أنشئت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بموجب مرسوم أميري صدر عام 1976، نتيجة تلاقي رؤية أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح مع مبادرة من قيادات القطاع الخاص، لتصبح إحدى ركائز العطاء العلمي والتنمية المعرفية في المنطقة.
يدير المؤسسة مجلس إدارة يرأسه أمير الكويت ويضم ستة أعضاء يختارهم لمدة ثلاث سنوات. ويعين المجلس مديراً عاماً للمؤسسة يقوم على إدارة أعمالها العلمية والإدارية والمالية وينفذ سياسات مجلس الإدارة وتوجهاته. وتتلقى المؤسسة حالياً دعماً مالياً من الشركات المساهمة الكويتية بمقدار 1 في المئة من صافي أرباحها السنوية.
تستهدف المؤسسة تكوين منظومة ثقافة وطنية فاعلة للعلم والتكنولوجيا والإبداع، تشكل دعامة لتنمية مستدامة. وهي تعمل على تحفيز القدرات البشرية ودعمها والاستثمار في تنميتها. وتشمل مبادراتها تطوير الثقافة العلمية في المجتمع، وتقوية قدرات البحث والابتكار، ودعم الموهوبين والمتميزين، وتشجيع إنجاز قدرات تكنولوجية متطورة في القطاع الخاص.
وللمؤسسة أربعة مراكز تابعة لها. الأول هو المركز العلمي الذي يستهدف تعزيز الثقافة العلمية في المجتمع، وله صرح مفعم بتصاميم هندسية رائعة تعكس روعة العمارة والحضارة الإسلامية، مع جداريات تراثية منسوجة من قطع السيراميك التي تتناغم لتكمل قصصاً احتضنتها صحراء الكويت وأسوارها. ويضم المركز العلمي ثلاثة مرافق رئيسية هي الأكواريوم وقاعة الاستكشاف وصالة عرض «أي ماكس».
المركز الثاني هو معهد دسمان للسكري، الذي تستهدف رسالته الوقاية والسيطرة والحد من آثار هذا المرض والمشاكل الصحية ذات الصلة في الكويت، من خلال برامج فعالة في مجالات البحث والتدريب والتعليم والتوعية الصحية. والثالث هو مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، الذي يقوم باكتشاف ورعاية المتميزين والموهوبين والمبدعين من أبناء الكويت عبر توفير بيئة ملائمة تبرز تميزهم ومواهبهم وتنميتها. أما الرابع فهو مركز جابر الأحمد للطب النووي والتصوير الجزيئي، الذي يستهدف تحسين حياة الناس بمساعدتهم في اكتشاف الأمراض مبكراً والتخفيف من معاناتهم والتعاون مع المراكز النظيرة في العالم.
وقد طورت إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي استراتيجية تعمل على توجيه عملية اتخاذ القرار في كيفية استثمار مواردها المحدودة، لإنجاز مهمتها وتحقيق رؤيتها بفعالية أكبر وبأقل المخاطر الممكنة. وتقوم الاستراتيجية على تحديد احتياجات التطوير والموارد البشرية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في أربعة محاور. أولاً، تطوير حملة توعية قوية معززة للعلم والتعليم والثقافة العلمية. ثانياً، تقوية ودمج القدرات البحثية في المعاهد العلمية الكويتية وفي ما بينها. ثالثاً، دعم وتطوير منظومة العلوم الوطنية والتكنولوجيا والابتكار. رابعاً، دعم وتطوير القدرات العلمية والتقنية للقطاع الخاص والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة.
وتمنح المؤسسة سنوياً جوائز لعدد من العلماء الكويتيين والعرب الذين قدموا عطاءات غزيرة متميزة ومؤثرة في تطور العلم والمعرفة تساهم في تنمية المجتمعات وازدهارها. وتستعد لإطلاق جائزة جديدة باسم الراحل عبدالرحمن السميط، موجهة للأبحاث والدراسات ذات الأثر الكبير على التنمية في الدول الأفريقية، وستُمنح سنوياً بقيمة مليون دولار في مجالات الأمن الغذائي والصحة والتعليم. كما ستطلق المؤسسة قريباً جائزة أنور النوري لأفضل أطروحة دكتوراه في التربية في المنطقة العربية.
ويتولى مكتب البرامج الدولية في المؤسسة التعاون مع عدد من المنظمات والجامعات المعروفة عالمياً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا.
ومن المشاريع التي أنجزتها المؤسسة مشروع توليد الطاقة الكهربائية على مباني وزارتي الكهرباء والماء والأشغال، تماشياً مع ما تسعى إليه الكويت لتأمين 15 في المئة من الطلب على الطاقة من مصادر متجددة بحلول سنة 2030، ومشروع توليد الطاقة الشمسية في بعض الجمعيات التعاونية، ومشروع استخدام أنظمة الخلايا الكهرضوئية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في 150 منزلاً لتشجيع تعميم استخدام الطاقة الشمسية في توليد كهرباء المنازل.
وتنظم المؤسسة مؤتمرات وملتقيات وورش عمل ودورات تدريبية في مجالات شتى، إضافة إلى مسابقات علمية لطلاب المراحل الجامعية والثانوية وتكريم الطلاب المتفوقين. وقد أصدرت العديد من الكتب العلمية المؤلفة والمترجمة، والمجلات التي تستهدف تعزيز الثقافة العلمية.