|
|
|
|
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA |
Leading Arabic Environment Magazine |
|
|
|
|
|
المجلة البيئية العربية الاولى |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مقالات |
|
. |
بحر عذب في باطن أوستراليا أيار (مايو) 2011 / عدد 158 |
|
|
|
الحوض الارتوازي العظيم في أوستراليا هو أحد أكبر الأحواض المائية الجوفية في العالم، إذ يغطي مساحة 1,7 مليون كيلومتر مربع ويمتد تحت خُمس مساحة القارة. وهو يحوي 65 مليون جيغاليتر من المياه (الجيغاليتر يساوي بليون ليتر أو مليون متر مكعب) أي نحو 820 ضعف كمية المياه السطحية في أوستراليا، وما يكفي لاغراق الكتلة اليابسة للأرض تحت نصف متر من المياه وفق «لجنة تنسيق الحوض الارتوازي العظيم».
وتضاف الى الحوض ببطء كمية من المياه تبلغ مليون ميغاليتر في السنة (الميغاليتر يساوي مليون ليتر أو ألف متر مكعب) نتيجة ارتشاح مياه الأمطار من خلال صخور رملية مسامية.
يقول جون هيليار، وهو عالم جيولوجيا مائية أنجز «دراسة موارد الحوض الارتوازي العظيم»، إنه قد يحوي كمية من المياه تكفي لتلبية حاجات أوستراليا مدة 1500 سنة. لكنه يحذر مع خبراء آخرين من أن استغلال الامدادات المائية للحوض مهدَّد بانخفاض الضغط الارتوازي الذي يدفع المياه الى السطح من خلال الآبار والينابيع. فاذا انخفض هذا الضغط كثيراً نتيجة الاستخراج المفرط للمياه، أصبح استغلال هذا المورد المائي القديم متعذراً، إلا بواسطة الضخ المكلف.
ماء لكل شيء
يقع الحوض الأرتوازي العظيم على عمق يصل الى كيلومترين تحت سطح الأرض، وتبلغ كثافة الطبقة المائية في بعض أجزائه ثلاثة كيلومترات من الأعلى الى القاع. وقد تكوّن منذ 100 الى 250 مليون سنة، ويتألف من طبقات متعاقبة من صخور رملية حاملة للمياه وصخور غرينية وطينية غير حاملة للمياه. يتم استخراج مياه الحوض من خلال آبار محفورة. وهو المصدر الوحيد للمياه اللازمة للتعدين والسياحة وتربية الماشية في ولايات كوينزلاند ونيوساوث ويلز وجنوب أوستراليا والمنطقة الشمالية. وتقول لجنة الحوض إن هذه المياه الجوفية تعطي إنتاجاً بقيمة 3,5 بليون دولار سنوياً من الزراعة والتعدين والسياحة. لكن قطاع الماشية هو أكبر مستهلك للمياه، اذ يسحب 500 ألف ميغاليتر سنوياً لري بعض المزارع الأكثر انتاجية في أوستراليا. يقول أنغوس إموت، الذي يملك مزرعة أبقار في وسط كوينزلاند تعتمد على مياه الحوض في أوقات الجفاف: «الآبار تعزز القيمة الاجتماعية والاقتصادية لهذه المنطقة الداخلية الشاسعة من أوستراليا حيث لا توجد مياه عذبة دائمة. فمع تغير المناخ، سنكون أكثر اعتماداً على الحوض الارتوازي العظيم، لذلك نحن ملزمون أخلاقياً باستغلال المياه على أفضل وجه فلا نهدرها».
مياه الحوض مهددة
مع بدء استغلال الحوض عام 1878، يقدر أنه تم استخراج 87 مليون ميغاليتر، ذهب نحو 90 في المئة منها هدراً. ونتيجة لانخفاض ضغط المياه، نضب أكثر من 1000 نبع طبيعي، وتوقف ثلث الآبار الارتوازية الأصلية عن التدفق. ويساهم استخراج مياه الحوض في انبعاثات غازات الدفيئة، إذ يطلق 330 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.
وهناك مشروع لاستدامة الحوض الارتوازي العظيم بدأ العمل فيه عام 1990 يهدف الى حماية الامدادات المائية والحفاظ على الضغط الهيدروليكي اللازم لاستغلالها. وحالياً، ما زال هناك نحو 3000 بئر تسكب المياه في 34 ألف كيلومتر من القنوات المكشوفة، حيث يتبخر 90 في المئة منها في حرارة هذه المناطق النائية. لكن يجري الآن التحكم بأكثر من 1052 بئراً، كما أزيلت عشرات آلاف الكيلومترات من القنوات المكشوفة ومُدت مكانها خطوط أنابيب، مما أدى الى توفير 272 جيغاليتر من المياه سنوياً.
يقوم المزارعون حالياً بتسييج الآبار، ويستعملون الهواتف المحمولة والأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا التصوير الكومبيوتري للتحكم بوصول المواشي الى الآبار وضبط تدفق المياه منها. يقول المزارع إموت: «الآبار والينابيع التي نضبت قبل سنوات عادت الى التدفق. إنه تغيير هائل في وجهة ادارة الأراضي، وقد أتاح ادارة أفضل للمراعي والمواشي. ومع برنامج التسييج ومد خطوط الأنابيب تسهل عليك معاملة المواشي وترتاح من نفقات صيانة قنوات المياه وتتفادى تملح التربة».
وقد بدأ عام 2009 إجراء دراسة للاستدامة الطويلة الأمد للحوض. وقالت آندي لاف من جامعة فليندرز في أديلايد التي تقود الدراسة: «إن توسع أنشطة التنقيب والتعدين في المنطقة سوف يزيد الطلب على المياه الجوفية. ويجب تحقيق توازن بين التنمية وحماية البيئة. لكن هذا ليس ممكناً من دون معرفة كمية المياه الجوفية التي يمكن استخراجها بأمان».
يقول المزارعون والعلماء ان من الضـروري القيام بعمل أكبر لاجتناب أزمة مياه في الحوض، نظراً لازدياد الطلب على مياهه في المستقبل. يقول إموت: «العناية بالحوض ضرورية لبقاء المجتمعات التي تعتمـد عليه. نحن ندرك أن هناك كثيراً من المياه في الحوض الأرتوازي العظيم، ولكن علينا استغلاله بحرص شديد، لأن اعادة شحنه تحتاج الى وقت هائل، ولو خسرناه الآن فلن يعاد شحنه خلال أجيال البشرية».
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
اضف تعليق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
|
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.
|