|
|
|
|
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA |
Leading Arabic Environment Magazine |
|
|
|
|
|
المجلة البيئية العربية الاولى |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مقالات |
|
إشراقة عباس (الخرطوم) |
السودان ينتج الإيثانول مـن قصب السكر أيار (مايو) 2011 / عدد 158 |
|
|
|
أثار توسع الحكومة السودانية في إنتاج الوقود الحيوي من قصب السكر جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد قرار وزير الصناعة الدكتور عوض أحمد الجاز مؤخراً تشكيل لجنة لتطوير صناعة الايثانول. وفي حين يأتي القرار ضمن خطة متكاملة للتوسع في زراعة قصب السكر وفتح مجال الاستثمار الصناعي، فان هناك آراء أخرى تؤكد الحاجة الى دراسة هذه الخطة قبل تنفيذها، لتأثيرها على نقص المياه، وزيادة المخاوف من تسبب إنتاج الوقود الحيوي في ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتهديد الأمن الغذائي.
وطبقاً لقرار الوزير، فان اللجنة التي تم تشكيلها مكونة من وزارتي الطاقة والصناعة وشركتي «سكر كنانة» و«جياد للسيارات». ومطلوب منها إجراء الدراسات الفنية والاقتصادية وبحث الخيارات المتاحة والاستفادة من المشاريع المستقبلية في قطاع السكر، لاعطاء قيمة مضافة لصناعته واستغلال المولاس (الدبس أو عسل السكر) وتطوير صناعة الايثانول والاستفادة من الخبرات والإمكانات المتاحة، في سبيل الدفع بالصناعة السودانية.
مصدر القلق من هذا القرار أن الوقود الحيوي كان من أهم أسباب زيادة الطلب على السلع الزراعية الأساسية في السنوات الأخيرة، حيث يستهلك إنتاجه حالياً نحو 7% من الحبوب الخشنة على مستوى العالم (سترتفع الى 12% بحلول 2018)، و9% من الزيوت النباتية عالمياً (سترتفع الى 20% بحلول 2018)، و2% من الأراضي المحصولية عالمياً (سترتفع الى 4% بحلول 2030).
على رغم أن تنمية صناعة الوقود الحيوي، وخاصة الايثانول، تهدف بالأساس الى توفير طاقة أرخص وأنظف، الا أن هذا الرأي أصبح مثيراً للجدل بسبب الآثار الجانبية لهذه الصناعة، ومنها التلوث المصاحب لعملية انتاجه واستهلاك كميات هائلة من المنتجات الزراعية الغذائية، ما يهدد بأزمة كبيرة في الغذاء. بل اعتبر البعض أن تقديم دعم للفلاحين لينتجوا محاصيل تستخدم لتصنيع الوقود الحيوي بدلاً من الطعام هو عمل «اجرامي».
ماذا يقول الخبراء؟
يعتبر الدكتور تاج السر بشير عبدالله، عضو هيئة المستشارين لقطاع البيئة في مجلس الوزراء السوداني، ان «هناك تساؤلات هامة يجب الاجابة عنها أولاً، وأبرزها: هل نحن حالياً بحاجة الى الوقود الحيوي؟ ومن ناحية تحقيق الأمن القومي الغذائي، هل ننتج غذاء أم نستورده؟ وهل نستورد الغذاء ونحن ننتج الوقود الحيوي؟» ويضيف: «ربما تكون فكرة إنتاج الوقود الحيوي استراتيجية مقبولة في المستقبل، لكن هل هي أولوية الآن؟ وهل إنتاجه يؤثر على حاجات الغذاء الملحة حالياً؟ هذا أمر يجب دراسته وإجراء تقييم اقتصادي واجتماعي وبيئي له».
ويلفت عبدالله الى أن حاجة قصب السكر الى المياه عالية جداً، متسائلاً: «لماذا لا ننتج نباتات أخرى في الأراضي الجافة وغير الخصبة تكون أقل حاجة للمياه، مثل نبات ساليكورنيا الذي يمكن زراعته على الشريط الساحلي للبحر الأحمر ويستخدم في ريه ماء البحر، وهو يخرج نسبة زيت عالية». أما صلاح الدين عبدالله العبيد، المنسق القومي لمكافحة الجفاف والتصحر في وزارة الزراعة الاتحادية، فيرى أن السودان ليس في حاجة الى وقود الايثانول المصنع من قصب السكر، على رغم أنه وقود صديق للبيئة ويوفر عملات صعبة. ذلك لأنه يعتمد على محصول يستهلك كميات كبيرة من المياه، ما يعني أن فرصة زراعة محاصيل غذائية أخرى ستكون أقل، كما يعني أن مخزون البلاد من المياه سيقل أيضاً، مضيفاً: «وليس لدينا مركبات تسير بهذا الوقود!» وهو يعتبر أن الحل لمشكلة الطاقة في السودان «يكمن في استغلال الطاقة الشمسية الهائلة التي يتمتع بها اذا ما توفرت التقنية والأموال اللازمة لاستغلالها، ففي هذه الحال ستكون البلاد في أمان من أي ضغوط تستغلّ حاجتها للطاقة»، لافتاً الى أن طاقة الرياح يمكن الاستفادة منها في الشمال فقط، اذ ان الجنوب وأواسط البلاد لا تتمتع بالرياح السريعة اللازمة لانتاج الطاقة.
من جهة أخرى، يدافع ملهم محمد الحسن، مدير عام شركة «كنانة» للهندسة والخدمات الفنية، عن إنتاج الايثانول من قصب السكر، قائلاً إن شركة كنانة وصناعة الايثانول في السودان عموماً تعتمد أساساً على مخلفات صناعة السكر من المولاس، الذي كانت الشركة تستهلك جزءاً منه ويصدر معظمه الى الخارج، وهو بالتالي ليس خصماً لإنتاج الغذاء في السودان. ويضيف أن مشكلة العجز الغذائي في السودان تعود أساساً الى القصور والتدني في عمليات الانتاج، ما يؤدي الى قلة الانتاجية وعائد المحصول في الفدان الواحد.
ويشرح الحسن أن متوسط العائد على المتر المكعب من المياه بالنسبة للقصب هو أعلى عند مقارنته بالقطن مثلاً، إذ تجاوز العائد من القصب 10 آلاف دولار للفدان، فيما يقدر العائد من القطن بنحو 1500 دولار. وكل 30 طناً من القصب تنتج 3 أطنان من المولاس، وينتج طن المولاس الواحد 260 ليتراً فقط من الايثانول. وتنتج «كنانة» سنوياً 400 ألف طن من السكر و65 مليون ليتر من الايثانول و100 ألف طن من الأعلاف. ويشير الحسن الى أن إنتاج الايثانول يأتي ضمن خطة استراتيجية كاملة لصناعة السكر، توفر فرصاً وبنى تحتية للعديد من الصناعات التحويلية الأخرى، كما توفر عمالة، ما يساهم في النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي ويزيد من الصادرات غير النفطية ويوفر عملات حرة تحتاج اليها الدولة بقوة.
جدير بالذكر أن اقتصاد السودان يعتمد بشكل كبير على النفط الذي ينتج منه نحو 500 ألف برميل يومياً.
مصدر عالمي للإيثانول؟
حتى الآن، المصنع الوحيد الذي ينتج وقود الإيثانول الحيوي في السودان هو مصنع كنانة في ولاية النيل الأبيض على بعد 340 كيلومتراً جنوب ولاية الخرطوم، وتم افتتاحه في نيسان (أبريل) 2009. وقد صممته وصنعت معداته شركة «ديديني» البرازيلية المتخصصة بصنع آليات مصانع السكر والكحول. واعتبر رئيس مجلس إدارتها سيرجيو ليمي أن هذا المصنع الأول في المنطقة سيكون تأشيرة دخول الشركة الى السودان وأفريقيا. وفي كانون الثاني (ديسمبر) 2009 أبحرت أول شحنة من الإيثانول السوداني الى ميناء روتردام في هولندا، وهي خمسة ملايين ليتر اشتراها الاتحاد الأوروبي بسعر 450 يورو (650 دولاراً) للمتر المكعب، وفق خطة لشحن كمية مماثلة كل شهر.
ولكن في إطار تنفيذ خطة السكر الكبرى في البلاد، الهادفة الى إنتاج 10 ملايين طن سكر سنوياً خلال السنوات القليلة المقبلة، تم التخطيط لتأسيس العديد من المصانع لإنتاج السكر والوقود الحيوي. ومنها مصنع سكر النيل في ولاية النيل الأبيض، ومصنع سكر النيل الأزرق في ولاية سنار الذي سيبدأ الإنتاج في النصف الأول من هذه السنة بعد توفير التمويل اللازم البالغ 250 مليون دولار ويتوقع أن ينتج 200 ألف طن سنوياً.
وقدرت دراسة أعدتها شركة سكر كنانة أن القدرة الإنتاجية لوقود الإيثانول من مشاريع السكر الموجودة حالياً تبلغ نحو 110 ملايين ليتر سنوياً في المستقبل القريب، ستنتج منها كنانة وحدها 65 مليون ليتر فيما تنتج شركة السكر السودانية 45 مليون ليتر، ويمكن أن ترتفع هذه الكميات لتبلغ أكثر من بليون ليتر بحلول سنة 2014. وعلى رغم أن العضو المنتدب لشركة كنانة محمد التجاني المرضي قال إن الإيثانول سيصنع فقط من السكر، إلا أن الدراسة التي أعدتها الشركة أوضحت أن مدخلات إنتاج الإيثانول يمكن أن تكون أيضاً من الذرة والشمندر والقمح والشعير والبطاطا والفواكه، وأن أياً من الحبوب التي تحتوي على النشاء يمكن أن تنتج الإيثانول. وأضافت الدراسة أن مناطق الزراعة المطرية تمثل مصادر فعالة لإنتاج الإيثانول، فضلاً عن تحويل المناطق النائية الى مزارع لإنتاجه أيضاً، مشيرة الى أن الطن من الذرة الرفيعة ينتج 400 ليتر من هذا الوقود.
وبحسب الدراسة، فان «السودان يملك مقدرات وإمكانات علمية وطبيعية تؤهله لأن يتبوأ مركزاً متقدماً في مجال إنتاج الوقود الحيوي عالمياً. وتوافر محصول قصب السكر في مساحات شاسعة من البلاد، بالاضافة الى المشاريع المستقبلية لإنتاج السكر، يؤمن مدخلات الإنتاج لهذه الصناعة».
وتدعم الدولة صناعة الإيثانول عبر العديد من القرارات والتشريعات، منها تبني وزارتي الصناعة والطاقة سن تشريع يسمح بمزج الوقود الحيوي مع البنزين بنسبة 5 في المئة كحد أدنى، واستعماله بنسبة 100 في المئة للسيارات ذات المحرك المزدوج، وإعفاء صناعة الإيثانول خلال المرحلة الأولى من الضرائب والرسوم كافة، إضافة الى تشجيع استيراد السيارات التي تستخدم الوقود الحيوي عبر تخفيض رسوم الترخيص.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
التعليقات |
|
مودي |
|
الحاجه دي كويسه خلاس |
|
|
|
|
|
|
|
اضف تعليق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
|
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.
|