«إنه لبناني عربي، بذل جهوداً جبارة فاقت معظم ما تم القيام به لوضع البيئة على جدول الأعمال اليومي للحكومات والقطاع الخاص والجمهور والقواعد الشعبية في العالم العربي». هكذا وصف كلاوس توبفر، رئيس لجنة التحكيم الدولية لجائزة زايد للبيئة، نجيب صعب أثناء تسليمه جائزة زايد الدولية للعمل البيئي المؤثر في المجتمع. واستذكر توبفر أنه، أثناء توليه إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، كان قد سلم صعب عام 2003 جائزة «الخمسمئة العالميون» تقديراً «لحملة التوعية البيئية غير المسبوقة التي أطلقها في العالم العربي».
منحت جائزة زايد الدولية للبيئة مليون دولار لأربعة روّاد تقديراً لإنجازاتهم البيئية، بينهم نجيب صعب رئيس تحرير مجلة «البيئة والتنمية» والأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، وذلك خلال حفل حاشد أقيم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي. وإلى جانب صعب، حصل على الجائزة رئيس جمهورية كوريا لي ميونغ ـ باك للقيادة العالمية، وعالم الاقتصاد بارثا داسغوبتا للإنجاز العلمي، ومؤسس البصمة البيئية ماتيس واكرناجل للعمل البيئي.
حضر الحفل كبار المسؤولين الإماراتيين ووزراء بيئة وسفراء وديبلوماسيون وشخصيات عربية وأجنبية. وبرزت مشاركة كورية واسعة، حيث رافق الرئيس الكوري خمسة وزراء وحشد من المسؤولين ورؤساء الشركات. كما حضر رؤساء وممثلو منظمات إقليمية ودولية، وجمهرة من وسائل الإعلام، إضافة إلى هيئة التحكيم برئاسة الدكتور كلاوس توبفر، وزير البيئة الألماني الأسبق والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واللجنة التقنية الاستشارية للجائزة. وتم خلال الحفل عرض أفلام وثائقية عن الفائزين وعن رسالة جائزة زايد حول أهمية الاستدامة والكفاءة البيئية.
بن فهد يدعو إلى تبني الاقتصاد الأخضر
استهل الحفل بكلمة لرئيس اللجنة العليا للجائزة الدكتور محمد بن فهد، قال فيها «إن التحديات البيئية التي يواجهها المجتمع البشري وما يترتب عليها من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية تتطلب قدراً كبيراً من التعاون الدولي، مؤكداً حرص الإمارات على المشاركة في جميع الجهود الرامية إلى ترسيخ وتطبيق مفهوم الاقتصاد الأخضر، الذي تبنته الأمم المتحدة كعنصر أساسي في حزمة الحلول المستدامة للمشاكل البيئية والاقتصادية وجسدته رؤية الإمارات». وأضاف أن الإمارات تدعم الحلول المبتكرة لحماية البيئة وضمان استدامتها من خلال التقنيات الحديثة لترشيد الموارد الطبيعية، «وهو ما أكدته العديد من المبادرات الرائدة مثل استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، ومدينة مصدر، وتطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة والبديلة، وتطبيق مبادئ الإنتاج الأنظف، والعمارة الخضراء، والنقل المستدام».
توبفر: حريصون على تكريم الروّاد
أما توبفر فأكد حرص الجائزة، منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، على تكريم الفاعلين في المجال البيئي «لتحفيز الجميع نحو المضي قدماً لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على كوكب الأرض الذي تعد التحديات البيئية من أكبر مشاكله». وقال إن المطلوب حالياً هو القيادة والمسؤولية والعمل في الساحة السياسية، مشدداً على أن لذلك أهمية قصوى في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها العالم. وأشاد بدور الإمارات وجهودها في مجال تطبيق الاستدامة البيئية. وتحدث نيابة عن لجنة التحكيم قائلاً إنها منحت جائزة العمل المؤثر في المجتمع لنجيب صعب «لأن مجلة البيئة والتنمية الواسعة النفوذ والانتشار في العالم العربي أطلقت حملة توعية بيئية غير مسبوقة على جميع المستويات، وأرست علاقة جديدة لصانعي السياسة والجمهور بقضايا البيئة والاستدامة، ووضعت البيئة في مرتبة متقدمة على جداول العمل الوطنية والاقليمية».
صعب: حذار الإفلاس الطبيعي
بعد تسلمه جائزة زايد، قال صعب: «أفتخر بهذه الجائزة التي تحمل اسم الشيخ زايد، صاحب النظرة الشاملة والعميقة عن علاقة البيئة بالتنمية، التي طبعها حسّه الفطري وبعد نظره». وأمل أن يساهم حصوله على الجائزة في زيادة الوعي البيئي وتشجيع المبادرات وإقناع المسؤولين في المنطقة العربية بأهمية وضع البيئة في أولوية سياساتهم، خصوصاً في البلدان المنتجة للنفط حيث يسود اعتقاد أن الكلام عن ضرورة حماية البيئة موجه ضدها.
وشدد صعب على ضرورة استثمار دخل النفط لاعتماد تكنولوجيا نظيفة تدعم انتقال الدول العربية إلى أنماط تنموية قابلة للاستمرار، مضيفاً: «لا نحتمل الاستمرار في استنزاف مواردنا الطبيعية، وبدل أن نتحدث عن نضوب النفط فلنوجه أنظارنا نحو أزمة نضوب المياه. أنماط التنمية السائدة حالياً في العالم العربي ما زالت تقوم على هدر الموارد الطبيعية أكثر من قدرة الطبيعة على إعادة تجديدها، وهذا بالطبع يقود إلى الإفلاس». وتابع: «في حين تستطيع الحكومات مواجهة الإفلاس المالي بطبع النقود، فهي لا تستطيع مواجهة الإفلاس الطبيعي بطبع المياه أو الهواء».
ودعا صعب، في تصريحات نشرتها جريدتا «ذي ناشيونال» وجلف نيوز» وبثتها شبكات تلفزيونية، إلى إعادة النظر ببرامج بناء محطات الطاقة النووية في المنطقة، ناصحاً بالتركيز على الطاقات المتجددة النظيفة مثل الشمس والرياح، والعمل على كفاءة استخدام الطاقة.
وأمل صعب أن تدعم الجائزة موقع المنتدى العربي للبيئة والتنمية كمنظمة إقليمية تسعى إلى التأثير في السياسات البيئية على مستوى العالم العربي. وختم قائلاً: «إنجازات كهذه لا يقوم بها أفراد، لذا أشكر فريق عمل «البيئة والتنمية» الذي عمل معي طوال السنين الماضية، ومجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي ما كان لهذه المنظمة أن تنمو من دون دعمه المتواصل».
لي يشيد بجهود الإمارات
تسلّم رئيس كوريا لي ميونغ ـ باك جائزة القيادة العالمية، وقال عنه توبفر: «في غمرة الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة، اغتنم رئيس جمهورية كوريا هذا الظرف الصعب ليلزم بلاده بمسار اقتصادي أخضر منخفض الكربون وأكثر كفاءة في استخدام الموارد. بُعد نظره وعزمه على تحويل الأزمة إلى فرصة دفعا هيئة التحكيم الخاصة بجائزة زايد الدولية للبيئة إلى إعلانه فائزاً في فئة القيادة العالمية البيئية للعام 2010».
وبعد تسلمه الجائزة، أشاد الرئيس لي بتجربة الإمارات الفريدة من نوعها في المنطقة والجهود التي تبذلها لإرساء اقتصاد أخضر والاستثمار في التقنيات المبتكرة الصديقة للبيئة. وقال: «تعتبر دبي من المدن الأولى التي تمكنت من تطبيق النمو المستدام في مشاريعها العمرانية، فهي تحرص على تحقيق الجمالية والتطور الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة في الوقت نفسه، وتعمل على تقديم نفسها كمدينة خضراء». وأضاف: «ارتبطت الجائزة باسم الشيخ زايد، الذي عمل طيلة حياته على تعميق مفهوم الحفاظ على البيئة في المجتمع الإماراتي وعزز المشاريع الخضراء، التي آمن أنها الطريق نحو تحقيق النمو المستدام والمجتمع النظيف».
وتحدث لي عن تجربة بلاده في الالتزام بخفض الكربون، موضحاً: «كوريا وضعت بعد خروجها من حرب مدمرة خططاً للتحول من دولة تأخذ المساعدات إلى دولة تقدم المساعدات، وعملت على تبنّي أنظمة التنمية المستدامة في قطاع النقل ومشاريع الطاقة المتجددة والبديلة». ونوه أن بلاده تنفق 2 في المئة من ناتجها المحلي لتحقيق التنمية المستدامة، ما أسهم في تقليص الانبعاثات الكربونية بنسب كبيرة رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية.
داسغوبتا: تمويل الأبحاث أساس للاستدامة
في حديث لـ«البيئة والتنمية» عقب تسلمه جائزة الإنجازات العلمية البيئية، أوضح عالم الاقتصاد البريطاني من أصل هندي بارثا داسغوبتا أن معظم عمله ينصبّ في منطقة جنوب آسيا والصحراء الأفريقية «حيث يوجد فقر مدقع لا نجده في البلدان العربية». لكنه قال: «حاولت مع زميل لي قبل بضع سنوات أن نؤسس شبكة من الاقتصاديين البيئيين في البلدان العربية على غرار شبكة ساهمنا في تأسيسها في جنوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، إلا أن محاولتنا باءت بالفشل لأننا وجدنا صعوبة كبيرة في إيجاد تمويل، وهي مشكلة لم نواجهها في مكان آخر». وتابع: «هذا مؤسف جداً، لأن هناك الكثير من المال في العالم العربي، خصوصاً في الخليج، وكنت آمل أن نحصل على تمويل لتسهيل الأبحاث البيئية لأساتذة الاقتصاد في جامعات المنطقة».
وعمّا إذا كان يعتزم تكرير محاولته بعد نيله جائزة زايد، قال: «أتمنى أن نتمكن من القيام بذلك، لأن تجاربنا في الدول الأخرى كانت ناجحة جداً في تحقيق خطوات ملموسة نحو الاستدامة»، موضحاً أن طموحه إنشاء شبكة عربية لا تقتصر على بلد بعينه بل تكون متنوعة تشمل طلاباً وباحثين من مختلف الدول العربية.
واكرناجل: القدرة الإنتاجية عملة القرن
مؤسس شبكة البصمة البيئية العالمية السويسري ماثيس واكرناجل اعتبر في حديث لـ«البيئة والتنمية» أن «مشكلة البلدان العربية هي أنها كمعظم الدول تمارس الزراعة كهواية لا أكثر، ويفوق الطلب قدرتها الإنتاجية بكثير، لذلك فهي تستنزف مواردها الطبيعية وخصوصاً المياه»، مؤكداً أن «القدرة الإنتاجية ستكون عملة القرن الحادي والعشرين». وحول البلد العربي الأكثر جدية في مجال الاستدامة البيئية قال واكرناجل: «الإمارات تبذل جهوداً كبيرة، تحديداً لأنها تعتبر النفط وديعة وليس مدخولاً». ولحظ من جهة أخرى أنه لدى القيام بمشاريع عقارية لا بد من التنبه لكلفة البناء على مدى الحياة، وليس فقط كلفة التشييد الموقتة.
وصرح الحائزون على الجوائز لـمجلة «البيئة والتنمية» أنهم سيستخدمونها لتمويل البرامج البيئية التي يعملون عليها. كما أعلن صعب وواكر ناجل عن اتفاق لعقد طاولات مستديرة مشتركة حول العالم في موضوع «الثروة الخضراء».
هنا نبذة عن الفائزين بالجائزة، كما وردت في بيان هيئة التحكيم:
أسس نجيب صعب عام 1996 مجلة «البيئة والتنمية» الرائدة والعميقة الأثر في العالم العربي. أطلقت المجلة حملة توعية بيئية غير مسبوقة على جميع المستويات، وأرست علاقة جديدة لصانعي السياسة والجمهور بقضايا البيئة والاستدامة، ووضعت البيئة في مرتبة متقدمة على جداول العمل الوطنية والاقليمية.
المجلة ورؤية نجيب صعب كانا أيضاً نقطة انطلاق مبادرة أوسع في العالم العربي عام 2006، بتأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية. وسرعان ما تطور المنتدى حتى بات يضم مفكرين رياديين لهم باع طويل في رسم السياسات البيئية، خصوصاً من خلال تقاريره السنوية المستقلة حول وضع البيئة العربية.
اعتبرت هيئة التحكيم رؤية الرئيس لي ميونغ ـ باك وقيادته بمثابة دافع محوري لتحويل مسار التنمية في جمهورية كوريا الى مسار اقتصاد أخضر منخفض الكربون ومقتصد بالموارد. كما أنه حمل لواء هذه الاستراتيجية آسيوياً وعالمياً، منذ إعلانه في آب (أغسطس) 2008 التزاماً بالنمو الأخضر الذي يهدف الى ازدهار طويل الأمد مرتبط بالاستدامة عبر الاقتصاد. وبدأت رحلة الرئيس لي في 15 آب (أغسطس) 2008 عندما أطلق استراتيجية النمو الأخضر في بلاده، في وقت كانت الأسواق في مرحلة انهيار والركود العالمي في أوجه.
نجيب صعب مهندس معماري متمرس، ترعرع في أسرة تمتهن الصحافة والنشر، لكنه آثر التخلي عن مهنة مربحة وكرس نفسه للارتقاء بقضية البيئة في المنطقة العربية. هذا اللبناني العربي، الذي يصف نفسه كمواطن للعالم، بذل جهوداً جبارة فاقت معظم ما تم القيام به لوضع البيئة على جدول الأعمال اليومي للحكومات والقطاع الخاص والجمهور والقواعد الشعبية في العالم العربي.
في كانون الثاني (يناير) 2009، أعلنت جمهورية كوريا رزمة حوافز بقيمة نحو 38 بليون دولار، خصصت 80 في المئة منها لأمور مثل النفايات والطاقة والتحريج وشبكات السكك الحديد والأبنية المقتصدة بالطاقة ومشاريع الطاقة المتجددة والسيارات المنخفضة الكربون. كانت هذه أعلى نسبة استثمارات بيئية في رزمة الحوافز لدى حكومات مجموعة العشرين. وفي تموز (يوليو) 2010، تم إعلان خطة نمو أخضر لمدة خمس سنوات بتمويل اجمالي بلغ نحو 84 بليون دولار، ما يعادل 2 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي ويغطي الفترة 2009 ـ 2013.
السير بارثا داسغوبتا أستاذ علم الاقتصاد في جامعة كامبريدج البريطانية ومن أبرز الاقتصاديين البيئيين في جيله. وهو بريطاني من أصل هندي، ومن علماء الاقتصاد الرياديين في إيجاد الصلة بين الاستدامة والاقتصاد بطرق كثيرة قبل وقت طويل من شيوع هذه المفاهيم. وقد صاغ البروفسور داسغوبتا مصطلح «الثروة الشاملة» للاضاءة على الطريقة التي تفشل بها المقاييس التقليدية للثروة، خصوصاً الناتج المحلي الاجمالي، في حساب الرأسمال الطبيعي أو الأصول البيئية. وكان كتابه «الرفاه البشري والبيئة الطبيعية» مَعْلماً تطورياً، اذ بيَّن أن اقتصادات كثيرة تبدو ظاهرياً كأنها تنمو وتزداد ثراء، لكن عندما يتم حساب الخسائر البيئية فقد يتبين أنها فعلياً تزداد فقراً. إن أنصار الحفاظ على البيئة يحذرون من ذلك منذ سنوات، لكن البروفسور داسغوبتا هو من أوائل الاقتصاديين الذين طوروا هذا المفهوم وبياناته.
من خلال المشاركة في تأسيس شبكة البصمة البيئية العالمية عام 2003، ترجم الدكتور ماثيس واكرناجل تعقيدات أثر البشرية على البيئة والموارد الطبيعية الى صيغة أوضح للفهم والتطبيق. مفهوم «الحدود الايكولوجية» وربط متطلبات البشر بالموارد الايكولوجية المتاحة على الكوكب اجتذب تحركاً عملياً للحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني. وبقيادة واكرناجل، السويسري المولد، تعتبر البصمة البيئية اليوم مؤشراً رئيسياً للاستدامة.
كادر
جائزة زايد الدولية للبيئة
أسس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جائزة زايد الدولية للبيئة، تقديراً لالتزام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالعمل البيئي. وتبلغ القيمة الاجمالية للجائزة مليون دولار، وهي تعتبر من أهم الجوائز البيئية في العالم. ومن الفائزين السابقين جيمي كارتر الرئيس الأميركي الأسبق، وكوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والدكتورة غرو هارلم برونتلاند المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية ومبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ. وهذه هي الدورة الخامسة للجائزة التي انطلقت عام 2001.
ترأس هيئة التحكيم الدولية للدورة الخامسة للجائزة الدكتور كلاوس توبفر، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ووزير البيئة الأسبق في ألمانيا. وضمت في عضويتها: الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه في دولة الامارات العربية المتحدة، وأخيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والدكتور مصطفى كمال طلبه العالم البارز والمدير التنفيذي الأسبق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والدكتور أوكتاي تاباساران الرائد في علم البيئة والأمين العام لمنتدى المياه العالمي الخامس.