|
|
|
|
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA |
Leading Arabic Environment Magazine |
|
|
|
|
|
المجلة البيئية العربية الاولى |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مقالات |
|
. |
السماء حدودنا والاستدامة التزامنا حزيران (يونيو) 2011 / عدد 159 |
|
|
|
وضع أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني حدوداً لطموح بلاده هو السماء. وأكد في حديث الى «البيئة والتنمية» خلال المؤتمر العالمي التاسع للرياضة والبيئة، الذي عقد بين 30 نيسان (أبريل) و2 أيار (مايو) في الدوحة، الحرص على تنظيم كأس العالم 2022 بحيث يكون حدثاً صديقاً للبيئة، وإرساء معايير بيئية متقدمة وتطبيق تكنولوجيات خضراء تعود بالفائدة على جميع الدول، وليس على قطر وحدها.
في ما يأتي مقتطفات من الحوار معه.
البيئة والتنمية: كان المؤتمر العالمي التاسع للرياضة والبيئة ناجحاً وحضوره ممتازاً، ما هو انطباعكم عنه؟
سعود بن عبدالرحمن آل ثاني: نحن فخورون بمستوى المؤتمر والمساهمات البارزة التي قدمها المشاركون والمتحدثون، إذ اننا نشدد على أهمية التوعية البيئية منذ تقدمنا بطلب تنظيم هذا اللقاء الدولي وفوزنا به قبل عامين ونصف عام. وفعلاً بدأنا الاستفادة من المؤتمر حتى قبل انعقاده، فقد صدر قرار في قطر قبل أكثر من عام يلزم جميع المنشآت الرياضية أن تكون صديقة للبيئة من حيث التصميم والبناء والإدارة. طبعاً، كان هدفنا ألا يكون كبقية المؤتمرات التي تلقى فيها كلمات وعروض وتوضع ملفاتها في المكتبات من دون أن يستفاد منها. هدفنا أن نستفيد من كل ما توصل إليه الآخرون، ونطبقه بما يتناسب مع مجتمعنا وواقعنا وبيئتنا، من ناحية المناخ وطبيعة الأرض والعادات والتراث.
إننا سعداء جداً بالتغطية المكثفة التي قامت بها قنوات تلفزيونية هي من أكثر القنوات الرياضية مشاهدة حالياً، كالجزيرة الرياضية والكأس، كما نعتز بحضور القادة السياسيين وباهتمام سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان وراء فكرة تنظيم المؤتمر في الدوحة. أعتقد أن هذا يعطي رسالة توعوية مهمة لجميع أفراد المجتمع في دولة قطر، فشعار «نلعب لأجل بيئة أفضل» الذي رفعه المؤتمر يشكل واقعاً نعيشه. وهو يعكس الالتزام الراسخ لرؤية قطر الوطنية 2030 نحو القيام بجميع الخطوات العملية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
هل تعتقد أن هذا المؤتمر سيشجع القطريين على ممارسة الرياضة؟
بالتأكيد، لسببين. أولاً، الرياضة هي من الوسائل الناجحة لإيصال الرسالة الصحيحة حول أي من الأهداف التي نريد تحقيقها، سواء كان الهدف ثقافياً أو تعليمياً أو صحياً. الرياضة ذات أهمية كبرى، ومن المفيد ربطها بالصحة وحث الناس على ممارستها لكي لا يصابوا بالكولسترول أو السكري مثلاً حين يبلغون سن الأربعين أو الخمسين. وهذه رسالة حاولنا إيصالها عبر برامج توعوية كثيرة، مثل البرنامج الأولمبي المدرسي، وأيضاً عبر هذا المؤتمر.
ثانياً، ثمة علاقة عضوية بين الرياضة والصحة والبيئة، فالرياضة يجب أن تمارس في بيئة سليمة. في بيجينغ مثلاً، كان تلوث الهواء أحد التحديات أمام تنظيم الألعاب الأولمبية عام 2008. وقد طلبت اللجنة الأولمبية الدولية من السلطات الصينية تنقية الهواء، لأن الرياضي أثناء الممارسة يتنشق ثلاثة أضعاف ما يتنشقه الشخص العادي، فكيف تريده أن يتنشق هواء ملوثاً؟ لذا اضطرت السلطات الصينية إلى إقفال بعض المصانع الملوثة وزيادة استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة نقل بديلة لتخفيض استخدام السيارات.
هناك من ينتقد تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل كأس آسيا وكأس العالم، في بلد صغير وقليل السكان. فهي تستقطب عشرات آلاف المشاهدين وتبنى لها منشآت لا حاجة لها لاحقاً، ويقال إن ثلاثة ملاعب قد تتسع لكل السكان.
لا، لا، فعدد سكان قطر يفوق المليونين الآن، بينهم أكثر من 400 ألف قطري. أعلم أنه يقال الكثير من الكلام بهذا الشأن، لكن هذا ما يجعلنا في قطر متحمسين دائماً. حين تقدمت قطر لتنظيم دورة الألعاب الآسيوية «أسياد» عام 2006، وكان عدد سكانها 600 ألف آنذاك، قالوا إن ذلك غير ممكن، لكنها أبدعت ووضعت معايير متشددة وحققتها.
الأمر مماثل بالنسبة الى كأس العالم. لقد شاركتُ في ندوة في بريطانيا حول الموضوع، ورأيت الابتسامة على وجوه الحاضرين حين قلت إن قطر تطمح إلى تنظيم الأولمبياد، باعتبار أن الحدث لا يتناسب مع حجم دولتنا. لكن السماء هي حدودنا. وقد تعلمنا من سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد رئيس اللجنة الأولمبية القطرية أن لا حدود لطموحنا. ولا أعتقد أن إمكانات الدول تقدر بعدد سكانها ومساحتها، بل بحجم النتائج والأهداف والأحلام التي تريد تحقيقها. خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية كانت قطر تنظم بطولات عالمية، ما أكسبها ثقة المجتمع الدولي وقادها إلى الفوز بتنظيم كأس العالم. الأمر لم يأت من فراغ.
تعاني الدول التي تنظم مباريات دولية كبيرة من مشكلة عدم استعمال المنشآت الرياضية بعد انتهاء الحدث. ما هي خططكم في هذا المجال؟
صحيح، نحن نتكلم الآن عن الإرث وما يسمى «الفيل الأبيض»، أي ما يمكن امتلاكه ولا يمكن التخلص منه وكلفته أعلى كثيراً من فائدته. وقد كانت تلك نقطة أساسية أخذناها في الاعتبار حين نظمنا الألعاب الآسيوية سابقاً. فحين بنينا صالات رياضية، لم نصممها لتستوعب 20 أو 30 ألف متفرج، بل لـ 3500 متفرج فقط، أي بما يتناسب مع عدد سكان قطر آنذاك وبحسب قوانين الاتحاد الآسيوي.
الآن، بالنسبة الى كأس العالم، نعلم أنهم طلبوا أن تتسع بعض الملاعب لـ 45 ألف متفرج و65 ألفاً. لذلك سوف تكون معظم المدرجات موقتة، مثلما ستكون في لندن سنة 2012، حيث سوف يستوعب الملعب الرئيسي 80 ألف متفرج وبعد الألعاب سيصبح لـ25 ألف متفرج، أي أن هناك 55 ألف مقعد موقت. والأمر سيان هنا، أولاً لأن معظم المدرجات ستصبح لـ25 ألف متفرج، وثانياً لأن كل الملاعب ستبنى بحيث تستفيد منها لاحقاً نواد قطرية لديها الآن منشآت رياضية موقتة أو تفتقر الى هذه المنشآت. وأعتقد أن لا حدود للاستفادة من الاستثمار في البنية التحتية المرتبطة بالعنصر البشري، سواء أكان لمستشفى أو لمرفق رياضي. المهم أن تكون هناك طريقة كفوءة لصيانتها وإدارتها بحيث لا تكبد الدولة لاحقاً تكاليف كبيرة.
في أحد تصريحاتكم، تحدثتم عن طموحكم أن تصبح قطر مركزاً رئيسياً للرياضة في المنطقـة. هل تفكرون في التعاون مـع دول الجوار، خصوصاً دول الخليج، كي تستخدم المنشآت الموجودة في قطر بدل إقامة منشآت أخرى لديها؟
أعتقد أن أحد أمثلة التعاون هو سباقات الفـورمولا واحد التي طلب من قطـر أن تستضيفها فأقيمت في البحرين. ونظمنا نحن سباقات الموتور جـي بي. نحن في دول مجلس التعاون الخليجي نتكاتف ونحاول أن نكمل بعضنا بعضاً لا أن نتنافس. هذا مفهوم قادة دول المجلس، ولدينا توجهات للعمل به. من ناحية العنصر البشري، نحن دائماً نستعين بطاقات موجودة في دول عربية أو دول خليجية تحديداً، وهم يستعينون بالطاقات الموجودة في قطر. وبالنسبة الى المنشآت الرياضية، إذا أرادت دولة ما تنظيم بطولة ما، فيمكنها أن تطلب من قطر أن تستضيفها، وهذا النوع من التعاون جار.
يحكى الكثير عن كأس العالم 2022 لأنه حدث ضخم جداً. لكن الحرارة في الدوحة قد تصل إلى 45 درجة مئوية في تموز (يوليو)، وسوف تضطرون إلى تبريد الملاعب، ما يرتب آثاراً بيئية كبيرة. كيف ستتعاملون مع هذا الأمر؟
الحاجة أم الاختراع. حضرتُ مباراة لفريق مانشستر يونايتد البريطاني عام 2002، وقد وضعت آنذاك مدافىء تستهلك الطاقة لتدفئة الملعب. تعامل البريطانيون وفق بيئتهم، وعلينا أن نقوم بالمثل. لم نقف مكتوفين أمام من يقول إننا لا نستطيع أن نقيم أي بطولة بسبب الحر، بل قلنا إننا نستطيع تنظيمها. وسوف نساهم في تطوير نظام تبريد لا يخدم فقط دولة قطر، بل كل المناطق التي تحتاج إليه. وركزنا على أن يكون النظام صديقاً للبيئة، وأن يكون مقتصداً بالطاقة. وقد طبقنا ذلك في ملعب نادي السد قبل ثلاثة أعوام، وكان النظام القديم المعمول به هو نظام المبردات (chillers). وقبل ثمانية أشهر، طبقنـا نظام MOC الذي يستخدم الطاقة الشمسية والتبريد المقتصد بالطاقة، وقدمناه كنموذج لكأس العالم.
أما في استاد خليفة، فنحن نحاول اعتماد تكنولوجيا جديدة. كنت في الصين عام 2008 حين نظمت الألعاب الأولمبية، وكانت الحرارة 34 درجة مئوية والرطوبة عالية، فاستخدم المنظمون صواريخ تكثف السحاب، ما أدى إلى تساقط المطر وانخفاض الحرارة إلى 22 درجة مئوية. وهناك الآن في قطر دراسات كثيرة، منها دراسة تقدمت بها مؤسسة قطر وجامعة قطر لإقامة غيمة اصطناعية.
الشعار المتداول «فكر عالمياً وطبق محلياً» صحيح، ولكن يمكن عكسه أيضاً. وحين نردد شعار «فكر محلياً وطبق عالمياً» أو نأتي بتكنولوجيا معينة، فهذا يعني أن ما نقوم به ليس من أجل قطر فقط. على سبيل المثال، المنظومة القطرية لتقييم الاستدامةQSAS التي أطلقتها المنظمة الخليجية للبحوث والتطوير في الدوحة، متاحة مجاناً لأي جهة تريد تشييد مبان رياضية صديقة للبيئة. التكنولوجيا تتطور باستمرار، ويمكن أن تتيح لنا ليس فقط تبريد الملاعب بل حتى تبريد خارجها.
هل تريد إضافة أي كلام ختاماً؟
أود أن أشكركم لوجودكم معنا في المؤتمر العالمي التاسع للرياضة والبيئة، ولتميزكم في مجلة «البيئة والتنمية»، فهي من المجلات التي أحرص جداً على قراءتها وتوزيعها على الموظفين، لأنها تتطرق إلى قضايا مهمة لا تهتم بها وسائل الاعلام عادة. وأتقـدم بالشكر إلى اللجنة الأولمبية الدولية لمنحنا هذه الثقة الكبيرة بتنظيم المؤتمر، وإلى أعضاء اللجنة الأولمبية القطرية والمتطوعين الذين عملوا بـروح تعاونيـة، وإلى جميع أعضاء الاتحادات الرياضية المختلفة التي ساهمت بآرائها القيمة.
(ينشر بالتزامن مع مجلة ''البيئة والتنمية'' عدد حزيران/ يونيو 2011)
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
اضف تعليق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
|
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.
|