ماذا فعلت الفاو لتعزيز التعاون بين الدول العربية من أجل التحول إلى إنتاج واستهلاك مستدامين في القطاع الزراعي؟
لعبت منظمة الفاو دوراً بارزاً في نشر الوعي في العالم العربي حول أهمية التحول إلى الأنظمة الغذائية المستدامة. ونظمت مجموعة من اللقاءات الاقليمية لمناقشة ندرة المياه والأمن الغذائي والتغذية والزراعة الأسرية والفاقد والمهدور من الغذاء. وقد شكل ملتقى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حول الأمن الغذائي الذي عقد بالشراكة مع اللجنة الدولية حول الأمن الغذائي وجامعة الدول العربية، وأيام التربة والمياه في الشرق الادنى، ملتقيين رئيسيين جمعا حكومات المنطقة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمناقشة القضايا المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك المستدامين وتبادل المعرفة والخبرات. ودمجت الفاو التوصيات التي خلص إليها هذان اللقاءان ضمن السياسات التي تعمل على تطويرها، وتتم ترجمة هذه التوصيات تدريجياً الى برامج لوضع مبدأ الاستدامة في قلب سياسات الأمن الغذائي والزراعة في المنطقة.
كيف تساهم الفاو في الحد من خسائر الإنتاج الغذائي العربي؟
طلبت الحكومات في المنطقة العربية من الفاو المساعدة في تقليص الفاقد والمهدور بنسبة 50 في المئة بحلول سنة 2024. لذلك تم وضع إطار عمل استراتيجي بموافقة الدول الأعضاء، وتم تحديد الأنشطة المؤدية إلى تحقيق ذلك عبر وسائل محددة هي جمع البيانات، البحث التحليلي والاستفادة من نتائجه، رفع الوعي ونشر الممارسات الناجعة، وضع السياسات والضوابط، تعزيز التعاون، التشجيع على الاستثمار واستقطاب القطاع الخاص. وتعمل الدول مع الفاو بشكل متزايد، ضمن هذا الإطار الاستراتيجي، لاتخاذ خطوات عملية على المستوى الوطني لمكافحة الفاقد والمهدور من الغذاء، وبينها مصر وإيران والأردن ولبنان والمغرب والسعودية وتونس. كما أن «شبكة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لخفض الفاقد والمهدور من الغذاء»، والتي أسستها الفاو، شكلت منبراً يضم العديد من الشركاء من قطاعات مختلفة لتبادل المعلومات والخبرات والتجارب. وقد باشرت الفاو منذ فترة وجيزة تنفيذ مشاريع اختبارية في تونس ومصر، بتمويل من إيطاليا، بهدف خفض فاقد الغذاء.
كيف تؤثر النزاعات والحروب على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
«إن الحروب والنزاعات هي عدوة الأمن الغذائي»، للأسف، هذه المقولة التي قيلت خلال اجتماع الأمن الغذائي العالمي ما زلنا نختبرها مرة بعد مرة. الحروب والنزاعات تقتل الأشخاص وتشردهم، تدمر وسائل الانتاج، تربك حركة النقل، وتمتد آثارها على مدى سنوات، وأحياناً على عدة عقود بعد اندلاعها. كما أن معظم النزاعات، خصوصاً النزاعات الداخلية التي أصبحت رائجة في العديد من دول المنطقة، تؤثر على المناطق الريفية وسكانها بشكل رئيسي. فالعديد من دول المنطقة، مثل ليبيا، العراق، سورية، اليمن، فلسطين، وأجزاء من السودان، اختبرت عمليات حربية ونزاعات مسلحة أدت إلى حركة نزوح كثيف بين الفئات الريفية المسؤولة عن انتاج معظم المواد الغذائية التي نستهلكها. فمنطقتنا تضم 11,5 مليون نازح داخلي، وقد تجاوز عدد النازحين إلى دول أخرى 4,3 مليون شخص نتيجة للنزاعات، خصوصاً بسبب الأزمة السورية التي تعتبر أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى خط مواز فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع بشكل كبير من 16 مليوناً الى 33 مليوناً بين الأعوام 1990 و2015. كما ان الأزمة السورية ستترك تداعيات كبيرة على اقتصاد الدول المجاورة واستقرارها.
ما الذي حققه برنامج أنماط الغذاء المستدامة (SFSP) المشترك مع «يونيب» في المنطقة؟
يسعى برنامج أنماط الغذاء المستدامة إلى ضمان الأمن الغذائي والتغذية بطريقة تحافظ على الأصول الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأجيال المقبلة. وهو يعتبر أن نمو أنماط الزراعة الغذائية يجب أن يكون شمولياً، وأن تتخطى أهدافه عملية الإنتاج ويشمل قياس فعالية جميع العمليات في سلسلة الغذاء، كما يشجع على الممارسات والأنظمة الغذائية المستدامة. لقد نجح هذا البرنامج في إقناع الشركاء والجهات المعنية بأهمية البحث في التحديات والحلول المناسبة للعالم العربي، مثل خفض الفاقد والمهدور من الغذاء، ووضع الأدلة الارشادية والمعايير الطوعية لأنماط الغذاء المستدامة، والترويج لنظام الغذاء المتوسطي.
|