Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
نهر الليطاني مفتاح مستقبل لبنان؟  
أيار (مايو) 2011 / عدد 158
 

عشرون في المئة من سكان لبنان يستفيدون من مشاريع نهر الليطاني للري ومياه الشفة في البقاع والجنوب. انه أطول أنهار البلاد وأكبرها وأهمها استراتيجياً، حتى اعتبرته لجنة «كلاب» الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة عام 1949 «مفتاح مستقبل لبنان».

يبلغ طول النهر 170 كيلومتراً، وتصريفه السنوي نحو 770 مليون متر مكعب. ينبع من ينابيع العليق غرب بعلبك على ارتفاع 1000 متر، ويخترق سهل البقاع من شماله الى جنوبه، ثم ينحرف مجراه غرباً عند جسر الخردلي حيث يسمى «نهر القاسمية»، ليصب في البحر المتوسط شمال مدينة صور. ومن روافده أنهار البردوني ويحفوفا والغزيل وينابيع عميق والخريزات وشمسين وعنجر وعين الزرقا. تبلغ مساحة حوض الليطاني 2170 كيلومتراً مربعاً، أي 20 في المئة من مساحة لبنان الإجمالية. ويصل معدل المتساقطات فيه الى 700 مليمتر سنوياً، وتستثمر 45 في المئة من أراضيه للزراعة. وهو يضم 263 بلدة في 12 قضاء وأربع محافظات، ويبلغ عدد سكانه 376 ألف نسمة يتوقع أن يصلوا الى 470 ألفاً سنة 2020.

ارتبط الحديث عن نهر الليطاني بالمهندس ابراهيم عبدالعال (1908 ـ 1958) الذي اعتبر أن «البلاد التي تفجر فيها النفط ستبقى ذات أهمية اقتصادية خاصة ما دام زيتها لم ينفد وما دامت حاجة العالم الى الزيت، الا أنه يرجح أن تبقى الأنظمة النهرية الكبرى هي مركز الثروة والقوة الاقتصادية». وبمبادرة شخصية على مدى 15 عاماً، أجرى عبدالعال دراسة حول النهر من منبعه الى مصبّـه، توجت عـام 1948 بكـتاب «الليطـاني ـ دراسـة هيدرولـوجيـة» (Le Litani- Etude Hydrologique)) الذي جمع فيه وثائق أساسية مهدت لدراسات أكثر تفصيلاً. وهو وضع مشروعاً متكاملاً لنهر الليطاني، ولعب دوراً أساسياً في إنشاء المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وفي الحصول على قرض من البنك الدولي لتنفيذ المشروع. وكان ذلك بمثابة تأكيد لاعتراف الأمم المتحدة بأن الليطاني نهر لبناني مئة في المئة.

أنشئ سد الليطاني خلال الفترة من 1960 الى 1964 على ارتفاع 800 متر وبعرض أقصى هو 162 متراً. وأقيمت خلفه بحيرة القرعون، التي يمكنها تخزين 220 مليون متر مكعب من المياه لاستعمالها في إنتاج الطاقة والري، مع إبقاء 60 مليون متر مكعب احتياطاً لسنوات الجفاف. أما مشاريع الري فاثنان: مشروع ري البقاع الجنوبي، الذي صمم ليروي 23,500 هكتار وتستفيد منه 43 بلدة، ولكن لم ينفذ منه إلا المرحلة الأولى لمساحة 2000 هكتار. والثاني هو مشروع ري لبنان الجنوبي الذي صمم ليغطي 33 ألف هكتار وتستفيد منه 105 بلدات وصولاً الى المنطقة الحدودية.

نهر الليطاني كفيل بتأمين الطاقة الكهربائية للبنان وفق رؤية عبدالعال، فضلاً عن مياه الشفة والري لنحو 150 بلدة، اذا نفذت جميع المشاريع المخطط لها منذ أكثر من 60 سنة. ومن السدود التي يمكن إنشاؤها على النهر وفق المشروع المتكامل: سد الخردلي (سعة 128 مليون متر مكعب)، وسد كفرسير (12 مليون متر مكعب)، وسد ماسا (8 ملايين متر مكعب)، وسد بسري (106 ملايين متر مكعب). لكن من الضروري أيضاً حفظ استدامة هذا النهر وحمايته من التلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي، والصرف الصناعي من معامل السكر والورق والبطاريات وغيرها، ومن مخلفات محطات الوقود والكسارات.

 

والى حين تحقيق ذلك، يبقى الأمل أن يقال يوماً إن لبنان هو هبة الليطاني، كما قال هيرودوت قديماً إن مصر هبة النيل.

عبدالعال في وجه مطامع إسرائيل

لطالما شكّل نهر الليطاني محط أطماع إسرائيل التي كانت تخطط لتحويل مياهه اليها. وإذا ألقينا نظرة على الأحداث التي كانت تجري خلال فترة دراسة المهندس ابراهيم عبدالعال لنهر الليطاني في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، نفهم أهميته الاستراتيجية التي دفعت عبد العال إلى التحرك السريع لإنقاذ هذا النهر اللبناني.

- 1938: أرسل وزير الزراعة الأميركي مهندساً صهيوني الميول يدعى ولتر لودرميلك الى فلسطين لدرس إمكاناتها الاقتصادية. فوضع كتاباً بعنوان «فلسطين أرض الميعاد» ضمّنه مشروعاً لاستثمار مياه وادي الأردن. وثمة بندان في المشروع يتعلقان بالميـاه اللبنانية. الأول جر المياه من ينابيع نهر الأردن، وتحديداً الحاصباني ورافده الوزاني في لبنان، لري مناطق الجليل والغور. والثاني تحويل مياه نهر الليطاني الى فلسطين لتصب في بحيرة اصطناعية في الناصرة، وتنقل في قنوات الى النقب.

- 1943: أنشأت الوكالة اليهودية مكتب الأبحاث المائية، وفيه وحدة الليطاني.

- 1943: بدأ تنفيذ مشروع ري القاسمية في لبنان، من ضمن مشروع الليطاني.

- 1946: زارت لبنان بعثة زراعية أميركية ووضعت تقريراً.

- 1948: أصدرت مؤسسة «ألكسندر جيب» البريطانية دراستها في الاقتصاد اللبناني.

- 1949: وضعت لجنة «كلاب» التابعة للأمم المتحدة اقتراحات تتعلق بالاقتصاد اللبناني، واعتبرت نهر الليطاني «مفتاح مستقبل لبنان».

- 1951: أرسلت الادارة الأميركية بعثة فنية الى لبنان عرفت بـ«النقطة الرابعة».

- 1954: حضرت الى لبنان بعثة اقتصادية من البنك الدولي.

وكان إريك جونستون، مبعوث الرئيس الأميركي أيزنهاور، يجوب المنطقة للتفاوض مع إسرائيل والبلاد العربية من أجل تنفيذ مشروع الإنماء الموحّد لنهر الأردن المعروف بـ«مشروع جونستون». وقد تمسك الطرف اللبناني بتقارير ودراسات لبنانية وأميركية ودولية لتنفيذ مشروع الليطاني، في حين كانت للطرف الاسرائيلي أطماع في مياه الليطاني والحاصباني ودراسات لجر المياه اللبنانية الى إسرائيل. واعتمدت «النقطة الرابعة» دراسة عبدالعال لنهر الليطاني.

وقد ظهر دور ابراهيم عبدالعال في السعي لإلغاء مشروع الشركة المختلطة لإدارة مشاريع الليطاني، والعمل على إصدار قانون إنشاء المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، إضافة الى السعي لجلب قرض من البنك الدولي لتنفيذ المشاريع على النهر. وألحّ أن تضاف في المادة الأولى من القانون عبارة «لتنفيذ مشروع الليطاني وفقاً للدروس التي قامت بها الحكومة بمعاونة البعثة الفنيّة الأميركية»، من أجل تكريس فكرة أن الحكومة الأميركية تعتبر هذا النهر نهراً لبنانياً، وبالتالي لا يحق لإسرائيل في مياهه. وبهذا يكون عبدالعال قد أنقذ الليطاني من المطامع الإسرائيلية، وربما على حساب حياته.

جدير بالذكر أن إسرائيل كانت تصدر في تلك الفترة كرّاساً سنوياً حول الموارد المائية للدولة العبرية، وكانت الدراسات تشمل معلومات عن الليطاني. وفي طبعة 1956 لم يعد الكراس يتضمن معلومات عن هذا النهر اللبناني.

جمعية أصدقاء ابراهيم عبدالعال

جمعية درب الجبل اللبنانية
السد وقد انخفض منسوبه صيفاً
ملايين الأمتار المكعبة من المياه يتم تفريغها من سد القرعون وهدرها في البحر خلال موسم الأمطار بدل إيجاد سبل ناجحة لاستغلالها
السد ملأن شتاء ويتم تغريغ المياه الفائضة
سد القرعون على نهر الليطاني
أبراهيم عبدالعال
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.