"سقفالبيتيعلوثلاثةأمتار،والوحولالحمراءبلغارتفاعهامترينونصفمتر. طفليكانفيالبيت،واستطاعالهروبالىالسطح. ووالديفيالخامسةوالثمانينمنالعمر،وقدساعدنيللوقوفعلىالنافذة،لكنهنقلالىالمستشفىنتيجةتعرضهلاصاباتحادةفيرجليه".
"عندماانفجرالسدأحدثصوتاًمرعباً. تسلقتالسلمالىالشرفة،لكنالماءالموحلكانيرتفعأسرعمنخطواتي".
هاتانالشهادتانتعبرانعنمأساةمواطنينعاشاكارثةالوحولالحمراءالسامةفيجنوبهنغاريا،عندماانفجرجدارخزانيحويمخلفاتمصنع MAL Zrt لإنتاجالألومينافي 4 تشرينالأول (أكتوبر) الماضي. وهوماوصفهرئيسالحكومةفيكتوراوربانبأسوأكارثةبيئيةضربتالبلاد،وألقىخلالزيارتهقريةكولونتارالمنكوبةباللائمةعلى «إهمالبشري» تسبببمقتلتسعةأشخاصوإصابة 150 شخصاًآخرين،وقال: «لوحدثهذاأثناءالليللماتالجميع». واعتبرناشطونبيئيونأنهذاالتسربيحاكيكارثةعام 2000 عندماانفجرسدخزانيحويفضلاتسامةمنمنجمللذهبفيشمالغربرومانيا،وتدفق 100 ألفمترمكعبمنالوحولالملوثةبالسيانيدفيروافدنهرتيساالذييعبرهنغاريا.
عقبالتسربالكارثي،أوقفتالشرطةالهنغاريةجميععملياتالشركةموقتاً. واعتقلتزولتانباكونييرئيسالشركةلمدة 72 ساعةواستجوبتهباعتباره «فشلفياتخاذالإجراءاتاللازمةلتخفيفتأثيراتهذهالكارثة،وحمايةالأرواحوالحفاظعلىالسلامةوالممتلكاتفيحالحدوثكارثةمماثلة،وتأمينوتشغيلالنظمالدفاعيةوتجهيزاتالأمانوأجهزةالإبلاغوالإنذارالضروريةلتخفيفتأثيراتأيكارثة». لكنشركةأجكايتيمفولدغيارالتيتملكالمصنعرفضتالادعاءاتبأنهكانيجبأنتتخذالمزيدمنالتدابيرالاحترازية،محذرةمنأنهاقدتعلنالإفلاسفيحالعدمالسماحلهاباستئنافالإنتاج.
لكنكثيرينمنسكانكولونتاريقولونإنهملنيعودواإلىالعمللأنهملايثقونبالشركة،فالمصنعأصبحقبلسنواتملكالقطاعالخاصشرطتحديثه،إلاأنالشركةوضعتالربحقبلالسلامة. وجاءردالحكومةومجلسالنواببوضعاليدعلىالمصنعوإعادةتشغيلهتحتإشرافالدولةباعتبارهيؤمننحو 6000 وظيفةمباشرةوالكثيرمنالوظائفالأخرىغيرالمباشرة.
كارثةتمضيوأخرىمؤجلة
تعرضكثيرونمنسكانقريةكولونتارلحروقوآلامفيالعينينبسببالعناصرالأكالةفيالوحول. وشرحالبروفسوربولبونغرمنمعهدالبحوثوالاستدامةفيجامعةنيوكاسلالبريطانيةأنالمشكلةالأساسيةهيأنالوحولالحمراءقدتكونعاليةالقلوية،ويمكنمقارنتهابمنتجاتتنظيفالمطابخ،إذتسببجفافاًوتشققاًفيالجلدوصولاًإلىمايشبهالحروق. وعرّفتوحدةالكوارثالطبيعيةهذهالوحولبأنها «منتجثانويلإنتاجالألومينا،ولهذهالمادةالكثيفةالشديدةالقلويةتأثيركاوٍعلىالجلد،وتعتبرمشعةقليلاً. وتنشقغبارهايمكنأنيسببسرطانالرئة".
والبوكسيتهوالمادةالأوليةالتييصنعمنهاالألومنيوم،وهوخليطمنمعادنتشملالألومنيوموأوكسيداتالحديدوالتيتانيوم. يُستخرجمنالأرض،ويُغسلبهيدروكسيدالصوديومالحاركجزءمنعملية «باير» التيابتكرتفيالقرنالتاسععشر. وبهذهالعمليةيستخرجأوكسيدالألومنيوم،أيالألومينا،منالمادةالأوليةويستعمللاحقاًلإنتاجالألومنيومالنقي. وتعرفالنفاياتالناجمةعنهذهالعمليةبالوحولالحمراء،وهيتتكونمنأوكسيدالحديدبنسبة 40 الى 45 فيالمئةالذييعطيهااللونالأحمر،إضافةالىأوكسيدالألومنيوموأوكسيدالسيليكون (10 ـ 15 فيالمئةلكلمنهما) وكمياتأصغرمنأوكسيداتالكالسيوموالتيتانيوموالصوديوم،ومعادنثقيلةمثلالكادميوموالكوبالتوالرصاص،وغالباًيتمتخزينالوحولالحمراءالمعالجةفيبركحيثيتبخرالماءمنهافيالنهاية.
ولفتتمنظمة «أصدقاءالأرض» فيهنغارياإلىأنمئاتالمواطنينالمتضررينلنيستطيعواالعيشفيمنازلهمقبلانقضاءعشرسنينعلىالأقل. وعلىرغمذلك،ومعاستمرارأعمالرفعالوحولالتيقدتستغرقأشهراً،عادمئاتالقرويينإلىمنازلهم.
وكانتالوحولجرفتالسياراتوأضرّتبالجسوروالأبنيةودمرت 34 منزلاً،ماأجبر 400 شخصعلىتركمنازلهموألحقالأذىبنحو 7000 آخرين. فاندفاعنحومليونمترمكعبمنالوحولالحمراءالسامةمنخزانالمصنعغمرثلاثقرىوأراضيزراعية،مااستدعىإعلانحالةالطوارئفيهذهالقرىوفيأخرىتقععلىبعد 160 كيلومتراًغربالعاصمةبودابست. ودفعظهورتشققاتفيالجدارالشماليللخزانالمنفجرالسلطاتإلىإخلاءكولونتارمنالسكانتحسباًلتسرب 500 ألفمترمكعبإضافيةمنالوحولالحمراءفيحالانهياره. وأقيمسداحتياطيطوله 600 متريعبرالقريةلحمايةالمنطقةمنطوفانآخر. وغطىالعمالالسدبمادةالدولوميتلجعلهأكثرمرونة.
وتفقدتالسلطاتمصانعمماثلةفيأماكنأخرىمنالبلاد،لكنهالمتعثرعلىدلائـلتستدعياتخاذإجراءفوري. إلاأنمنظمةالصحةالعالميةلفتتإلىوجودنحو 150 خزانمخلفاتصناعيةعلىطولالنهريجبالتأكدمنقدرةبنيتهـاعلىتحمّلقسوةالطقـس،وتقييممخاطرتلوثالتربةوالميـاهالجوفيةمنالخـزاناتغيرالمحكمةالعزل.
أضراربيئيةجسيمةلكنالمياه «آمنة»؟
منتداعياتالتسربأيضاًتلويثجداولوأنهاربمافيهارافدانلنهرالدانوبالذييجريعبر 12 بلداًأوروبياًأوعلىأطرافها،متجهةمعالتيارالىكرواتياوصربياوبلغارياالتيتفحصمياهالنهردورياً.
وقدبلغالمحتوىالقلويفينهريراباومونوسياللذينيرفدانالدانوب pH9 فيماالمستوىالعاديهوبينpH6وpH8. لكنمسؤوليكوارثهنغاريينقالواإنالقلويةفيالنهرباتتعاديةبعدأنصبّعمالالطوارئالجصوحمضالخل (acetic acid) فيالرافدين.
ومنشأنغزارةمياهالنهرأنتخففتأثيراتالوحولالحمراء،بصرفالنظرعنجهودعمالالطوارئ. وأوضحالبروفسورهوبسافينيج،وهوعالمهيدرولوجيامنجامعةدلفتفيهولندا،أن «الوحولسوفتتفاعلمعموادعضويةفيالدانوبوتفقدقوتهاوتصبحغيرضارة». لكنناشطينبيئيينسلطواالضوءعلىأضرارفادحةفيموقعالتسرب. وأظهرتفحوصأجرتهامنظمة «غرينبيس» لعيناتمنالوحولالحمراء «مستوياتعاليةمنالمعادنالثقيلةومنهاالزرنيخ،وهذاالتلوثالساميشكلخطراًطويلالأجلعلىالنظمالايكولوجيةومياهالشرب». وأشارتالىأنالوحولرسَّبتنحو 50 طناًمنالزرنيخفيمنطقةالتسرب،وأنتحليلاًللمياهمنقناةصغيرةفيكولونتارأظهروجودمستوىأعلى 25 مرةمنالحدالمسموحبهفيمياهالشرب. إلاأنمنظمةالصحةالعالميةأكدتأنمياهالشربآمنة،لكنيجبمراقبتهاباستمرارمعالهواءوالتربةوالأغذيةتحسّباًلتلوثهابالمعادنالثقيلة.
وشرحالدكتورجونهوسكينز،وهواختصاصياستشاريبعلمالسموم: «سوفيتعادلالتسربطبيعياً،بفعلالأمطارالتيتخففهوبفعلتماسهمعموادحمضيةفيالتربة. لكنهذايستغرقوقتاً». لكنهحذرمن «مخاوفحقيقية» علىالدانوب، «اذسيزيدالتسربمحتوىالمعادنالثقيلةفيالمياه،وقدتكونلهتأثيراتسلبيةعلىالأسماك». وكانتمالإبلاغعننفوقأسماكفينهريراباومونوسي،ونفوقجميعالأحياءالمائيةفينهرمارسالالصغيرالذييغذينهرالدانوبأيضاً.
إزاءذلك،يمكنالقولإنهناكقلقاًجدياًمناحتمالتجددسيناريوكارثةالدانوبفيالمستقبلالقريب،خصوصاًمعإرجاعبعضالاختصاصيينسببانفجارالخزانإلىطبيعةالتربة،مايعنيأنكثيراًمنخزاناتالنفاياتالصناعيةالمنتشرةعلىالنهرعرضةللتشقق.