه السياسة سلبت مستقبله». لذا ليس من المستغرب أن يدير الفقراء أعمالهم خارج إطار القانون، فهم يصدرون وثائق شبه قانونية لإثبات ملكية أرض أو توقيع عقد أو الحصول على قرض. لكن دي سوتو رأى علامات تشير إلى تأمين حقوق الفقراء كأبرز أولويات الأنظمة الجديدة التي تقوم في المنطقة العربية.
 
بيانات نوعية
في غابات الأمازون المطيرة، تمثل الممتلكات جانباً واحداً فقط من التحديات التي تواجهها قبيلة سوروي. فمحميتهم تتعرض لقطع الأشجار بشكل غير مشروع، وفقاً لما قاله زعيمهم للحاضرين. وحتى أواخر سبعينات القرن الماضي، حاربت القبيلة هذه التهديدات بالقوس والسهم. والآن، بفضل الشراكة مع «غوغل»، لديها سلاح أقوى بكثير، هو سلاح المعلومات. فالصور الفورية عبر الأقمار الاصطناعية تحذر القبيلة من قاطعي الأخشاب المتسللين. كما تستخدم الأجهزة المحمولة لتسجيل الطاقات الاستيعابية لتخزين الكربون في غابة سوروي، ما يؤهل أبناء القبيلة للحصول على مبالغ تدفع لهم لقاء تخفيف انبعاثات الكربون. وتستخدم هذه المبالغ في تعزيز قدرة القبيلة على حماية أراضيها وأسلوب عيشها.
وشرحت ريبيكا مور من «غوغل» طريقة عمل «محرك الأرض» على الإنترنت، حيث تتوافر موارد غوغل المعلوماتية لأي شخص، وتستخدم لمراقبة تصحر الغابات وتأكل التربة وتغيرات استخدام الأراضي وغير ذلك.
وتحدث دينيس غاريتي، من المركز العالمي لزراعة الغابات، عن الزراعة الحرجية، أي زراعة الأشجار والمحاصيل الغذائية في المكان نفسه، التي نجحت في تغيير مسار التوقعات المستقبلية لملايين المزراعين في المناطق الجافة في أفريقيا والصين وغيرهما. فالأشجار تخصب التربة وتساعد على احتفاظها بالرطوبة وتوفر الظل من أشعة الشمس الحارقة. وقال غاريتي إن المردود يتضاعف ضعفين أو ثلاثة أضعاف، من دون الحاجة إلى استخدام أسمدة أو أنظمة ري أو آليات مرتفعة الكلفة.
اختتم المؤتمر بتبني «إعلان قمة عين على الأرض»، الذي سيقدم كورقة عمل في مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة في ريو دي جانيرو في حزيران (يونيو) 2012. وقام بالتوقيع على الإعلان رزان خليفة المبارك أمين عام هيئة البيئة ـ أبوظبي والرئيس المشارك للقمة، والدكتور راشد بن فهد وزير البيئة والمياه في الإمارات، وبيتر غيلروث مدير إدارة الإنذار المبكر والتقييم في برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وأعلنت رزان خليفة المبارك في كلمتها الختامية قيام «مجتمع عين على الأرض» الذي تتطلب عضويته الالتزام والمسؤولية والمحاسبة والفعل. وأكدت التزام مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية بمواصلة رسالتها ودورها كعامل مساعد لتطوير هذا المجتمع، وعملها كمنسق إقليمي لمبادرات «عين على المياه» و«عين على التنوع الحيوي» و«عين على المحيطات» و«شبكة الشبكات».
 
cadre
 
الأطلس البيئي لإمارة أبوظبي
أطلقت هيئة البيئة ـ أبوظبي «الأطلس البيئي لإمارة أبوظبي»، على هامش قمة «عين على الأرض» في العاصمة الإماراتية.
الأطلس كتاب ملون في 200 صفحة، يلقي الضوء على مواقع التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي. وهو يقدم المعلومات في إطار روائي، تتخلله حكايات ودراسات وإحصاءات وأشكال مصورة وأحداث قصيرة وصور وخرائط.
وقال الدكتور جابر الجابري، نائب الأمين العام لهيئة البيئة، إن فكرة تطوير الأطلس جاءت ضمن برنامج مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية، التي توظف تكنولوجيا متطورة، منها أنظمة المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بواسطة الأقمار الاصطناعية بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها. وأشار الى أن الأطلس هو نتيجة عمل فريق ضم أكثر من 100 من العلماء وخبراء إدارة الموارد والطبيعة والتفاعل الرقمي والرواة والفنانين من أكثر من 65 مؤسسة وهيئة.
يحفل النصف الأول من الأطلس بصور للتاريخ الجيولوجي والثقافي والوضع الحالي واستشراف المستقبل لإمارة أبوظبي. وتترافق هذه التصاميم مع نصوص وصفية. أما النصف الثاني فهو مخصص لخرائط إمارة أبوظبي، ويضم نتائج الدراسات البيئية والجيولوجية التي أجرتها مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية مع شركائها.
 
صدر الأطلس باللغتين العربية والإنجليزية عن شركة «موتيفيت» للنشر.
 

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.