في غمرة الضجة المثارة حول مزارع الرياح في أرجاء الولايات المتحدة، أشعر أن من واجبي التصدي لهذه المسألة بموضوعية. أنا قبل أي شيء آخر مناصر للبيئة، وإذا وجدت دراسة للأثر البيئي أن مزرعة رياح سوف تلحق ضرراً بالنظام الايكولوجي، فسأكون أول من يعارض إنشاءها. لكنني أرى من المهم دحض الأضاليل التي تروّج ضد طاقة الرياح.

"توربينات الرياح لا تنتج ما يكفي من كهرباء ليكون الاستثمار فيها مجدياً": لو كان هذا صحيحاً، لأعلن مطوِّرو مزارع الرياح إفلاسهم، حتى مع حصولهم على إعانات مالية حكومية. لكن مزارع الرياح حققت نجاحاً على مدى 30 عاماً في الولايات المتحدة، بما في ذلك المزارع التي تملك المجتمعات المحلية.

"توربينات الرياح تقتل كثيراً من الطيور": هذا أيضاً غير صحيح. فمع تكنولوجيا المولدات التوربينية غير المتزامنة الجديدة، تدور توربينات الرياح بمعدل 12 دورة في الدقيقة. والطيور تتمتع بمدى إبصار أفضل من البشر، ويمكنها رؤيتها جيداً. يقول صديق لي يعمل في مزرعة رياح في ولاية أوريغون إنه يشاهد طيوراً تصطدم بزجاج النوافذ في مركز الزوار أكثر من تلك التي تدخل بين شفرات التوربينات. ويتم أيضاً تنفيذ تكنولوجيات أخرى لضمان سلامة الطيور، مثل الأجهزة الرادارية التي ترصد أسراب الطيور المقبلة فتوقف التوربينات اذا كانت في مسار تصادمي معها.

"توربينات الرياح البحرية قبيحة المنظر وتضر بالسياحة": لماذا يكون قارب شراعي يلوح في الأفق جميل المنظر، ولا تكون توربينة رياح كذلك؟ في كل مرة أقود سيارتي قرب مزرعة رياح ومعي شخص آخر، نكاد نفتل رقبتينا ونحن ننظر اليها، حتى لو كان مرافقي معارضاً لتوربينات الرياح. أعتقد أن هذا الشعور الخاطئ هو من الأمور التي سوف تزول عندما تنتصب التوربينات. بل إن هناك أدلة في أوروبا على أن التوربينات البحرية تساعد السياحة وتدر مزيداً من العائدات نتيجة رحلات سياحية واستكشافية بواسطة القوارب. وهذا ينطبق على ناطحتي السحاب «ترانس أميركا بيراميد» في سان فرنسيسكو و«سيرز تاور» في شيكاغو، إذ قيل أولاً إنهما ستكونان قبيحتين، فأصبحتا معلَمَي إبداع وسياحة في المدينتين. التغيير يحدث ببطء ويصعب تقبله في البداية.

"مزارع الرياح البحرية تخلّ بالنظم الايكولوجية البحرية": يعتبر كثير من مراكز الأبحاث ومنظمات إحياء الشعاب المرجانية أن أفضل وسيلة لاعادة إنبات الشعاب المتدهورة هي على منشآت إسمنتية. وتجرى دراسات لمعرفة ما اذا كان لمزارع الرياح أي تأثير على مصايد الأسماك أو النظم الايكولوجية المائية، وحتى الآن لا توجد أدلة.

"علينا أن نكافح الاستثمار الأجنبي في مجتمعاتنا": هذا أمر بسيط، هنا دعوة لشركات الاستثمار الوطنية كي تكون يقظة وتستثمر في مشاريع الرياح المحلية، فتُحسم هذه المسألة.

"توربينات الرياح تحدث ضجيجاً": أنا أعيش على بعد 200 متر من طريق سريعة، يصدر عنها ضجيج أعلى مرتين من ذاك الذي تحدثه مزرعة رياح بكاملها. ومن زار مزرعة رياح يعرف أن هذا صحيح.

"توربينات الرياح لا يمكن أن تحل مكان الوقود الأحفوري": لا أحد يعتقد فعلاً أن توربينات الرياح ستحل مكان الوقود الأحفوري في المستقبل المنظور. لكن استخدام مزيد منها قد يغني عن إنشاء محطات طاقة إضافية تعمل بالوقود الأحفوري. وكل كيلوواط ساعة من الكهرباء النظيفة المنتجة يعني عدم إطلاق كمية من ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وكل توربينة رياح تصبح محايدة كربونياً بعد نحو سبعة أشهر من تشغيلها، اذ تعوض انبعاثاتها الكربونية الناتجة من التصنيع والشحن والانشاء.