السياحة البيئية هي أحد أنواع السياحة المستدامة التي تساهم في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي. وقد حاولت العديد من الدول العربية الارتقاء بقطاع السياحة وتنميته بهدف إنشاء صناعة سياحية مستدامة تنافس عالمياً وترسّخ ثقافة تنزه لدى شعوبها أساسها الحفاظ على البيئة ومقوماتها. وتطول قائمة المقاصد البيئية العربية، لكننا اخترنا منها مجموعة من الأماكن الساحرة لتكون أفضل الوجهات المقترحة في 2019.
محمية رأس الخور، الإمارات
لا تمثل دبي وجهة رائعة لملايين السياح فحسب، بل هي أيضاً وجهة تختارها عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة. في الأراضي الرطبة على بعد أمتار قليلة من المدينة الصاخبة ستجد محمية رأس الخور للحياة البرية التي تستضيف طيور الفلامنغو الوردية في كل شتاء. وإلى جانب الفلامنغو تدعم أشجار القرم والمستنقعات في المحمية أكثر من 20 ألف طائر مائي و67 نوعاً من الكائنات الحية، وهي أرض ذات أهمية كبرى للطيور المهاجرة في الشتاء من شرق أفريقيا إلى غرب آسيا.
يوصى أن تكون الزيارة بالترتيب مع "جمعية الإمارات للبيئة"، وذلك خلال أشهر الشتاء بين كانون الأول (ديسمبر) وآذار (مارس).
محمية أرز الشوف، لبنان
تعد المحمية كبرى المحميات الطبيعية في لبنان، وهي آخر امتداد للأرز اللبناني جنوباً، وموئل مهم للطيور المهاجرة. تحتوي على 30 في المئة من غابات الأرز المتبقية في لبنان، ويزيد عمر بعض أشجارها عن 2000 سنة. تتميز المحمية بتنوعها الحيوي الذي يشمل 1056 نوعاً نباتياً، وتتوزع حيواناتها بين 290 نوعاً من الطيور، و31 نوعاً من الثدييات، و27 نوعاً من الزواحف والبرمائيات. ويشارك المجتمع المحلي في إدارتها بإشراف وزارة البيئة اللبنانية.
يوصى أن تكون الزيارة بالترتيب مع "جمعية أرز الشوف"، وذلك خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) حيث تكون الفرصة مواتية لممارسة الرياضات الشتوية.
محمية ضانا، الأردن
تمتد المحمية على سفوح عدد من الجبال من منطقة القادسية التي ترتفع أكثر من 1500 متر عن سطح البحر وتتخللها بعض السهول والوديان التي تتميز بطبيعتها الخلابة وتنوعها ما بين الحجر الجيري والجرانيت. تعتبر ضانا موطناً لنحو 830 نوعاً نباتياً ولكثير من أنواع الطيور والثدييات المهددة عالمياً، مثل النعار السوري، العويسق، الثعلب الأفغاني، والماعز الجبلي. هذا التنوع الحيوي والطبيعي يجعل المحمية مكاناً نادراً يستحق الزيارة والمشاهدة.
يوصى أن تكون الزيارة بالترتيب مع "الجمعية الملكية لحماية الطبيعة"، وذلك في نهاية شهر آذار (مارس) وبداية شهر نيسان (إبريل) خلال فصل الربيع عندما تتفتح السوسنة السوداء، زهرة الأردن الوطنية.
جبال اللاذقية، سورية
من النادر أن يجتمع كل هذا التنوع الطبيعي والحيوي المذهل في مكان واحد كما هو الحال في اللاذقية، فمن مياه البحر الصاخبة في وادي قنديل ورأس البسيط إلى مياه البحيرات الساكنة خلف سد تشرين وسد بلوران، ومن الجبل الأقرع إلى غابات الفرنلق وصلنفة الغنية بأشجار الصنوبر البروتي والسنديان شبه العذري والشوح الكيليكي والأرز اللبناني. وتفخر هذه المنطقة بتنوعها الحيواني الثري فعلى شواطئها تعشش السلاحف البحرية، وفي غاباتها تستوطن الذئاب والضباع والخنازير البرية وأنواع النمس والغرير والسلمندر والطيور المختلفة.
يجب زيارة المنطقة برفقة دليل محلي لتجنب الأماكن غير المستقرة، وذلك في شهر حزيران (يونيو) ضمن موسم تعشيش السلاحف البحرية، أو في شهر تشرين الأول (أكتوبر) عندما تزهو الغابات بألوان الخريف.
صلالة، عُمان
تعتبر صلالة من أشهر الموائل السياحية في الجزيرة العربية لامتداد الخضرة فيها على مساحات واسعة، وتحوي أنواع عديدة من الفواكه الاستوائية مثل الموز وجوز الهند وقصب السكر. وخلف سهول ولاية صلالة تكتسي سفوح جبل القرا بأشجار اللبان، لتعطي عُمان شهرة واسعة في إنتاج أفضل أنواع اللّبان في العالم منذ آلاف السنين. ويحل موسم الخريف في صلالة فيما الصيف يهيمن على مجمل الدول العربية، فتداعبها نسمات الهواء العليل والغيوم المحملة برذاذ رياح المونسون.
يوصى أن تكون الزيارة خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) للاستمتاع بفعاليات مهرجان صلالة السياحي وسط أجواء الخريف الماطرة.
إيموزار إداوتنان، المغرب
جعلت المناظر الخلابة وتضاريس المنطقة من "إيموزار إداوتنان" مكاناً رائعاً للتنزه وممارسة مختلف الرياضات في الطبيعة. وهي تشتهر بشلالاتها وواحاتها ومحمياتها وأسواقها ومياهها المتدفقة على طول "طريق العسل" الذي يصلها بمدينة أكادير ملتوياً حول جبال الأطلس الكبير. ومن عجائب الطبيعة، التي تزخر بها هذه المنطقة الساحرة، مغارة "وينتيمدوين" التي تمتد إلى نحو 20 كيلومتراً تحت الأرض، وتضم عشرات أنواع الفقاريات الصغيرة بما فيها الخفافيش.
يوصى أن تكون الزيارة خلال شهر آب (أغسطس) لحضور فعاليات مهرجان العسل الذي تضم عدة أنشطة اقتصادية واجتماعية وفنية وثقافية.
أرخبيل سقطرى، اليمن
يضم أرخبيل سقطرى أربع جزر تقع في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي، وعلى مقربةٍ من خليج عدن. ويؤوي الأرخبيل أشجاراً أسطورية مثل "دم الأخوين" و"زهرة الصحراء" وأنواعاً من الطيور النادرة، وحياتها البحرية هجين من الأنواع الآتية من البحر الأحمر والمحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ. الأرخبيل غني جداً بالأنواع الحية الأصيلة التي يقارب عددها 700 نوع لا توجد في أماكن أخرى، ولا يضاهيه تنوعاً سوى جزر هاواي وغالاباغوس.
الأرخبيل، وإن كان بعيداً عن أجواء الحرب في اليمن، إلا أن التجاذبات السياسية تحول أحياناً دون الوصول إليه. وإذا كانت الفرصة مواتية فإن أفضل فترة للزيارة هي بين تشرين الأول (أكتوبر) وشباط (فبراير) عندما تكون الرياح هادئة.
واحة سيوة، مصر
على بعد 830 كيلومتر من العاصمة المصرية القاهرة، وفي قلب الصحراء الغربية، تمتد واحة سيوة الغنية بالثروات الطبيعية والآثار والعادات التي ينفرد بها سكان الواحة عن سواهم. وتتميز سيوة بالرمال البيضاء والصخور السوداء والحجر الجيري التي تضفي على الواحة نمطاً غريباً من السحر يختلط بتاريخها العريق في قلعة شالي المبنية من الحجر الملحي ومعبد آمون وحمّام كليوباترا. وتحيط الملّاحات بالواحة على مساحة تبلغ 55 ألف فدان، وهي بحيرات تنتج نوعية نادرة من الملح يطلق عليه أبناء الواحة لقب "الذهب الأبيض".
تضم الواحة مراكز للاستشفاء الطبيعي، وفنادق فاخرة بنيت بشكل بسيط ينسجم مع البيئة الطبيعية والثقافية، ويفضّل زيارتها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) لحضور مهرجان التمور، أو في غير أشهر الصيف الحارة.