Thursday 21 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
جنيف ـ "البيئة والتنمية" أمراض بيئية  
2016 أيار-حزيران/ مايو-يونيو / عدد 218
يموت 12.6 مليون شخص سنوياً نتيجة عوامل بيئية، وفق تقرير حديث لمنظة الصحة العالمية يفيد أن هذه العوامل تساهم في أكثر من 100 مرض
 ترتبط وفاة واحدة من كل أربع وفيات تقريباً حول العالم بعوامل بيئية يمكن تجنبها، بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية هو أول تقييم عالمي رئيسي للأخطار البيئية على الصحة منذ العام 2006. وتساهم الأخطار البيئية بما يزيد على 100 من أخطر الأمراض والإصابات، وقد تسببت عام 2012 في وفاة 12.6 مليون شخص، أي 23 في المئة من مجموع الوفيات العالمية التي بلغت 55.6 مليون وفاة.
وفي حين تراجع عدد الوفيات الناجمة عن أمراض معدية، مثل الإسهال والملاريا، منذ إصدار المنظمة تقريرها الأول قبل عشر سنين بعنوان «الوقاية من المرض من خلال البيئات الصحية: تقييم عالمي لعبء المرض الناجم عن المخاطر البيئية»، ازدادت الوفيات الناجمة عن أمراض غير سارية مرتبطة بتلوث الهواء والماء والتربة والطعام والشراب وتغير المناخ والأشعة فوق البنفسجية والتعرض لمواد كيميائية اصطناعية. والقاتلان البيئيان الأكثر فتكاً على الصعيد العالمي هما السكتة الدماغية (2.5 مليون وفاة سنوياً) ومرض القلب (2.3 مليون). وتتسبب العوامل البيئية موت 1.7 مليون شخص بالسرطان و1.4 مليون بالأمراض التنفسية و846 ألفاً بأمراض الإسهال.
تقول مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: «البيئة الصحية تعزز صحة السكان. وإذا لم تتخذ البلدان إجراءات لجعل البيئات صحية حيث يعيش الناس ويعملون، فإن الملايين سيمرضون ويموتون صغاراً».
 
بيئات غير صحية
يرتبط كثير من «الوفيات البيئية» بالفقر والتوسع الحضري السريع، حيث يزداد تلوث الهواء في الداخل والخارج. ولاحظ تقرير منظمة الصحة العالمية تدني جودة الهواء في كثير من المدن المنخفضة والمتوسطة الدخل حول العالم في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى ازدياد الأمراض، خصوصاً الأمراض التنفسية لدى الأطفال دون السن الخامسة.
وتزداد عوامل الخطر العصرية، مثل تلوث الهواء والاستعمال غير المأمون للمواد الكيميائية، في البلدان التي تمر في تطور اقتصادي سريع قبل تحولها إلى مجتمعات عالية الدخل تسعى إلى تحسين ظروفها البيئية والصحية. وقد تبين أن تلوث الهواء والتصنيع السريع في الصين والهند وبلدان أخرى في منطقتي جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ يشكلان الآن سبباً رئيسياً للوفيات والأمراض. وأدت الزيادة الهائلة في الإنتاج الصناعي والتوسع الحضري وملكية السيارات في هاتين المنطقتين إلى تصدّرها أعلى قائمة البيئات غير الصحية في العالم، إذ تشهدان 7.3 مليون وفاة سنوياً ناجمة عن أسباب بيئية، يعزى معظمها إلى تلوث الهواء.
ولفت التقرير إلى ترافق ازدياد تلوث الهواء مع ازدياد حالات دخول المستشفيات والوفيات بالسكتات الدماغية، وإلى توافر أدلة أقوى على ارتباط السكتة الدماغية بازدياد التعرض للجسيمات الدقيقة (PM2.5) ولمستويات زائدة من الأوزون. وقد نُسب 25 في المئة من العبء العالمي للسكتات الدماغية عام 2012  إلى تلوث الهواء.
وارتبط نحو 18 في المئة من جميع أمراض القلب بتلوث الهواء في المنازل. وعُزي نحو 35 في المئة من العبء الإجمالي لأمراض القلب إلى عوامل بيئية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أمراض السرطان هي الآن سبب رئيسي للوفيات، متوقعة أن يصاب بها شخص من كل خمسة أشخاص في العالم وثلث سكان البلدان الصناعية، ومقدرة أن نحو 19 في المئة من جميع الأمراض السرطانية تعزى إلى عوامل بيئية.
التدخين هو العامل الأكبر للإصابة بسرطان الرئة، إضافـة إلى أكثر من 20 عاملاً بيئياً ومهنياً آخـر هي مسرطنات رئوية مؤكدة للبشر. على سبيل المثال، ارتبط تلوث الهواء الداخلي الناتج من حرق الفحم أو الكتلة الحيوية بزيادات كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الرئة، الذي تسبب بنحو 1.6 مليون وفاة عام 2012 وكان المساهم الأكبر في الوفيات السرطانية.
لكن السنين العشر الماضية شهدت تحسينات كبيرة في إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي والنفايات في أفريقيا وبلدان نامية أخرى. كما تحسن توفير خدمات التلقيح ضد الأمراض والشباك الحامية من البعوض والأدوية الأساسية، ما خفض الوفيات الناجمة عن أسباب بيئية.
 
تحوّل إلى الأمراض غير السارية
لفت تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن مجموع الوفيات الناجمة عن أسباب بيئية لم يتغير منذ العام 2002، لكن العقد الأخير شهد تحولاً كبيراً عن الأمراض المُعْدية والطفيلية والغذائية إلى الأمراض غير السارية، «وهذا التحول ناتج أساساً من تراجع عالمي في معدلات الأمراض السارية وانخفاض في الأخطار البيئية المسببة لها. فقد باتت نسبة أكبر من الناس تحصل على مياه مأمونة وخدمات صرف صحي، وتستخدم نسبة أقل من الأسر وقوداً صلباً للطبخ».
لكن عدد ضحايا الأمراض السارية ما زال مرتفعاً جداً، والسبب إلى حد كبير ازدياد عدد السكان. ويلحظ التقرير أن أمراض الإسهال سبب رئيسي لوفاة الأطفال على الصعيد العالمي، وهي مسؤولة عن نحو 20 في المئة من جميع وفيات الأطفال تحت السن الخامسة. وقدرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أن 58 في المئة من حالات الإسهال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يمكن أن تعزى إلى عدم كفاية خدمات مياه الشرب (34%) والصرف الصحي (19%) والنظافة الشخصية (20%). وقد تسببت الملاريا في 584 ألف وفاة عام 2012، ومعظم ضحاياها أطفال أفارقة، مع أن  في الإمكان الحؤول دون 42 في المئة من عبء الملاريا العالمي بالإدارة البيئية.
وقد يؤدي التوسع الحضري السريع إلى زيادة سريعة في الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض. وحمى الضنك هي المرض الفيروسي الأسرع انتشاراً الذي ينقله البعوض في العالم، ويمكن أن تعود إلى الظهور بفعل التوسع الحضري السريع وإمدادات مياه الشرب غير الموثوقة وازدياد تنقل الناس والتجارة العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث نحو 268 ألف وفاة كل سنة نتيجة حروق من التعرض لنار أو حرارة أو مواد ساخنة، وغالبيتها العظمى في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومن الأسباب الأخرى للوفيات الناتجة من عوامل بيئية 193 ألف وفاة ناجمة عن حالات تسمم غير مقصود بمواد كيميائية أو مواد ضارة أخرى، كالأدوية والمخدرات والأبخرة والغازات السامة، وعن التسمم بالرصاص نتيجة عمليات التدوير غير النظامية للنفايات أو استخراج الذهب، وعن انبعاثات صناعية.
 
الوضع في شرق البحر المتوسط
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن إقليم شرق البحر المتوسط شهد 854 ألف وفاة عام 2012، أي ما يعادل وفاة واحدة من كل خمس وفيات من المجموع، نتيجة العيش أو العمل في بيئات غير صحية. ويضم هذا الإقليم 17 دولة عربية إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة وإيران وأفغانستان وباكستان وجنوب السودان، بمجموع سكاني يقارب 583 مليون نسمة.
وارتفعت الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، التي ترتبط في المقام الأول بتلوث الهواء والتعرُّض للمواد الكيميائية، بحيث وصلت إلى 450 ألف وفاة سنوياً في الإقليم. فبات عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، يزيد على نصف مجموع الوفيات الناجمة عن البيئات غير الصحية.
وفي الوقت نفسه، انخفضت الوفيات التي تسببها الأمراض المعدية، مثل الإسهال والملاريا، التي ترتبط غالباً بسوء نظم معالجة المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات. ويُعزَى هذا الانخفاض إلى عوامل أهمها ازدياد فرص الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب وتحسين خدمات الصرف الصحي وانخفاض أعداد الأسر التي تستخدم الوقود الصلب للطهي، إلى جانب تحسن فرص الحصول على خدمات التحصين (التلقيح) و«الناموسيات» الحامية من البعوض وتوافر الأدوية الأساسية. وعلى رغم هذا الانخفاض، لا يزال عبء الأمراض المعدية يشكل باعثاً كبيراً للقلق في العديد من بلدان الإقليم، خصوصاً تلك المتأثرة بالاضطرابات المدنية والأزمات.
وقال الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «يُعزى أكثر من خُمس عبء الأمراض السارية وغير السارية والإصابات في إقليمنا إلى مخاطر بيئية يمكن تعديلها». وأضاف: «لقد وضعنا بالتعاون مع الدول الأعضاء استراتيجية إقليمية حول الصحة والبيئة للحد من تلك المخاطر في بيوتنا وفي المدن وأماكن العمل. والآن تحتاج بلداننا إلى البدء في تنفيذ هذه الاستراتيجية من أجل توفير بيئات صحية لسكانها وتقليص عدد الوفيات والأمراض التي يمكن تجنبها».
ويقع التأثير الأكبر للمخاطر البيئية على الأطفال والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاماً. فمعظم الذين يتأثرون بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي وأمراض الإسهال هم من الأطفال دون السن الخامسة، في حين أن أكثر من يتأثرون بالأمراض غير السارية والإصابات هم كبار السن.
يستشهد تقرير منظمة الصحة العالمية باستراتيجيات أثبتت فعاليتها لتحسين البيئة والوقاية من الأمراض. على سبيل المثال، فإن استخدام تقنيات أنظف ووقود أنظف للطهي والتدفئة والإضاءة يقلل التهابات الجهاز التنفسي الحادة، والأمراض التنفسية المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والحروق. كما أن أمراض الإسهال ستقل كثيراً من خلال زيادة فرص الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب ونظم الصرف الصحي الملائمة وتعزيز غسل اليدين. ومن شأن تحسين وسائط المواصلات الحضرية والتخطيط الحضري وبناء مساكن تحقق الكفاءة في استخدام الطاقة، تقليل الأمراض المرتبطة بتلوث الهواء إضافة إلى تعزيز النشاط البدني الصحي.
وفي إطار «مبادرة المدن الصحية»، تشجع منظمة الصحة العالمية الحكومات المحلية على إدماج قضايا الصحة في جميع جوانب السياسة العامة. على سبيل المثال، اتخذت إمارة الشارقة في دولة الإمارات تدابير لتحسين نظام الرعاية الصحية والبنية الأساسية للرعاية الاجتماعية. وبالشراكة مع القطاع الخاص، يتم تقديم حلول مستدامة في إدارة البيئة والموارد. وقد خفضت الشارقة كمية النفايات التي تصل للمطامر إلى الصفر تقريباً من خلال تحويل كل نفاياتها عن طريق إعادة التدوير والتحويل إلى طاقة. 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
رائد الرافعي (طوكيو) اليابان تركب ريح التغيير البيئي
نيروبي ـ «البيئة والتنمية» أجمـل صـور البيئة لسنـة 2005
لينغ لي (بيجينغ) العمــلاق الأصفـر يشـدّ الحزام
عبير أبوطوق (عمان) مدينة التدوير
عمّان ـ "البيئة والتنمية" ينابيع الطفيلة: أنهكتها سنوات الجفاف
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.