Sunday 24 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
"البيئة والتنمية" مزارع للحشرات  
آذار-نيسان/ مارس-أبريل 2016 / عدد 216
قد تشكل الحشرات في المستقبل غير البعيد مصدراً رئيسياً للبروتين الحيواني للبشر وعلفاً  للمواشي التي توفر لنا اللحوم. فمع ازدياد عدد سكان العالم إلى تسعة بلايين نسمة سنة 2050، وارتفاع المداخيل في الاقتصادات الناشئة، سوف يزداد الطلب على اللحوم بشكل لا يمكن تلبيته بالطرق التقليدية.
وهذا ما يحدث فعلاً: شركات ناشئة في قطاع جديد يجمع فضلات المسالخ ويحولها الى غذاء للذباب مثلاً. يتكاثر الذباب داخل أقفاص خاصة، وتفقس بيوضه لتخرج منها يرقات، يتم جمعها وتجفيفها وكبسها لتحويلها الى رقائق أو بودرة (مسحوق) تدخل في علف المواشي المنتجة للحوم.
هل يساهم ذلك في صناعة غذائية أكثر استدامة؟
أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) عام 2013 تقريراً يشجع على استخدام الحشرات كعنصر أساسي في العلف الحيواني والطعام البشري. ويؤكد التقرير أن الحشرات خيار مثالي نظراً لامكانية تربيتها بشكل مستدام على فضلات الخضار والفواكه ومخلفات المسالخ.
مؤسسة بيل وميليندا غيتس والصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF) ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا ومنظمات أخرى تعتقد أن هذه أفضل طريقة لإطعام سكان الأرض في المستقبل. ومثلما تحتاج وجبة نباتية الى موارد طبيعية أقل من وجبة قائمة على اللحم، فإن إطعام الحيوانات علفاً قائماً على الحشرات يحتاج إلى موارد أقل من إقامة مزارع نباتات أو أسماك لإنتاج العلف.
حالياً، يذهب نحو 30 في المئة من جميع الأسماك التي يتم اصطيادها لإطعام الأسماك والدواجن والمواشي التي تربى في المزارع. ويتحول نحو 95 في المئة من فول الصويا المنتج عالمياً، والذي يعتمد على الأراضي الزراعية والمياه، الى أعلاف للحيوانات.
«حشرات البروتين» PROteINSECT مشروع ممول من الإتحاد الأوروبي لاستقصاء إمكانات الذباب في تلبية الطلب على البروتين في المستقبل. وقد أجرى القائمون عليه تجارب لتربية الذباب، ووجدوا أن هكتاراً واحداً من الأرض يمكنه إنتاج ما لا يقل عن 150 طناً من البروتين الحشري سنوياً. بالمقارنة، تغلّ الصويا التي تزرع في المساحة ذاتها أقل من طن من البروتين النباتي سنوياً. كما أظهرت تجارب التغذية أن العلف الحشري يمكن أن ينتج مواشي أكبر حجماً وأقوى بنية.
وتبين أيضاً أن يرقات الذباب التي تربى على مخلفات عضوية تقلص حجم هذه النفايات بنسبة تصل إلى 60 في المئة، ما يعتبر فائدة إضافية لإدارة النفايات ولحماية البيئة.
وتقع أسعار العلف الحشري بين سعر مسحوق الصويا وسعر مسحوق السمك الأغلى ثمناً. وتربية الذباب لها بصمة بيئية أصغر من الإثنين.
 
بروتين من القمامة
أحدثت شركة AgriProtein التي تأسست عام 2010 في جنوب أفريقيا «هزة» في سلسلة الإمدادات العلفية. فقد ابتكرت طرقاً لتحويل الفواكه والخضر المتعفنة وفضلات صناعة اللحوم، كالدماء والأحشاء والروث، إلى علف حشري للحيوانات التي تُعلف تقليدياً مسحوقاً من الأسماك وفول الصويا.
وفي حديث الى صحيفة «غارديان» البريطانية، قال جايسون درو الذي أسسس الشركة مع أخيه ديفيد: «ثلث السمك الذي نخرجه من البحار والمحيطات يطحن ليتحول إلى مسحوق سمك. ويتم اصطياد الأسماك بكميات غير مستدامة، ويؤدي هبوط المخزون السمكي وازدياد الطلب الى رفع الأسعار لمستويات قياسية». واعتبر أن البديل القائم على الحشرات يعني الاستغناء عن صيد ملايين الأطنان من الأسماك لإنتاج العلف، كما يعني إرسال نفايات أقل الى المطامر. وأشار درو الى أن مصنع الشركة الأول سوف يبدأ العمل هذه السنة، بتربية نحو 8.5 بليون ذبابة، تنتج سبعة أطنان يومياً من العلف القائم على اليرقات (maggots) واسمه التجاري MagMeal.
أما شركة Enterra Feed في مدينة فانكوفر الكندية فتصنع علفاً وسماداً قائمين على الحشرات. وقد افتتحت في آذار (مارس) 2015 مصنعاً تتم فيه تربية اليرقات في أطباق مزودة بأجهزة استشعار ترصد وقت التغذية الآلية،  ومحتواها، ودرجات الحرارة في الأطباق. وتتيح هذه البيانات للتقنيين تحديد أفضل أوقات «الحصاد» عندما يبلغ البروتين الحشري والمحتوى الدهني ذروتهما. وسوف يستقبل المصنع مئة طن من فضلات الطعام يومياً لتغذية جحافل ذباب من نوع «الجندي الأسود».
وتؤكد شركة Ynsect الباريسية الناشئة أنها ستبني أول مصنع أوتوماتيكي بالكامل في العالم لإنتاج الحشرات على نطاق واسع، سيكون قادراً على انتاج عشرة آلاف طن سنوياً من المسحوق البروتيني المجفف والدهن السائل ومشتقات الكيتين من الحشرات. وسوف تبدأ أعمال البناء سنة 2016.
 
خبراء الصحة لمزيد من البيانات
تتفاوت العمليات التنظيمية المتعلقة بالحشرات بين البلدان. فبعد تفشي مرض جنون البقر، أصدر الاتحاد الأوروبي عام 2001 قانوناً يعتبر الحشرات مثل المواشي بمجرد تجفيفها وتحويلها إلى رقائق أو مسحوق. وفي هذه الحالة، منع استعمالها هي وبروتينات حيوانية أخرى مصنّعة كعلف لحيوانات تتم تربيتها للاستهلاك البشري. وهناك أيضاً قانون يمنع تربية حيوانات المزارع على فضلات مثل الروث.
وقد تمت الموافقة في جنوب أفريقيا على استعمال العلف الذي تنتجه AgriProtein من اليرقات لإطعام الأسماك والدواجن، ولكن ليس للحيوانات اللبونة. وتجبر الأنظمة الهولندية شركة Protix Biosystems ومقرها أمستردام على إنتاج أعلافها الحشرية لأغراض بحثية فقط. ويقول مؤسس الشركة كيس آرتس: «إن مفهوم الحشرة كمصدر للبروتين هو شيء يقارب الكمال. نحن بحاجة فقط الى تكنولوجيات قابلة للقياس».
وبدأت تبرز أطعمة «عصرية» قائمة على الحشرات، مثل Chirps وهي رقائق «تورتيا» تصنع من الجنادب المطحونة، ومعجنات Chapul المخبوزة المصنوعة من طحين الجنادب، وهي تباع على الإنترنت وفي بعض المتاجر الأوروبية. لكن فكرة أكل الحشرات ما زالت مستبعدة لدى كثير من شعوب العالم، مع أن نحو بليوني شخص يأكلونها في نظامهم الغذائي التقليدي ولاسيما في الشرق الأقصى وأفريقيا.
يرى آرتس أن الأزمات الغذائية والمائية التي تلوح في الأفق سوف تشجع على إدخال تغييرات سريعة في القوانين الدولية، ويقول: «العلف الحشري منطق سليم تنطبق عليه مبادئ الطبيعة».
 
كادر
طالب يأكل الحشرات 30 يوماً
أكل الحشرات شائع في بعض البلدان، ولكن ثمة «مفاهيم ثقافية» تحول دونه في بلدان أخرى، خصوصاً في الغرب.
الطالب الأميركي كامرن برنتلي ريوس، من جامعة أوبورن في ولاية ألاباما، يأمل في تغيير هذه المفاهيم. ففي شباط (فبراير) 2015 بدأ «تحدياً» بأن يأكل الحشرات طوال شهر، للتوعية بإمكانات إدخال الحشرات كجزء لذيذ في نظام غذائي مستدام.
قال ريوس في مدونته على الإنترنت «30 يوماً من الحشرات» التي وثّقت وجباته، إن الأساس هو تغيير هذه الأفكار المسبقة. ومما جاء فيها: «منذ وقت ليس ببعيد، انتاب الغربيين الشعور ذاته إزاء السوشي. ففي السبعينات لم يتقبل الأميركيون فكرة أكل أسماك نيئة مع أعشاب بحرية. لكن الطاهي الياباني ـ الكندي هيدكازو توجو كسر هذا العائق الثقافي عندما ابتكر «لفائف كاليفورنيا». وفي العام 1981 نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً حول ازدياد تقبل الأميركيين للسوشي. كان ذلك خبراً مفاجئاً».
أضاف ريوس: «تغير الأنماط لا يحدث في الموضة فقط، وإنما في الطعام أيضاً. الكركند لم يكن يأكله إلا السجناء والفقراء. أما الآن فثمة مطاعم تتقاضى مئات الدولارات مقابل أطباق الكركند. وكما قال الباحث مارسيل دايك، ليس علينا إلا اعتبار الحشرات «روبيان البر».
وقد حظي ريوس بدعم كبير من عائلته وأصدقائه وزملائه في العمل، الذين تذوق كثيرون منهم بيتزا سوس الدقيق وعجّة اليرق ومعكرونة الجنادب التي أعدها.
 
لمعلومات إضافية عن تربية الحشـرات من أجـل الغـذاء، يمكن قراءة موضوع غلاف عدد تموز/ آب (يوليو/ أغسطس) 2014 من مجلة «البيئة والتنمية» بعنوان «حشرات تطعم العالم»، ويمكن تصفحه على الموقع الإلكتروني للمجلة www.afedmag.com 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
محمد التفراوتي - الرباط مدرجات زراعية في جبال الأطلس
"البيئة والتنمية" قبائل بوليفيا تحمي غاباتها
ديبتي ماهاجان ميتال إضاءة كفوءة لمباني الإمارات
"البيئة والتنمية" كيف نحيا بلا بلاستيك؟
عادل فاخر - بغداد مزارع عائمة
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.