اختتمت فعاليات أسبوع الإحتفالات بـ"استوكهولم +50" للبيئة وباليوم العالمي للبيئة في الخامس من حزيران (يونيو) 2022، تحت شعار:” لا نملك سوى أرض واحدة“، مع التركيز على ’’العيش بشكل مستدام في وئام مع الطبيعة.‘‘ وقد نظم المؤتمر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) بالتعاون مع الحكومة السويدية والحكومة الكينية، وشاركت فيه أكثر من 100 دولة.
إشتملت فعاليات الأسبوع على مجموعة أنشطة، منها:
* المؤتمر الوزاري السادس للعمل المناخي (MoCA6) وهو حوار وزاري سنوي حول العمل المناخي العالمي وتنفيذ اتفاق باريس.
* حوار القيادة من أجل التغيير الصناعي، حيث ناقش وزراء المناخ والبيئة التحول نحو الإنتاج الأنظف مع الشركات في الصناعة الثقيلة ضمن مبادرة Lead IT، التي أطلقتها السويد مع الهند عام 2019.
* طاولة مستديرة رفيعة المستوى حول التمويل المبتكر ضد التلوث البلاستيكي والترويج لزيادة دائرية البلاستيك. كما ناقش وزراء المناخ والبيئة الحلول الممكنة مع قطاع الأعمال والمجتمع المدني والمؤسسات المالية العالمية.
* اجتماع رفيع المستوى لثلاث اتفاقيات للأمم المتحدة بشأن المواد الكيميائية والنفايات الخطرة والملوثات العضوية الثابتة.
* لقاء للشباب مع مجلس وزراء دول الشمال، سلّط الضوء على مشاركة الشباب، في استوكهولم +50 على وجه التحديد، وكيف يمكن أن تتم مشاركتهم الفاعلة في العمليات المتعددة الأطراف بشكل عام.
* اجتماع وزاري حول تمويل المناخ، وكيف يمكن للشراكات الممتدة أن تساهم في التكيُّف السريع من أجل الصمود.
* اجتماع بيئي دولي كبير (استوكهولم +50)، رفيع المستوى، دام يومين، لاستعراض ما تم تحقيقه منذ مؤتمر استوكهولم عن البيئة البشرية، الذي عقد في 1972.
لقد رفعت فعاليات أسبوع الإحتفالات عالياً شعارات اَنية وملحة:
- عافية الكوكب من أجل ازدهار الجميع - مسؤوليتنا، فرصتنا!
- حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة!
- حان الوقت لاتخاذ إجراءات عاجلة!
- حان الوقت لمستقبل أفضل على كوكب صحي!
وقد حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتييرش، الوفود في القمة السويدية على"إخراجنا من هذه الفوضى"، في دعوة إلى لعمل ضد "الأزمة الكوكبية الثلاثية" التي نتجت عن حالة الطوارئ المناخية – "التي تقتل وتشرّد المزيد من الأشخاص كل عام" – وأشار إلى فقدان التنوع البيولوجي – الذي يهدد أكثر من ثلاثة بلايين شخص" – والتلوث والنفايات "التي تكلّف حياة حوالي 9 ملايين شخص في السنة."
وشدد غوتييرش على أنه يجب على جميع الدول أن تفعل المزيد لحماية حق الإنسان الأساسي في بيئة نظيفة وصحية للجميع، مع التركيز بشكل خاص على "المجتمعات الفقيرة، والنساء والفتيات، والشعوب الأصلية، والأجيال المستقبلية."
وقد نشرت الأمم المتحدة معلومات هامة تحت عناوين: "لا نملك سوى أرض واحدة“، "يوجد بلايين المجرات في هذا الكون كما يوجد بلايين الكواكب في مجرتنا، لكن لا نملك سوى أرض واحدة".
إقتراناً بذلك، إنطلقت الدعوة إلى إحداث تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة، وأكثر استدامة، لأننا لا نملك سوى هذا الكوكب، فهو موطننا الوحيد، وعلينا حماية موارده المحدودة.
يجب أن تكون الخيارات التحويلية نحو الاستدامة متاحة وميسورة الكلفة وجذابة للناس لاتخاذ قرارات يومية أفضل في هذا الصدد. وتشمل المجالات الرئيسية للتحول كيفية بناء منازل ومدن وأماكن للعمل والعبادة، واختيار مكان وكيفية استثمار أموالنا، فضلاً عن أنشطتنا الترفيهية. ومن المسائل الأخرى الكبرى كذلك: قضايا الطاقة وأنظمة الإنتاج والتجارة العالمية وأنظمة النقل وحماية التنوع البيولوجي.
ولا يمكن إتاحة عديد هذه الخيارات إلا بكيانات أكبر من مثل: الحكومات الوطنية ودون الوطنية (البلديات والأقاليم)، والمؤسسات المالية، والشركات، والمنظمات الدولية، والمنظمات الأخرى التي لديها القدرة على إعادة كتابة القواعد، وتأطير طموحنا وفتح آفاق جديدة.
يعتبر الأفراد والمجتمع المدني دعاة محوريين في إذكاء الوعي العام ودعمه. وكلّما جاهرنا بآرائنا، وشددنا على ما يجب القيام به، وحددنا من المسؤول، أتى التغيير بشكل أسرع.
علماً بأن شعار ”لا نملك سوى أرض واحدة“ هو شعار مؤتمر استوكهولم للبيئة البشرية في عام 1972، الذي شهد إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وبعد مرور 50 عاماً، مع الأزمات الكوكبية الثلاث وهي تغيُّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستمرار تعرض كوكبنا للخطر من جراء التلوث والنفايات، ظل الشعار سارياً وبقوة، وأصبح وثيق الصلة أكثر من أي وقت مضى.
لقد جمع الاجتماع البيئي الدولي’’استوكهولم بعد 50 عاماً" حول البيئة والمناخ، دول العالم تحت شعار: "عافية الكوكب من أجل ازدهار الجميع - مسؤوليتنا، فرصتنا‘‘. وأريد له أن يكون حاسماً في تحقيق تطلعات البشرية والعمل كنقطة انطلاق لتسريع تنفيذ عقد الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك خطة عام 2030، واتفاق باريس بشأن تغيُّر المناخ، والإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2030. إلى جانب الإحتفال بذكرى عقد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البيئة البشرية في عام 1972، والإحتفال بمرور نصف قرن على العمل البيئي العالمي. من خلال الاعتراف بأهمية التعددية في معالجة أزمات كوكب الأرض الثلاث.
وتوقف الاجتماع عند الجهود العالمية لمعالجة أزمات المناخ والبيئة وتقييم مسيرة خمسة عقود من العمل في هذا الاتجاه، ومناقشة تدابير تنفيذ الالتزامات والوعود العالمية وتسريع عملية الانتقال.
شارك في الإجتماع البيئي الدولي الرفيع المستوى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييرش، ورئيسة الحكومة السويدية ماغدالينا أندرسون، وعدد من رؤساء حكومات دول العالم، والعشرات من وزراء البيئة والمناخ، إضافة إلى مئات الخبراء، من أكثر من 100 دولة، بما فيها دول عربية.
وقد صدر عن الإجتماع بيان ختامي دعا إلى التعامل العاجل مع الاهتمامات البيئية العالمية والانتقال العادل والسريع إلى الاقتصادات المستدامة التي تعمل لصالح البشرية جمعاء.
وأكد المشاركون في هذا الاجتماع على ضرورة العمل والتكاتف من أجل كوكب صحي، والاعتراف بحق الشعوب في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، واعتماد تغييرات على مستوى طريقة عمل النظام الاقتصادي السائد حالياً في العالم.
ودعا المشاركون في الإجتماع إلى تشجيع اعتماد خطط التعافي لفترة ما بعد كورونا، وإرساء نقطة انطلاق لتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، واتفاق باريس بشأن تغيُّر المناخ، والإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتييرش أن مؤتمر ستوكهولم +50 هو فرصة حاسمة لتعزيز استجابتنا لحالة الطوارئ الكوكبية الثلاثية. وحذر من "أن الرفاهية العالمية في خطر – ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى عدم وفائنا بوعودنا بشأن البيئة. ورغم النجاحات التي تحققت في حماية الكوكب منذ عام 1972، بما في ذلك إنقاذ طبقة الأوزون، فان أنظمة الأرض الطبيعية لا يمكنها مواكبة متطلباتنا."
ويُعدّ إنعقاد الإجتماع البيئي الدولي تمهيداً لمؤتمر الأطراف المعنية بالمناخ (COP 27) المقرر إقامته في شرم الشيخ المصرية. ومن المقرر أن تعقب الحدث شهور من المشاورات والمناقشات مع الحكومات والمؤسسات والمجتمعات والمنظمات في أرجاء العالم.
وقد أمل المشاركون ألا تبقى أهداف الفعاليات الحافلة في أسبوع الإحتفالات بيوم البيئة العالمي 2022 وبالذكرى الخمسين لتأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب)، مجرد شعارات، خصوصاً إذا لم تنفذ حكومات الدول تعهداتها، خاصة بعدما ماطل معظمها في الإلتزام بتعهدات (COP 26) وما قبلها.
الدكتور كاظم المقدادي أكاديمي عراقي متقاعد، مقيم في السويد