هذه هي الحلقة السابعة من سلسلة مقالات عن الحروب الدائرة حول العالم وانعكاساتها البيئية ودور الموارد الطبيعية في الحرب والسلم، تنشرها «البيئة والتنمية» بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة
تُـرابط في هايتي قوة للأمم المتحدة تضم 7000 جندي لحفظ السلام ونحو 2000 شرطي، مهمتهم «تثبيت الاستقرار» في البلاد. وعلى رغم وجود هذه القوات منذ العام 2004، عندما حدث آخر انقلاب في سلسلة من الإنقلابات وأعمال الشغب والاشتباكات، يبقى السلام والتنمية أمرين غير مضمونين. فالإرث الاستعماري، وضعف القيادة، وتاريخ من الاضطرابات الاقتصادية، عوامل رسمت محنة البلاد وساهمت في المشاكل البيئية الحادة التي تعتبر من العوائق الأكثر خطورة على بناء السلام.
خلال الفترة من 1990 الى 2000، خسرت هايتي 44 في المئة من مجمل غطائها الغابي. وعندما تختفي الغابات، يزول الدرع الطبيعي الذي تشكله ضد تأثير العواصف الاستوائية في الأراضي الجبلية. وعندئذ يسهل زوال التربة السطحية بفعل المطر الذي يسيل على سفوح الجبال، فتترسب في الأنهار والبحيرات والخلجان. ونتيجة لذلك، يخسر المزارعون تدريجياً تلك التربة الخصبة اللازمة لزراعة المحاصيل. وعندما تكون العواصف شديدة، تؤدي الانزلاقات الترابية والفيضانات الى هلاك الكثيرين. فالاعصار جان، على سبيل المثال، أدى الى وفاة 2000 شخص في هايتي عام 2004. وتتوالى الأعاصير سنوياً على هذا البلد بدرجات متفاوتة.
السبب الأهم لتعرية الغابات في هايتي هو إنتاج الفحم لاستعماله وقوداً. ففي بلد يعيش 76 في المئة من سكانه تحت خط الفقر، يعتبر الفحم مصدراً أساسياً للطاقة. واضافة الى ذلك، فإن قطع الأشجار لبيع حطب الوقود هو من الخيارات القليلة المتوافرة لكسب الرزق في خضم الركود الاقتصادي المتواصل. هكذا فإن الوضع يشبه حلقة مفرغة: تعرية الغابات تقوض سبل العيش، وهذا يترك للتنمية خيارات قليلة غير المزيد من حصاد الغابات، ويقل عدد الأشخاص الذين يستثمرون في مصادر طاقة غير حطب الوقود.
Photos: UN
إن اعادة التحريج، والاستثمار في مصادر الطاقة البديلة، والممارسات الزراعية والحرجية المستدامة، هي عناصر أساسية لاعادة تأهيل البيئة في هايتي. واعادة تأهيل البيئة، بدورها، ضرورية لتعزيز التنمية وتقوية البلاد في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، وتحقيق الاستقرار على المدى البعيد.