في كانون الأول (ديسمبر) 2010 رفعت مجموعة من شعب بينان الأصلي في جزيرة بورنيو دعوى قضائية بحق شركة «ساملينغ» العملاقة للأخشاب وحكومة ولاية سراواك الماليزية، لحماية مورد رزقهم من القطع في غابة مطر دهرية. وجاء في الدعوى أن "أسلافنا كانوا يصطادون ويجمعون الطعام من الغابات، ونحن نمارس هذه الحقوق على الأراضي ذاتها".
المنطقة التي شملتها الدعوى هي جزء رئيسي من «منتزه السلام» في قلب بورنيو، الذي يخضع لإدارة ذاتية وأعلنه شعب بينان محمية طبيعية عام 2009. وكانت حكومات ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، التي تتقاسم الجزيرة، وقعت عام 2007 «إعلان قلب بورنيو» الذي التزمت فيه حماية غابات المطر في وسط الجزيرة. لكن الاعلان لم يعقبه عمل جدي على الأرض. ويجري الصندوق العالمي لحماية الطبيعة أبحاثاً في المنطقة كشفت مئات الأنواع الحية الجديدة
ضفدع بلا رئتين. أطول حشرة في العالم، يصل طولها الى 36 سنتيمتراً وتشبه الأغصان الصغيرة ما يسمح لها بالتخفي في الغابة. حلزونات تطلق «سهام الحب»، وهي حقن من الهورمونات توجهها الى الجنس الآخر لزيادة إمكانات التزاوج والتكاثر. هذا بعض من الأنواع الحيوانية الجديدة التي تم اكتشافها حديثاً في جزيرة بورنيو.
رصدت هذه الأنواع في «قلب بورنيو»، وهي منطقة محمية تمتد على مساحة 220 ألف كيلومتر مربع من الغابات المدارية الكثيفة، تتولى الحفاظ عليها الدول الثلاث التي تتقاسم الجزيرة أي ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي. وأعلن الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) الذي يجري أبحاثاً ميدانية هناك أن باحثيه يكتشفون ثلاثة أنواع جديدة أو أكثر كل شهر، ليصل العدد الاجمالي للأنواع المكتشفة الى 600 نوع في السنوات الـ15 الأخيرة. وأضاف أن هذه الاكتشافات تدل على غنى التنوع الحيوي في بورنيو، وتعد باكتشافات جديدة قد تساهم في التوصل الى علاجات لأمراض كالايدز والسرطان.
قلب بورنيو بمثابة جزيرة ضمن جزيرة، تعيش فيها 10 أنواع من الرئيسيات و350 نوعاً من الطيور و150 نوعاً من الزواحف والبرمائيات ونحو 10 آلاف نبتة لا وجود لها في أي مكان آخر. وهو أيضاً الفرصة الأخيرة لإنقاذ بعض الحيوانات الكبيرة من الانقراض، كالفيل القزم وسعادين الأورانغوتان ووحيد القرن والفهد المرقط.