قرر الأميركي ستيف إزموند وعائلته تمضية عطلة الربيع في منتجع على جـزيرة سانت جون، إحدى «الجزر العذراء» التابعة للولايات المتحدة في البحر الكـاريبي. وبعد وصولهم بفترة وجيزة في آذار (مارس) 2015، تم استدعاء مسعفين إلى الفيلا الفخمة التي استأجرتها الأسرة. وعند وصولهم وجدوا الأب فاقداً الوعي والأم والولدين يعانون من نوبات تشنجية. ونقل أفراد الأسرة جواً الى أحد مستشفيات ولاية فيلادلفيا الأميركية حيث أمضوا أسابيع في المعالجة.
قال مندوب لوكالة حماية البيئة الأميركية إن التحقيقات «بينت وجود بروميد الميثيل في الفيلا». وهذا مبيد زراعي يمنع استعماله داخل البيوت في الولايات المتحدة، وهو سام جداً ويسبب تلفاً في الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي.
أثارت هذه الحادثة اهتمام وزارة العدل الأميركية، التي أجرت تحقيقاً جنائياً بشأن قيام شركة لمكافحة الآفات برش الفيلا بمبيد يحتوي على مادة بروميد الميثيل قبل يومين من وصول الأسرة. وذلك بتحليل عينات من الهواء والغبار من داخل الفيلا.
يعتبر بروميد الميثيل مادة كيميائية تسبب استنزافاً لطبقة الأوزون، ولذلك تخضع لمتطلبات بروتوكول مونتريال، ويفترض التخلص منها كلياً في الولايات المتحدة بحلول سنة 2017.
وكان هذا الغاز يستخدم على نطاق واسع خلال تسعينات القرن العشرين كمعقّم للتربة الزراعيـة، يتم حقنه حتى عمـق يتراوح بين 30 و60 سنتيمتراً مع تغطية الحقل بأغشية بلاستيكية لفترة من الزمن. وعلى رغم خطورته، ما زال يستعمل أحيانـاً في الولايات المتحدة بموجب ما يسمى «استثناءات الاستخدام الحرج»، مثل مكافحة الفئران والجرذان في الحقول، لكن استعماله بات ممنوعاً داخل البيوت.
وقد بينت التحقيـقات التي قامت بها وكالـة حماية البيئـة الأميركية وجـود بروميد الميثيـل في مخازن عدد من شركات مكافحة الآفات في المنازل والمؤسسات في الجزر العـذراء. وهي تحقق في سجلات هذه الشركات لتكشف ما إذا استعمل في رش الأماكن السكنيـة وما إذا تم تهريبه بشكل غير قـانوني إلى تلك الجـزر.
|