ذئب إيبيري يقفز فوق سياج، صوّره خوسيه لويس فنال جائزة أفضل مصور للحياة الفطرية لسنة ٢٠٠٩. وصوّر الفتى البريطاني فرغوس غيل عراكاً بين طائرين، فحلّ في المرتبة الأولى لفئة المصورين الشباب.
تنظم هذه المسابقة السنوية العالمية منذ ٤٦ عاماً، شراكة بين متحف التاريخ الطبيعي في لندن ومجلة BBC للحياة الفطرية، برعاية شركة Veolia للحلول المائية. وقد فاز فيها محترفون بجوائز كثيرة، لكن هواة كثيرين نجحوا أيضاً، لأن التقاط صورة مثالية يجب أن يجمع بين المهارة والرؤية والأصالة ومعرفة الطبيعة، كما يلعب الحظ دوره.
تشارك ألوف الصور في المسابقة كل سنة، وتبتّ بها لجنة محكمين محترفين يتم اختيارهم خصيصاً للمناسبة. ويعلن عن الفائزين في احتفال لتوزيع الجوائز يقام في لندن في تشرين الأول (أكتوبر). ويقام معرض للصور الفائزة في متحف التاريخ الطبيعي.
هل لديك النية والمؤهلات لتربح جائزة أفضل مصور للحياة الفطرية؟ الدعوة موجهة الى المصورين المحترفين والهواة من كل الأعمار في أنحاء العالم. حتى الآن، كانت المشاركات قليلة من الدول العربية، وفي وسع هواة التصوير العرب الاطلاع على الصور الفائزة سابقاً وعلى شروط الاشتراك من خلال الموقع الالكتروني
www.nhn.ca.uk
النطّاطة الصغيرة
ألكسندر بوسبتش، الجمهورية التشيكية (تنويه في فئة السلوك الحيواني)
تضم هذه الفئة صور حيوانات ليست ثدييات أو طيوراً، أي غالبية الحيوانات على الأرض. ومعظمها يتصرف بطرق نادراً ما تشاهد أو تُفهم، لذلك توفر هذه الفئة مجالاً كبيراً لاظهار سلوك فاتن.
حتى عندما لسع البعوض ألكسندر، لم يتحرك، ولم يجرؤ أن يزيح عينه عن شاشة تحديد المنظر.فقد كانت يرقة الحشرة النطّاطة صغيرة جداً (طولها بضعة مليمترات) وكثيرة النشاط. وهو لمحها على ورقة موز في غابة في بابوا نيوغينيا، وأمضى نحو نصف ساعة محاولاً تصويرها. وتتغذى هذه اليرقة بواسطة ''إبرة'' مستدقة تثقب بها الورقة وتمتص النسغ. أما الشعيرات المنتصبة من مؤخرتها فربما تعمل على تضليل المفترسات أو صرفها، ولكن لا أحد يعرف بالتأكيد.
قفزة الذئب
خوسيه لويس رودريغز، إسبانيا (أفضل مصور للحياة الفطرية لسنة 2009)
عندما أدرك خوسيه لويس أنه التقط صورة أحلامه، التي رسمها مراراً على ورقة، لم يصدق ما حصل. كان يخشى أن تكون الذئاب الايبيرية شديدة الحذر، فلطالما تعرضت للقتل من قبل الرعاة والصيادين الذين يعتبرونها تهديداً لمواشيهم وطرائدهم ـ اذ تغير عليها هذه الذئاب عندما يشح طعامها الطبيعي ـ وأيضاً بسبب الجهل ومعتقدات خرافية عن الخطر الذي تمثله. وعلى رغم أنها كانت تعيش دائماً على مقربة من الناس، فقلما سجلت حالات مثبتة تدل على أنها تهاجمهم. وفي اسبانيا، يعتقد أن عدد الذئاب الايبيرية يتراوح بين 1000 و2000 في الشمال، مع وجود مجموعات صغيرة منعزلة في الجنوب.
وقد خاطر خوسيه لويس باستخدام سرعة إغلاق بطيئة لعدسة الكاميرا كي يظهر السماء المقمرة ويستحضر جو المكان. وهو يأمل أن تستخدم صورته ''التي تبين رشاقة الذئب وقوته'' لاظهار جمال الذئب الايبيري وكيف يمكن للاسبان أن يفاخروا بوجود هذا الحيوان الرمزي في بلادهم.
قبعة ملكية
سام راولي، بريطانيا (المرتبة الأولى لفئة 11 ـ 14 عاماً)
نهض سام باكراً صبيحة يوم خريفي، عازماً على ''مطاردة'' الغزال الأحمر في متنزه ريتشموند في لندن. وبما أن الغزلان في المتنزه اعتادت الناس، زحف سام عند رؤية هذا الحيوان الرائع ليصبح على بعد خمسة أمتار منه. يزين رأس الغزال قرنان متشعبان، جاهزان لمنازلة ذكور أخرى أثناء موسم التزاوج الخريفي. وكان يحك رأسه بين النباتات للتخلص من بقايا الطبقة الجلدية التي تغطي قرنيه وتسبب له هياجاً. وعندما رفع رأسه علقت بقرنيه نباتات السرخس، فكونت تاجاً طبيعياً رائعاً على خلفية شروق الشمس.
موت حميم
مايلز كنزو كورن، هولندا(تنويه لفئة المصورين الشباب)
هوب! سقط شيء من شجرة واستقر على الرمل قرب البركة حيث كان مايلز وأخته يسبحان، في متنزه لامبير هيلز الوطني في سراواك، بورنيو. إنها أفعى صغيرة تلتف حول سامّ أبرص (أبو بريص).
قال مايلز، الذي تمدد على الأرض قريباً منهما وصوّر الوجبة كاملة: ''أفاعي الجنة الشجرية تستطيع قتل فريسة صغيرة، لكنها ليست خطرة على الانسان. لقد استغرقت تلك الأفعى وقتاً طويلاً لابتلاع فريستها، وهذا مكنني من التقاط صور كثيرة".
عراك طائرين
فرغوس غيل، بريطانيا (المرتبة الأولى لفئة المصورين الشباب)
بدأ فرغوس التخطيط لهذه الصورة في الصيف، عندما جمع حزمة شوفان من مزرعة قريبة لتكون طعاماً شتوياً لطيور الدرّسة الصفراء (yellowhammers). وفي إحدى أمسيات شباط (فبراير) سمع أن الثلج قد يتساقط في الصباح، فأعد مخبأه في الحديقـة، وعلق معالف العصافير ووضع عليها سنابل من الشوفـان. قال: ''استيقظت باكراً وولجت الى المخبأ وانتظرت. وبعد بضع ساعات امتلأت الحديقة بالطيور. وفي لحظة أحصيت 32 درّسة صفراء تأكل على الأرض''. وبعد ساعتين أخريين سقط مزيد من الثلج، وبدأت الطيور تقفز الى فوق وتنقد من الحزمة. أضاف فرغوس: ''كنت أشاهد بين حين وآخر عراكاً بين ذكرين على ملكية الشوفان، لكن المناوشات كانت سريعة جداً''. وهو قرر التركيز على هذا العراك. وبعد يومين من المحاولات، التقط صورته التي تظهر عراك طائرين بالاسلوب الذي خطط له.
Veolia Environment Wildlife Photographer of the Year is owned by the Natural History Museum and BBC Wildlife Magazine.