«لتكون لهم حياة، وتكون حياة أفضل». بهذه العبارة المدوَّنة على البوابة الرئيسية تستقبلك الجامعة الأميركية في بيروت، التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الـ150 لتأسيسها.
ينتشر هذا الصرح العلمي العريق الرائع الجمال على بقعة في منطقة رأس بيروت تطل على البحر المتوسط وتشرف على جبل لبنان. وتبدو الجامعة من الجو بقعة خضراء وسط صحراء من الاسمنت ابتلعت بيروت. وهي تزدان بمئات الأنواع من الأشجار والنباتات، بينها أشجار معمِّرة منذ سنوات تأسيسها. وقد عزَّز المخطط التوجيهي الجديد لتطوير الحرم الجامعي الطبيعة الفريدة لهذا الحرم، والحفاظ على التراث التاريخي مع تجديد المباني والمنشآت القائمة وإعادة تأهيلها، وتحديث البنية التحتية، واعتماد تقنيات كفاءة الطاقة والمياه وتدوير النفايات.
تعتبر الجامعة الأميركية في بيروت في طليعة الجامعات في العالم العربي. ومنذ تأسيسها عام 1866 التزمت هدف التميز في التعليم والمساهمة في تقدم العلوم والأبحاث وارتقاء شعوب المنطقة. وهي تعتمد معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادئ التفكير النقدي الحر واحترام التنوع والحوار. ولها دور كبير في تطوير مفاهيم طلابها وتمكين قدراتهم على تقييم الأمور وتحمل المسؤولية والريادة في مختلف المجالات. وقد تخرج منها عدد كبير من الشخصيات القيادية من جميع البلدان العربية وكثير من بلدان العالم. وهي تضم اليوم نحو 8000 طالب، نصفهم ذكور ونصفهم إناث، وهيئة تعليمية من نحو 800 أستاذ. وفيها ست كليات: الفنون والعلوم، الهندسة والعمارة، العلوم الزراعية والغذائية، العلوم الصحية، الطب، إدارة الأعمال. وتمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
تشهد الجامعة هذه السنة برنامجاً حافلاً من النشاطات احتفالاً بعيدها الـ150. وتتنوع هذه الفعاليات من مؤتمرات علمية واقتصادية، إلى حملات توعية صحية وبيئية واجتماعية، وحفلات موسيقية وغنائية، ومعارض فنية، ودورات رياضية، ومشاريع لخدمة المجتمع وحماية البيئة. وفي إطار هذه الاحتفالات، سيعقد المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) مؤتمره السنوي التاسع في الجامعة الأميركية في بيروت، وموضوعه «نحو 2030: تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مناخ متغير».
|