طقوس افتراس
بريدجينا برنارد، جنوب افريقيا
(المرتبة الأولى في فئة سلوك الثدييات)
"اليوم، بمناسبة عيد الميلاد، سوف نصور افتراس الفهود"، هذا ما أبلغته بريدجينـا لأفراد أسرتها، الذين انتابهم الضحك. لكنهم مع ذلك أمضوا خمسة أيام يراقبون ثلاثة فهود في محمية كالاغادي العابرة للحدود في جنوب أفريقيا، من دون أن يروا أي نشاط من هذا النوع. لكن بريدجينا اكتشفت أن تلك الفهود الشقيقة كانت تمكث على هضبة رملية للمراقبة، ولديها طقوس معتادة للافتراس. فقادت السيارة عند الفجر الى الموقع المحدد، آملة أن تبلغه قبل حدوث الافتراس لا بعده. هناك شاهدت الفهود وقد تمركزت على قمة الهضبة، بحيث لا تظهر إلا الأجزاء العليا من رؤوسها. وعندما مرّ قطيع ظباء في الأسفل، تجاهل الأخوة الظباء الكبيرة البالغة. لكن لحظة ظهور ظبي يافع، اندفعت وراءه بأقصى سرعة. فراح فهد يوجهه، وآخر يعرقله، فيما انقضّ الثالث عليه. وخلال عشر ثوان انتهى كل شيء، وتناولت الفهود وجبتها.
لندن ـ "البيئة والتنمية"
نمال تقضم أوراق الشجرفي الظلام، منحت الهنغاري بنس ماتي جائزة أفضل مصوِّر للحياة الفطرية لسنة 2010. وطائر جائع يلتهم الثمار محلِّقاً، كرَّس الفتى البريطاني فرغوس غيل كأفضل مصور في فئة الشبيبة.
هذه المسابقة السنوية، التي ينظمها متحف التاريخ الطبيعي في لندن ومجلة BBC للحياة الفطرية برعاية شركة Veolia للحلول المائية، تستقطب ألوف الصور من أنحاء العالم. وقد استعرضتها لجنة محكمين محترفين، وأعلن عن الفائزين في احتفال أقيم في متحف التاريخ الطبيعي، حيث تعرض حالياً مئة صورة مختارة من 18 فئة في المسابقة. وسوف يجول هذا المعرض المتنقل على عشرات المدن الرئيسية حول العالم.
قلة من المصورين العرب شاركت في هذه المسابقة العالمية خلال السنواتالـ 46 الماضية. والدعوة مفتوحة للمحترفين والهواة من جميع البلدان العربية للمشاركة والوصول الى العالمية.
يُفتح باب المشاركة في مسابقة 2011 ابتداء من 12 كانون الثاني (يناير). ويمكن الاطلاع على التفاصيل من خلال الموقع الالكتروني: www.nhn.ca.uk
¯Bridgena Barnard / Veolia Environnement Wildlife Photographer of the Year 2010
قضم النمل
بنس ماتي، هنغاريا
(أفضل مصور للحياة الفطرية لسنة 2010)
عندما حاول بنس للمرة الأولى أن يصور النمل وهو يقضم أوراق الشجر، ظن أن مهمته ستكون سهلة. لكنها لم تكن كذلك. واذ استمتع بالتحدي، راح يجمع معلومات عن المجتمع المعقد للنمل، وأمضى أياماً وهو يراقبه ويتتبعه في غابة المطر في كوستاريكا.
اكتشف أن هذا النوع أكثر نشاطاً في الظلام. وذات ليلة تتبع رتلاً من النمل تفرَّع داخل الغابة، وكان كل خط ينتهي عند شجرة أو جنبة. قال: «الاختلاف في حجم الأجزاء المقضومة من الأوراق كان مذهـلاً. وأحياناً كـان نمـل صغير يحمل أجزاء كبيرة، فيما نمل كبير ينقل أجزاء صغيرة». وعن لقطتـه الفائزة قال: «أحب المفارقـة بين بساطة اللقطة وتعقيد السلوك». وأثناء تمدده على الأرض لالتقاط الصـورة، اكتشف أيضاً سلوك يرقات العث القاضمة للجلد، التي أشبعته عضاً ولونت جسمه ببقع حمراء.
Bence Máté / Veolia Environnement Wildlife Photographer of the Year 2010
لحظة مجمّدة فرغوس غيل، بريطانيا (أفضل مصور في فئة الشبيبة)
كان الطقس بارداً جداً في برتشاير في اسكوتلندا، 17 درجة مئوية تحت الصفر، مما جعل الطيور تستميت للحصول على الطعام. وأصبحت شجرة غبيراء في حديقة فرغوس محجَّة لطيور الدُّج، التي راحت تنقد ثمارها باهتياج شديد. أراد فرغوس أن يجمع بين إحساس الصقيع في ذلك اليوم وسلوكيات طيور الدج التي كان بعضها يحوِّم لينقد الثمار. وكان تحديه الأكبر، الى جانب البرد الشديد، أن ينفرد بطائر مع خلفية واضحة. وكانت الوسيلة الوحيدة لتحديد الزاوية المناسبة للتصوير الوقوف على البركة المتجمدة في حديقته، حيث تسنى له التقاط اللحظة الجليدية ودقة الاحساس باللون الذي سعى اليه.
Fergus Gill / Veolia Environnement Wildlife Photographer of the Year 2010
الشجرة الأخيرة
دانييل بلترا، اسبانيا
(المرتبة الثانية في فئة الأرض الواحدة)
خلال الأعوام الثمانية الماضية، كان دانييل يوثق دمار غابات المطر في العالم، مركزاً على تأثير زوالها في تغير المناخ. ومن الأسباب الرئيسية لتعرية الغابات في إندونيسيا استخراج زيت النخيل، الذي يستعمل حالياً في أصناف كثيرة من السلع الاستهلاكية، من مستحضرات التجميل والأطعمة المعلبة، الى الوقود الحيوي (biofuel). هنا، في مزرعة جديدة لنخيل الزيت قرب سنغيهانتو على جزيرة بورنيو الاندونيسية، كان «جثمان» هذه الشجرة آخر ما تبقى من غابة المطر التي كانت هناك.
يقول دانييل: "أريد أن تضيء صورتي على أهمية الحفاظ على هذه النظم الايكولوجية الغنية، لحث الناس على القيام بتغييرات تساعد في حمايتها".
Daniel Beltrá / Veolia Environnement Wildlife Photographer of the Year 2010
إفطار البجع
جاري بلتوماكي، فنلندا (تنويه في فئة الحياة الفطرية المهددة بالانقراض)
في شباط (فبراير)، عندما وصل جاري الى بحيرة كركيني، كان كثير من البجع الدلماسي في غمرة التزاوج، والذكور تعرض جيوب حناجرها البرتقالية. لقد انخفضت أعداد هذا البجع بشكل مأسوي، ولكن في الشتاء تتجمع بالمئات على البحيرة في شمال اليونان. يقول جاري: "صيادو الأسماك المحليون على علاقة خاصة بهذه الطيور، يطعمونها فتات زادهم، وهي تتبعهم اينما اتجهوا. فالتحقت بالركب أنا أيضاً". وهو استعمل مكمناً طافياً لبلوغ الزاوية التي يريدها مع مستوى المياه. وكان هدفه التقاط صورة للبجعات اذ تضيئها الشمس عند الشروق، على خلفية الجبال التي تغطيها الثلوج. وهذا ما فعله باتقان عندما رفعت الطيور رؤوسها نحو السماء لالتقاط فتات ألقي إليها من زورق قريب.
Veolia environnment Wildlife Photographer of the Year is owned by the Natural History Museum and BBC Wildlife Magazine