إعادة تأهيل طبيعة المنطقة التي دمرها تسونامي 2011 في شرق اليابان تحمل بذور الأمل إلى المجتمعات المحلية
طوكيو ـ «البيئة والتنمية»
المتنزه الوطني سانريكو فوكو مشروع طموح لإعادة إحياء الساحل الخلاب في شمال شرق اليابان الذي نُكب في كارثة تسونامي 2011.
الزلزال الكبير الذي ضرب المحيط الهادئ في 11 آذار (مارس) 2011 بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، كان مركزه على بعد نحو 70 كيلومتراً قبالة ساحل اليابان. وهو أشد زلزال في تاريخها والرابع عالمياً منذ بدء التسجيلات عام 1900. وقد أحدث موجات تسونامي هائلة بلغ ارتفاعها 43 متراً، اندفعت إلى مسافة 10 كيلومترات داخل البر في منطقة سنداي، وأسفرت عن نحو 16 ألف قتيل و6000 جريح و2600 مفقود في اليابان، وانهيار أو تضرر أكثر من مليون مبنى. كما تسببت في كارثة إشعاعية في محطة فوكوشيما للطاقة النووية.
وقال رئيس الحكومة اليابانية آنذاك ناوتو كان: «هذه أقسى أزمة تواجهها اليابان خلال 65 عاماً بعد الحرب العالمية الثانية». وقدر البنك الدولي الخسائر الاقتصادية بنحو 235 بليون دولار، ما يجعلها الكارثة الطبيعية الأكثر كلفة في التاريخ.
دمر التسونامي امتداداً واسعاً من الخط الساحلي ومناطق داخلية، مخلفاً مشهداً قاحلاً من الطين والحطام، ومقطعاً أوصال العلاقات المجتمعية وسبل العيش. وتقلصت شواطئ وكثبان رملية أو اختفت كلياً. ودُمر الغطاء النباتي عند مصبات الأنهار، خصوصاً الصنوبر وغابات القصب والحشائش البحرية ومسطحات المد والجزر.
منطقة سانريكو هي اليوم قبلة مشروع ريادي يظهر الدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه المناطق المحمية في التقليل من خطر الكوارث وإعادة إعمار ما دمرته. وهو يتضمن استعادة ملامح طبيعية مثل مناطق الأعشاب البحرية ومسطحات المد والجزر. ويشمل تطوير السياحة البيئية، خصوصاً من خلال جولات في قوارب بحرية يقودها أدلاء محليون، يمارس فيها الزوار الصيد التقليدي ويشاهدون ما خلفته كارثة التسونامي، إضافة إلى جولات برية للتعرف على جيولوجية المنطقة الغنية بالأحافير. وسيقام درب طويل للمشي في الطبيعة يصل بين شمال المنطقة وجنوبها، يضم الممرات والدروب القديمة في الغابات، كما يعبر في المناطق المأهولة للمساهمة في إنمائها الاقتصادي ولتسهيل عمليات الإخلاء في حال حدوث كارثة في المستقبل.
وسوف تنفذ برامج لبناء القدرات والتوعية، بهدف تحسين الاستعدادات للكوارث البيئية وتقليل مخاطرها والتعامل مع المشاكل والنفايات الناشئة عنها، وتطوير التنمية المستدامة مع المراقبة البيئية.
ويعيد المشروع ربط الغابات والأنهار والبحر والسفوح الجبلية والسهول الزراعية في المنطقة. ولطالما رسَّخت المعتقدات التقليدية لصيادي الأسماك في شمال شرق اليابان تكريم الجبال والعلاقة القوية بين الغابة والبحر. وقد دعت خطة إعادة إعمار سانريكو إلى احترام هذه المعتقدات وتقوية الروابط بين الطبيعة والمجتمعات المحلية، التي تثري الثقافة والتقاليد وتدفع التنمية المستدامة والنشاط الاقتصادي الذي يأخذ الطبيعة في الحسبان.
كادر
قبل التسونامي وبعده
ما زالت محمية سنداي كايهين الوطنية تشهد حتى الآن تحولات في طبيعتها ومشاهدها نتيجة تسونامي 2011، من تآكل الشواطئ إلى اختفاء الأحواض البحرية ومسطحات المد والجزر.
Ministry of Environment/ Geospatial Information Authority of Japan
|