تباينت المواضيع التي تناولتها المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2018، ومع ذلك كانت المشاكل التي ينطوي عليها العلم مثار بحث أكثر من مجلة. "نيو ساينتست" عرضت نتائج استبيانها التي أظهرت أن عامة الناس هم أميل لتبني الآراء العلمية والابتعاد عما تشيعه وسائل الإعلام الموجهة، وناقشت "ساينتفك أمريكان" المسائل العلمية التي لا حل لها وكيفية إصلاح العلم، أما "بي بي سي فوكاس" فركزت على الفوارق بين الرجال والنساء حيث لاتزال الفتيات تحظى بفرص أقل للتميز في الاختصاصات العلمية.
National Geographic
كموضوع لغلافها، اختارت المجلة المخاطر التي تتعرض لها الشعوب الأصلية التي تسكن المناطق النائية في غابات الأمازون، وما يطال محيطها الطبيعي من تهديد نتيجة طمع الشركات والمؤسسات بثروات حوض الأمازون. وفي العدد مقال عن خطة الشيخ بطي بن مكتوم بن جمعة بن مكتوم لتربية وتدريب الصقور في الأسر، وتحويل البيزرة (الصيد باستخدام الصقور) إلى وسيلة لحماية هذه الطيور المحببة في شبه الجزيرة العربية.
وفي مقال آخر، تناولت المجلة البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً حول تلوث الهواء. وتُظهِر البيانات الجديدة أن تسعة من أصل عشرة أشخاص يتنفسون هواءً يحتوي على مستويات عالية من الملوثات. وتكشف التقديرات عن معدل ينذر بالخطر لخسائر في الأرواح تبلغ 7 ملايين شخص كل عام بسبب تلوث الهواء، تحدث أكثرها (90 في المئة من الوفيات) في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
New Scientist
صدر عن المجلة في شهر أيلول (سبتمبر) خمسة أعداد أسبوعية. مقال غلاف العدد الأول كان عن منافع ومضار التطور الإحيائي السريع، فالفيلة الأفريقية تتطور لتصبح من غير أنياب فتتفادى اصطيادها، والسحالي تتطور لتملك أقداماً أكثر لزوجة تساعدها في التكيف مع نمط الحياة في المدن، وفي المقابل تتطور الفيروسات لتقاوم اللقاحات ما يهدد حياة البشر بالخطر.
وفي العدد الثاني مقال عن السيارات الهيدروجينية التي يتوقع لها أن تحقق عودة كبيرة بعد إهمال تطويرها خلال العقد الماضي. ويوجد حالياً 6000 سيارة هيدروجينية على الطرقات في مقابل مليوني سيارة كهربائية، وتخطط اليابان وكوريا الجنوبية لإنتاج عشرات آلاف السيارات الهيدروجينية خلال السنوات الخمس القادمة. وفي العدد الثالث مقال عن "ثقافة القطيع ومسارات الهجرة" حيث أظهرت دراسة جديدة أن كباش الجبل تعلم صغارها مسارات الهجرة، فإذا ما توقفت الهجرة لبضعة أجيال فإن معارف جرى توارثها خلال مئات السنين ستضيع.
وفي العدد الرابع نتائج استبيان للرأي أجرته المجلة في بريطانيا، وأظهر أن عامة الناس يميلون إلى تبني الآراء العلمية والابتعاد عما تشيعه وسائل الإعلام الموجهة حول قضايا العلوم والتقنية، خاصةً ما يتعلق بتغير المناخ. أما مقال غلاف العدد الأخير فكان عن المستجدات المتعلقة بتفكيك أسرار الكتابة لدى شعب الإنكا والأبواب التي سيفتحها لمراجعة تاريخهم الذي كتب بأقلام الغزاة الأوروبيين.
Scientific American
جاء مقال غلاف العدد الجديد تحت عنوان "مشكلة غير قابلة للحل"، ويتناول المقال قيام ثلاثة علماء رياضيات على مدار ثلاث سنوات بإثبات أن إحدى مسائل الفيزياء الجوهرية يستحيل إيجاد حل لها، وهذا يعني أن مسائل علمية كبيرة أخرى قد تكون أيضاً غير قابلة للحل. كما تضمن العدد نتائج بحث جديد خلص إلى أن اضطراباً كهربائياً يحصل فوق الأرض قبل نصف ساعة من وقوع الزلازل الكبرى يمكن استخدامه كتحذير مسبق من الكوارث.
وفي مقال آخر بعنوان "كيف نصلح العلم؟" عرضت المجلة للمشاكل التي يتعرض لها العلم حالياً، خاصة من الطبقة السياسية التي ترفض الاحتكام له وتقلل من شأنه. وتشير المجلة إلى أن تحسين نوعية التعليم والإصلاح السياسي لا يكفيان لحل هذه المشاكل، وإنما يجب أيضاً معالجة الصعوبات التي ينطوي عليها البحث العلمي لاسيما حل مشكلة التمويل، ودعم أبحاث العلماء الشباب، وإزالة التفاوتات على أساس الجنس، وتشجيع تعدد الاختصاصات.
BBC Wildlife
خصصت المجلة غلاف عددها الجديد للمسلسل الوثائقي الجديد "مشاهدات الخريف"، وعرضت لقطات من هذا المسلسل الذي ستبثه هيئة الإذاعة البريطانية في منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر)، ويسجل سحر الطبيعة خلال هذه الفترة من السنة في منطقة نيو إنغلاند، شمال شرق الولايات المتحدة.
كما تضمن العدد مقالاً عن الأضرار التي لحقت المملكتين النباتية والحيوانية بفعل موجة الحر التي أصابت مناطق واسعة من العالم خلال الصيف الفائت. وكانت الحرائق في الولايات المتحدة أتت على مساحات من الأراضي تقارب 2000 كيلومتر مربع خلال مطلع شهر تموز (يوليو)، أي بزيادة تقارب 25 في المئة مقارنة بما حصل في 2017. وفي فنلندا، وصلت درجة الحرارة إلى 33 درجة مئوية ما يعني أن الدائرة القطبية تأثرت أيضاً بموجة الحر.
Discover
الحياة في "مملكة الكم" وكيف تسيطر الجزيئات فائقة الصغر على حياتنا وتحدث بها أعمق الأثر، كانت موضوع غلاف العدد الجديد من مجلة "ديسكفر". فأشعة الشمس، أو بمعنى أدق الفوتونات، تستغرق أكثر من ثمان دقائق في سفرها من الشمس إلى الأرض، لكن رحلتها الحقيقية تحدث فعلياً ضمن الشمس نفسها وتستغرق ملايين السنين في محاولتها التحرر منها.
وتناقش المجلة في مقال آخر المصاعب التي تعترض التحول إلى اعتماد السيارات الذاتية القيادة، وتقترح أن نتجنب الثقة المفرطة في أمان هذه التقنية الجديدة. ففيما سيكون الخلل الميكانيكي أمراً نادر الحصول، فإن الفشل في خوارزميات القيادة الذاتية وبرمجتها سيكون أمراً مؤكداً مراراً وتكراراً.
How It Works
اشتمل العدد على مجموعة من المقالات في مجالات العلوم والفضاء والبيئة والتقنية والنقل والتاريخ. من بينها مقال عن "الذئاب في البرية" تناول طبيعتها الاجتماعية في العيش ضمن مجموعات، وعلاقة المنفعة المتبادلة التي جمعتها مع البشر قبل أكثر من عشرة آلاف سنة. وتواجه الذئاب حالياً تهديدات من الإنسان الذي يصطادها لفرائها أو للعلاجات الشعبية أو لحماية المواشي من تعدياتها، وهذا يجعل بعض أنواعها عرضة لخطر الانقراض.
وفي العدد مقال عن إدارة ونقل المياه داخل النباتات، خاصة تلك التي تستوطن المناطق الجافة حيث تضطر لإغلاق مساماتها نهاراً لتجنب نتح المياه، وتعاود فتحها ليلاً لتتمكن من تنفس ثاني أوكسيد الكربون لإجراء التركيب الضوئي وتصنيع السكريات.
BBC Focus
في تشرين الأول (أكتوبر) 1968 نجحت مهمة "أبولو 7" في إرسال أميركيين إلى الفضاء الخارجي، وأطلقت سباقاً مع الاتحاد السوفييتي لوضع أول إنسان على القمر. وفي ذكراها الخمسين، يبحث العلماء عن ابتكارات وتقنيات جديدة تساعد في إقامة أول مستوطنة بشرية ثابتة خارج الأرض. وتعرض مجلة "بي بي سي فوكس" في عددها الجديد مجموعة من الحلول التقنية التي ستساهم في تحقيق هذا الحلم.
وفي مقالين متمايزين، ناقشت المجلة الفوارق بين الرجال والنساء حيث لاتزال الفتيات تحظى بفرص أقل للتميز في الاختصاصات العلمية (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) مقارنة بالشباب. ومن ناحية أخرى، ترتفع حالات الانتحار لدى الرجال لتصل في بريطانيا مثلاً إلى ثلاثة أضعاف حالات الانتحار لدى النساء، فما هي أسباب هذا التباين الكبير؟
World of Animals
مع حلول فصل الخريف، اختارت المجلة 10 أسباب تجعلنا نقع في غرام قوارض كثيفة الذيل نطلق عليها اسم السناجب. ومن خصائص السناجب أنها قادرة على اكتشاف الطعام المدفون تحت طبقة من الثلج تبلغ سماكتها 30 سنتمتراً، كما أن السناجب الطائرة تستطيع الانزلاق في الهواء لمسافات تصل إلى 45 متراً.
ولم تكتف المجلة بالحديث عن مهارات السناجب في تحدي الجاذبية بل استعرضت المهارات الفريدة لعدد من الكائنات الأخرى في هذا المجال. فالطائر الطنان يستطيع التحليق لمسافة تعادل 385 مرة طول جسمه في ثانية واحدة فقط، كما أن الوزغ (أبو بريص) يستخدم أقدامه كأحذية مضادة للجاذبية تتيح له الحركة على الجدران والأسقف بمهارة فائقة.