في خطوة فعلية نحو تطبيق استراتيجية مستدامة تحوّلها إلى دولة منتجة للطاقة الخضراء، تبدأ الجزائر في كانون الثاني (يناير) 2011 تشغيل محطة الطاقة الكهربائية الهجينة (هايبريد) في منطقة حاسي الرمل الغنية بالغاز الطبيعي في جنوب البلاد، بقدرة إنتاج قد تبلغ 150 ميغاواط.
المحطة التي تعتمد على الطاقة الشمسية والغاز معاً لتوليد الكهرباء فريدة من نوعها في الجزائر وأفريقيا. تقدر كلفتها بنحو 436 مليون دولار، وأنجزتها الشركة الجزائرية للطاقات المتجددة «نيل» التابعة لـ «سونيلغاز» و«سوناطراك» والشركة الإسبانية «إبينار» في ولاية الأغواط على مساحة 152 هكتاراً، من بينها 18 هكتاراً للمنشآت وللمرايا البارابولية العملاقة. وسيتم الاستغناء تدريجياً عن استخدام الغاز بعد 20 عاماً من بدء تشغيلها.
وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي شدد خلال تفقده المحطة على أهمية هذا المشروع الطموح ضمن الخطة الخمسية للتنمية 2010 ـ 2014، مؤكداً أنه "سيساعدنا في دراسة التكنولوجيات المستخدمة لكي نتمكن من تقييم التكاليف المالية المحتملة في المستقبل لدى استعمال التكنولوجيا نفسها في محطات طاقة أخرى مقرر إنشاؤها".
خططت الوكالة الوطنية للحفاظ على الطاقة مجموعة مشاريع خضراء لتنفيذها بين 2007 و2011، بما فيها بناء 600 منزل إيكولوجي مقتصد في الطاقة، إضافة إلى 10 آلاف نظام لتسخين المياه على الطاقة الشمسية و22 ألف متر مربع من الألواح الشمسية لاستخدامها في مراكز الرعاية الصحية والفنادق والحمامات التركية. وأعلن مدير الوكالة محمد صلاح بوزريبة أن الحكومة ستطلق البرنامج الوطني للتحكم بالطاقة كجزء من الخطة الخمسية. ويهدف البرنامج إلى تقليص استهلاك الكهرباء بشكل ملحوظ، عبر توزيع خمسة ملايين لمبة توفير وتسهيل القروض المدعومة وزيادة الكفاءة الحرارية وتقديم معايير للتحكم بالطاقة. كما سيطلق حملة توعية وبرنامجاً خاصاً يستهدف كبار مستهلكي الطاقة.
في غضون ذلك، يتم إنجاز مشروع لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح قدرته 10 ميغاواط في ولاية أدرار، كما تنفذ مشاريع إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في 20 قرية صحراوية و16 ولاية داخلية.
وتعتزم شركة «سونيلغاز» الاستثمار في الطاقة الشمسية والشروع في برنامج طموح للكهرباء الفوتوفولطية كبديل عن الوقود الأحفوري. وتخطط لتزويد القرى النائية في جنوب الجزائر بالطاقة الكهربائية وإنشاء محطة جديدة في مدينة رويبة حيث ستصنع الخلايا الفوتوفولطية. وفي حزيران (يونيو) 2011، سيبصر النور نموذج عن أول لوحة فوتوفولطية تصنع في الجزائر في مختبرات وحدة تطوير تكنولوجيا السيليكون. ويعتبر مدير الوحدة مسعود بوماعور أن التكنولوجيا الفوتوفولطية هي "طاقة المستقبل"، خصوصاً أن الجزائر تعتبر إحدى أكبر الدول المتلقية للطاقة الشمسية في العالم، اذ تستقبل نحو 3000 ساعة من الشمس سنوياً.
تتوقع الجزائر أن توفر مشاريع الطاقة المتجددة ما بين 6 و8 في المئة من إنتاج الطاقة بحلول سنة 2020، ونحو 35 في المئة بحلول سنة 2040. ويعتبر وزير الطاقة والمناجم الجزائري أن «الطاقة الشمسية تمثل أحد السبل المتبعة ضمن سياسة تعزيـز مكانة البلاد». وقد انخرطت الجزائر في مبادرة ديزيرتك (Desertec) الصناعيـة، وهي مشروع ضخم تقدر كلفته بنحو 560 بليون دولار، ويهـدف إلى تلبية 15 في المئة من حاجات أوروبا من الكهرباء بحلول سنة 2050، إضافة إلى جزء من حاجات شمال أفريقيا، عبر حقول الطاقة الشمسية فيها. وتسعى شركة «سيفيتال» الجزائرية إلى جذب استثمارات أجنبية للمساعدة في بناء مجمع للطاقة الشمسية لتصدير الطاقة إلى أوروبا. ويقول مدير مشاريع الشركة للطاقات المتجددة بوخلفة يايسي: «نتطلع إلى مشروع ينتج 2000 ميغاوط، وتقدر كلفته بنحو 8 بلايين دولار». وسيساهم المشروع كذلك في بناء صناعة محلية للطاقة المتجددة.