Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
عماد فرحات كارثة الدانوب  
تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 / عدد 152
 "سقفالبيتيعلوثلاثةأمتار،والوحولالحمراءبلغارتفاعهامترينونصفمتر. طفليكانفيالبيت،واستطاعالهروبالىالسطح. ووالديفيالخامسةوالثمانينمنالعمر،وقدساعدنيللوقوفعلىالنافذة،لكنهنقلالىالمستشفىنتيجةتعرضهلاصاباتحادةفيرجليه".
"عندماانفجرالسدأحدثصوتاًمرعباً. تسلقتالسلمالىالشرفة،لكنالماءالموحلكانيرتفعأسرعمنخطواتي".
هاتانالشهادتانتعبرانعنمأساةمواطنينعاشاكارثةالوحولالحمراءالسامةفيجنوبهنغاريا،عندماانفجرجدارخزانيحويمخلفاتمصنع MAL Zrt لإنتاجالألومينافي 4 تشرينالأول (أكتوبر) الماضي. وهوماوصفهرئيسالحكومةفيكتوراوربانبأسوأكارثةبيئيةضربتالبلاد،وألقىخلالزيارتهقريةكولونتارالمنكوبةباللائمةعلى «إهمالبشري» تسبببمقتلتسعةأشخاصوإصابة 150 شخصاًآخرين،وقال: «لوحدثهذاأثناءالليللماتالجميع». واعتبرناشطونبيئيونأنهذاالتسربيحاكيكارثةعام 2000 عندماانفجرسدخزانيحويفضلاتسامةمنمنجمللذهبفيشمالغربرومانيا،وتدفق 100 ألفمترمكعبمنالوحولالملوثةبالسيانيدفيروافدنهرتيساالذييعبرهنغاريا.
عقبالتسربالكارثي،أوقفتالشرطةالهنغاريةجميععملياتالشركةموقتاً. واعتقلتزولتانباكونييرئيسالشركةلمدة 72 ساعةواستجوبتهباعتباره «فشلفياتخاذالإجراءاتاللازمةلتخفيفتأثيراتهذهالكارثة،وحمايةالأرواحوالحفاظعلىالسلامةوالممتلكاتفيحالحدوثكارثةمماثلة،وتأمينوتشغيلالنظمالدفاعيةوتجهيزاتالأمانوأجهزةالإبلاغوالإنذارالضروريةلتخفيفتأثيراتأيكارثة». لكنشركةأجكايتيمفولدغيارالتيتملكالمصنعرفضتالادعاءاتبأنهكانيجبأنتتخذالمزيدمنالتدابيرالاحترازية،محذرةمنأنهاقدتعلنالإفلاسفيحالعدمالسماحلهاباستئنافالإنتاج.
لكنكثيرينمنسكانكولونتاريقولونإنهملنيعودواإلىالعمللأنهملايثقونبالشركة،فالمصنعأصبحقبلسنواتملكالقطاعالخاصشرطتحديثه،إلاأنالشركةوضعتالربحقبلالسلامة. وجاءردالحكومةومجلسالنواببوضعاليدعلىالمصنعوإعادةتشغيلهتحتإشرافالدولةباعتبارهيؤمننحو 6000 وظيفةمباشرةوالكثيرمنالوظائفالأخرىغيرالمباشرة.
كارثةتمضيوأخرىمؤجلة
تعرضكثيرونمنسكانقريةكولونتارلحروقوآلامفيالعينينبسببالعناصرالأكالةفيالوحول. وشرحالبروفسوربولبونغرمنمعهدالبحوثوالاستدامةفيجامعةنيوكاسلالبريطانيةأنالمشكلةالأساسيةهيأنالوحولالحمراءقدتكونعاليةالقلوية،ويمكنمقارنتهابمنتجاتتنظيفالمطابخ،إذتسببجفافاًوتشققاًفيالجلدوصولاًإلىمايشبهالحروق. وعرّفتوحدةالكوارثالطبيعيةهذهالوحولبأنها «منتجثانويلإنتاجالألومينا،ولهذهالمادةالكثيفةالشديدةالقلويةتأثيركاوٍعلىالجلد،وتعتبرمشعةقليلاً. وتنشقغبارهايمكنأنيسببسرطانالرئة".
والبوكسيتهوالمادةالأوليةالتييصنعمنهاالألومنيوم،وهوخليطمنمعادنتشملالألومنيوموأوكسيداتالحديدوالتيتانيوم. يُستخرجمنالأرض،ويُغسلبهيدروكسيدالصوديومالحاركجزءمنعملية «باير» التيابتكرتفيالقرنالتاسععشر. وبهذهالعمليةيستخرجأوكسيدالألومنيوم،أيالألومينا،منالمادةالأوليةويستعمللاحقاًلإنتاجالألومنيومالنقي. وتعرفالنفاياتالناجمةعنهذهالعمليةبالوحولالحمراء،وهيتتكونمنأوكسيدالحديدبنسبة 40 الى 45 فيالمئةالذييعطيهااللونالأحمر،إضافةالىأوكسيدالألومنيوموأوكسيدالسيليكون (10 ـ 15 فيالمئةلكلمنهما) وكمياتأصغرمنأوكسيداتالكالسيوموالتيتانيوموالصوديوم،ومعادنثقيلةمثلالكادميوموالكوبالتوالرصاص،وغالباًيتمتخزينالوحولالحمراءالمعالجةفيبركحيثيتبخرالماءمنهافيالنهاية.
ولفتتمنظمة «أصدقاءالأرض» فيهنغارياإلىأنمئاتالمواطنينالمتضررينلنيستطيعواالعيشفيمنازلهمقبلانقضاءعشرسنينعلىالأقل. وعلىرغمذلك،ومعاستمرارأعمالرفعالوحولالتيقدتستغرقأشهراً،عادمئاتالقرويينإلىمنازلهم.
وكانتالوحولجرفتالسياراتوأضرّتبالجسوروالأبنيةودمرت 34 منزلاً،ماأجبر 400 شخصعلىتركمنازلهموألحقالأذىبنحو 7000 آخرين. فاندفاعنحومليونمترمكعبمنالوحولالحمراءالسامةمنخزانالمصنعغمرثلاثقرىوأراضيزراعية،مااستدعىإعلانحالةالطوارئفيهذهالقرىوفيأخرىتقععلىبعد 160 كيلومتراًغربالعاصمةبودابست. ودفعظهورتشققاتفيالجدارالشماليللخزانالمنفجرالسلطاتإلىإخلاءكولونتارمنالسكانتحسباًلتسرب 500 ألفمترمكعبإضافيةمنالوحولالحمراءفيحالانهياره. وأقيمسداحتياطيطوله 600 متريعبرالقريةلحمايةالمنطقةمنطوفانآخر. وغطىالعمالالسدبمادةالدولوميتلجعلهأكثرمرونة.
وتفقدتالسلطاتمصانعمماثلةفيأماكنأخرىمنالبلاد،لكنهالمتعثرعلىدلائـلتستدعياتخاذإجراءفوري. إلاأنمنظمةالصحةالعالميةلفتتإلىوجودنحو 150 خزانمخلفاتصناعيةعلىطولالنهريجبالتأكدمنقدرةبنيتهـاعلىتحمّلقسوةالطقـس،وتقييممخاطرتلوثالتربةوالميـاهالجوفيةمنالخـزاناتغيرالمحكمةالعزل.
 
أضراربيئيةجسيمةلكنالمياه «آمنة»؟
منتداعياتالتسربأيضاًتلويثجداولوأنهاربمافيهارافدانلنهرالدانوبالذييجريعبر 12 بلداًأوروبياًأوعلىأطرافها،متجهةمعالتيارالىكرواتياوصربياوبلغارياالتيتفحصمياهالنهردورياً.
وقدبلغالمحتوىالقلويفينهريراباومونوسياللذينيرفدانالدانوب pH9 فيماالمستوىالعاديهوبينpH6وpH8. لكنمسؤوليكوارثهنغاريينقالواإنالقلويةفيالنهرباتتعاديةبعدأنصبّعمالالطوارئالجصوحمضالخل (acetic acid)  فيالرافدين.
ومنشأنغزارةمياهالنهرأنتخففتأثيراتالوحولالحمراء،بصرفالنظرعنجهودعمالالطوارئ. وأوضحالبروفسورهوبسافينيج،وهوعالمهيدرولوجيامنجامعةدلفتفيهولندا،أن «الوحولسوفتتفاعلمعموادعضويةفيالدانوبوتفقدقوتهاوتصبحغيرضارة». لكنناشطينبيئيينسلطواالضوءعلىأضرارفادحةفيموقعالتسرب. وأظهرتفحوصأجرتهامنظمة «غرينبيس» لعيناتمنالوحولالحمراء «مستوياتعاليةمنالمعادنالثقيلةومنهاالزرنيخ،وهذاالتلوثالساميشكلخطراًطويلالأجلعلىالنظمالايكولوجيةومياهالشرب». وأشارتالىأنالوحولرسَّبتنحو 50 طناًمنالزرنيخفيمنطقةالتسرب،وأنتحليلاًللمياهمنقناةصغيرةفيكولونتارأظهروجودمستوىأعلى 25 مرةمنالحدالمسموحبهفيمياهالشرب. إلاأنمنظمةالصحةالعالميةأكدتأنمياهالشربآمنة،لكنيجبمراقبتهاباستمرارمعالهواءوالتربةوالأغذيةتحسّباًلتلوثهابالمعادنالثقيلة.
وشرحالدكتورجونهوسكينز،وهواختصاصياستشاريبعلمالسموم: «سوفيتعادلالتسربطبيعياً،بفعلالأمطارالتيتخففهوبفعلتماسهمعموادحمضيةفيالتربة. لكنهذايستغرقوقتاً». لكنهحذرمن «مخاوفحقيقية» علىالدانوب، «اذسيزيدالتسربمحتوىالمعادنالثقيلةفيالمياه،وقدتكونلهتأثيراتسلبيةعلىالأسماك». وكانتمالإبلاغعننفوقأسماكفينهريراباومونوسي،ونفوقجميعالأحياءالمائيةفينهرمارسالالصغيرالذييغذينهرالدانوبأيضاً.
إزاءذلك،يمكنالقولإنهناكقلقاًجدياًمناحتمالتجددسيناريوكارثةالدانوبفيالمستقبلالقريب،خصوصاًمعإرجاعبعضالاختصاصيينسببانفجارالخزانإلىطبيعةالتربة،مايعنيأنكثيراًمنخزاناتالنفاياتالصناعيةالمنتشرةعلىالنهرعرضةللتشقق.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.