تنوّعت مواضيع الأعداد الجديدة من المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر حزيران (يونيو) 2018، ومع ذلك كانت هناك ثلاثة مواضيع اتفقت على تناولها أغلب المجلات: البلاستيك والاتجاهات العالمية للتغلب على آثاره البيئية، مستقبل الغذاء والتطورات الحاصلة في مجال اللحوم الاصطناعية والأغذية المعدلة جينياً، والجهود التي تبذل لحماية أنواع وحيد القرن في أفريقيا.
National Geographic
يتناول العدد الجديد من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" الدور الذي تلعبه المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المجتمعات وأثرها على البيئة. وتستعرض المجلة نشأة البلاستيك، ومخاطر نفاياته، والمعدلات الكبيرة التي وصل إليها تلوث المحيطات بالحبيبات البلاستيكية.
وفي العدد مقال عن الطيور المقلِّدة للإنسان، فالببغاوات تواجه الانقراض نتيجة الاتجار بها في السوق السوداء نظراً لشعبيتها الكبيرة. ويضاف إلى المخاطر التي تتعرض لها فقدانها الموائل وإزالة الغابات ما يجعل الدول والمنظمات العالمية تسعى لتنظيم التجارة غير الشرعية وحماية الببغاوات من الانقراض.
New Scientist
صدر عن المجلة في شهر أيار (مايو) أربعة أعداد أسبوعية. مقال غلاف العدد الأول كان عن اللحوم المصنعة من البروتين النباتي. وتتكون اللحوم الاصطناعية من فول الصويا والشوندر بالإضافة إلى عدد من المركبات مثل الحديد والزنك والمنكهات. وتعد هذه اللحوم صديقة للبيئة إذ تصل بصمتها الكربونية إلى ربع البصمة الكربونية للحوم التقليدية، وهي أقل استهلاكاً للمياه ومساحات الأراضي. ويستعرض العدد الثاني التجارب التي تجريها الصين حالياً للتحكم في الطقس بما فيها خطط استمطار السحب التي من المتوقع، في حال نجاحها، أن توفّر للصين 10 بلايين لتر من المياه سنوياً.
وتناول مقال غلاف العدد الثالث مشكلة البلاستيك في العالم وسبل حلها. ومن بين الممارسات الشخصية، اقترح المقال هذه الخطوات للتخفيف من المشكلة: التوقف عن شراء المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والإقلال من استخدام مواد التغليف، وشراء الأطعمة والأشربة المركزة ذات التغليف القليل، ومقاطعة المواد المصنعة من مواد بلاستيكية مختلطة. أما غلاف العدد الرابع فكان عن الأغذية التي توصف بأنها "الأغذية الخارقة" مثل الزيوت التي تخلو من الدهون المشبعة، والخبز الأبيض الغني بالألياف. وفيما تبدو هذه الأغذية أفضل من الناحية الصحية إلا أنها تخفي سراً لا يرغب البعض بظهوره إذ أنها أغذية معدلة جينياً.
Smithsonian
تضمن العدد الجديد مجموعة من المقالات العلمية المتنوعة، من بينها مقال عن سمكة التنين التي أصبحت من الأنواع الشائعة في المطاعم الأميركية، فيما يبدو نوعاً من المواجهة ضد هذه السمكة الغازية التي تتميز بزعانفها الصدرية الكثيرة المبهرجة التي لا تخفي سمّيتها وشراستها.
وفي العدد مقال عن نقل عدد من حيوانات وحيد القرن الأبيض الجنوبي إلى أماكن أكثر أماناً في أفريقيا لحمايتها من الصيادين الذين يسعون خلف قرونها. وكانت أعداد وحيد القرن في أفريقيا تبلغ نحو 500 ألف حيوان مطلع القرن العشرين، لم يبق منها حالياً سوى 21 ألف وحيد قرن أبيض جنوبي و5 آلاف وحيد قرن أسود، أما سلالة وحيد القرن الأبيض الشمالي فأصبحت تقتصر على اثنتين من الإناث بعد موت آخر ذكر في السلالة خلال شهر آذار (مارس) الماضي.
Science Illustrated
تناول مقال الغلاف الثورات البركانية العنيفة المرتبطة بالتجارب النووية، واعتبرت المجلة أن هذا النوع من الكوارث أمراً قابل الحصول وليس بخيال علمي. ويرى عدد من العلماء أن بركان بيكتو، الذي يمتد على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية، مؤهل للانفجار نتيجة التجارب النووية التي تجري في المنطقة. وإذا ما تحققت فرضية ثورانه العنيف فإن بمقدوره دفن نصف القارة الآسيوية تحت الرماد.
وفي العدد مقال عن صراع البقاء تحت سطح البحيرات العذبة. فشراغيف الضفادع الكبيرة لا تتوانى عن التهام الشراغيف الأصغر عند ندرة الغذاء، كما يمضي عنكبوت الماء مجمل حياته تحت الماء باحثاً عن الفرائس، أما يرقة السرعوف فهي تستخدم فكاً سفلياً متطوراً تستطيع دفعه عدة سنتيميترات لاصطياد الحشرات على سطح الماء بشكل مشابه لما تفعله الضفادع بلسانها.
Popular Science
"ابن سودان" كان عنوان إحدى مقالات العدد الجديد من مجلة "بوبيولار ساينس". وسودان هو آخر ذكر في سلالة وحيد القرن الأبيض الشمالي، وقد لاقى حتفه خلال شهر آذار (مارس) الماضي. ويسعى عدد من العلماء لإنقاذ هذه السلالة، التي لم يتبق منها سوى اثنتين من الإناث، من خلال تقنية الاستنساخ باستخدام الخلايا المجمدة لكل من سودان و12 وحيد قرن تحتفظ بها مخابر حديقة الحيوان في سان دييغو.
وفي العدد مقال عن اللحوم المصنعة مخبرياً. وكان العالم مارك بوست قام في سنة 2013 بإكثار خلايا بقرية لتصنيع شطيرة برغر بشكل مخبري، فبلغت كلفة الشطيرة 330 ألف دولار في حينه. أما اليوم، تراجعت كلفة "الفرانكنبرغر" (نسبةً إلى وحش الدكتور فرانكنشتاين) إلى 12 دولاراً فقط، ومن المتوقع أن تغزو هذه اللحوم رفوف المتاجر خلال السنوات القليلة القادمة.
How It Works
تضمن العدد مجموعة من المقالات في مجالات العلوم والفضاء والبيئة والتقنية والنقل والتاريخ. من بينها مقال عن السلسلة الوثائقية التي يقدمها النجم الأميركي ويل سميث تحت عنوان "صخرة غريبة واحدة". وتعرض هذه السلسلة عجائب كوكب الأرض باعتباره صخرةً تنبض بالحياة من منظور ثمان روّاد فضاء. ومن عجائب كوكبنا أن الحياة عليه تحميها طبقة الأوزون التي تبلغ سماكتها وسطياً 3 ملمترات فقط.
وفي العدد مقال عن الحيوانات المبدعة التي تستخدم الأدوات كالشمبانزي الذي ينقّب عن النمل الأبيض باستخدام العيدان، وكذلك يفعل الغراب في البحث عن غذائه. وهناك مقال آخر عن آلية التنفس المميزة لدى الطيور التي تسمح لها بالتحليق لمسافات طويلة وتضبط درجة حرارة جسمها وتساعدها على الطفو فوق الماء بفضل الأكياس الهوائية العديدة المتصلة بالرئتين.
BBC Focus
حمل غلاف العدد الجديد عنواناً يقول: "المسالك الدودية التي تصل بين المجرات موجودة، وكل ما علينا فعله هو العثور عليها". ويشير مقال الغلاف إلى أن الثقوب السوداء والتنقل من خلالها إلى مجرات أخرى كانت جزءاً من الخيال العلمي طيلة السنوات الخمسين الماضية. أما علمياً، فإن هذه الظاهرة كانت موضع جدل منذ وضع أينشتاين نظرية النسبية العامة، ولعل نظرية الجاذبية الجديدة تقدم برهاناً على وجود الثقوب الدودية.
وفي العدد مقال عن البلاستيك، والتصور الخاطئ لدى بعض الناس بأن جميع المواد البلاستيكية تُنتج من مواد بلاستيكية سبق استعمالها، بينما يسعى العلماء لابتكار أنزيم يستطيع تفكيك الحبيبات البلاستيكية لضمان نسبة تدوير كاملة. ومن اللافت أن بعض أنواع البكتيريا تطوّرت لتفكك البلاستيك في غضون أسبوع واحد، لكن هدف العلماء هو تفكيك البلاستيك في غضون ساعات ليصبح الأمر مجدياً من الناحية الاقتصادية.
World of Animals
مقال الغلاف عن أسرار الحدائق، وفيه عرضت المجلة مجموعة من الممارسات التقليدية التي تجعل الحدائق أكثر صحةً وانسجاماً مع محيطها الطبيعي. ومن هذه الممارسات، الاعتماد على الدعاسيق بديلاً عن المبيدات الكيميائية لمواجهة إصابات النباتات الحشرية والحد من انتشار النباتات الضارة. وتقترح المجلة زراعة مروج من الأزهار البرية لجذب النحل إليها، وهي ستساعد بدورها في إلقاح أنواع أخرى من النباتات.
وفي العدد مقال ناقش مسألة التحول إلى الحميات الغذائية النباتية ومنافع ذلك بيئياً وصحياً. كما تضمن العدد مجموعة كبيرة من المقالات الغنية بالصور عن كائنات مدهشة بما فيها الحيوانات التي تستخدم الكهرباء مثل الدبور المشرقي الذي يوظّف خطوط بطنه في توليد كهرباء من الشمس بشكل مشابه لما تفعله الخلايا الكهرضوئية. ويُظن أن الدبور يستخدم هذه الكهرباء في عملية التمثيل الغذائي (الأيض) وفي منح عضلات أجنحته طاقة إضافية تساعده على الطيران.