|
|
|
|
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA |
Leading Arabic Environment Magazine |
|
|
|
|
|
المجلة البيئية العربية الاولى |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مقالات |
|
كيري شيريدان (نيو أورلينز) |
أمراض غامضة بعـد كـارثة خليج المكسيك حزيران (يونيو) 2011 / عدد 159 |
|
|
|
عملت جايمي سايمون على متن بارجة في المياه الملوثة بالنفط طوال ستة أشهر بعد التسرب الكارثي في خليج المكسيك العام الماضي. وكانت مهمتها تحضير الطعام لعمال التنظيف وغسل ملابسهم. وبعد انقضاء سنة، تقول هذه المرأة التي لم تتجاوز الثانية والثلاثين من العمر إنها ما زالت تعاني من مشاكل صحية مبرِّحة، منها تسارع ضربات القلب والتقيؤ والدوار والتهاب الأذنين وانتفاخ الحنجرة وضعف النظر وضعف الذاكرة. وهي تعزو محنتها الى عناصر سامة في النفط الخام والمواد المشتِّتة التي رشت لتفكيكه، بعد انفجار المنصة النفطية «ديبووتر هورايزون» المؤجرة لشركة بريتش بتروليوم في خليج المكسيك على بعد 80 كيلومتراً من سواحل ولاية لويزيانا الأميركية في 20 نيسان (أبريل) 2010.
قالت سايمون: «تعرضت لتلك المواد الكيميائية، التي سألت عن تأثيراتها، فأبلغوني أنها مأمونة تماماً مثل سوائل غسل الصحون ولا داعي للقلق». وأفاد الطبيب المحلي مايك روبيشو أنه عاين مؤخراً نحو 60 مريضاً مثل سايمون في بلدتها التي يقطنها 10 آلاف نسمة والمحاذية لمستنقعات وحقول قصب السكر، والتي ابتليت بمرض غامض يعتقد البعض أن بريتش بتروليوم تسببت فيه.
أما آندي لابوف (51 عاماً) فكان يتقاضى 1500 دولار في اليوم للإبحار بقاربه وإلقاء حواجز طافية، لاحتواء بعض من 4,9 مليون برميل نفط تسربت من قاع المحيط نتيجة انفجار بئر النفط العميقة. لكن تأدية هذه المهمة طوال أربعة أشهر خلفته مريضاً وعاجزاً عن العمل، وهو قال: «أنا مريض جداً منذ مدة، ولا أتحسن»، مشيراً الى أنه يعاني مشاكل في الذاكرة وآلاماً في الحنجرة منذ سنة.
الدكتور روبيشو اختصاصي بأمراض الأذن والأنف والحنجرة، تبعد عيادته ساعة بالسيارة جنوب غرب مدينة نيوأورلينز، وتقع على جانب طريق تنتشر فيها لافتات مكتوبة بخط اليد تروج لبيع لحوم السلاحف. قال إنه يعالج كثيراً من المرضى المحليين في منازلهم: «انهم يتحلون بآداب عمل مثالية، وهم متحفظون جداً، ولا يريدون أن يعرف الناس أنهم يمرضون. تسعون في المئة منهم تزداد حالاتهم سوءاً، ولا أحد يعرف ما الأمر».
خطأ في جمع البيانات الصحية
تبين قائمة أعدها المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية أن 52 ألف عامل كانوا يكافحون التسرب النفطي في خليج المكسيك اعتباراً من آب (أغسطس) 2010. وأبلغت ولاية لويزيانا عن 415 مصاباً بمشاكل صحية مرتبطة بالتسرب، ومن الأعراض التي يعانون منها ألم في الحنجرة وتهيج في العينين والتهابات في مجرى التنفس وصداع وغثيان.
لكن برنارد غولدستين، وهو اختصاصي بعلم السموم وأستاذ في جامعة بيتسبورغ، اعتبر أن طريقة الحكومة الأميركية في جمع البيانات الصحية المتعلقة بالعمال طـريـقة خاطئة. فعلى سبيل المثال، انقضت ستة أشهر قبل تمويل دراسة رئيسية أجراها المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية على العمال الذين استجابوا للتسرب النفطي، وهذا تأخير حاسم يؤثر في بيولوجيا العمال وقدرتهم على التذكر. أضاف غولدستين: «بعد ستة أشهر فات الأوان»، مشيراً الى أن مادة البنزين، وهي مادة مسرطنة في النفط الخام، تختفي من دم الشخص الذي تعرض لها خلال أربعة أشهر.
والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات (PAHs) ملوثات يمكن أن تتسبب بتغيرات وراثية وأمراض سرطانية، ولها أهمية خاصة في دراسة الصحة على المدى البعيد. ولكن في غياب أساس للمقارنة تصعب معرفة من أين أتت، من البقعة النفطية أم من مكان آخر في البيئة. وأوضح غولدستين أنها تبقى في الجسم مدة طويلة، لكنها تحتجب خلف مصادر أخرى للهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، مثل أكل اللحوم المشوية على الفحم أو تدخين السجائر.
ويزيد الوضع غموضاً أن ولاية لويزيانا تحتل مرتبة متدنية جداً في الوضع الصحي العام للسكان بالمقارنة مع بقية الولايات المتحدة، بين المرتبتين الـ 44 والـ49 من أصل 50 ولاية.
وقد رُصدت بعض الأعراض المماثلة، بما في ذلك تهيج العينين والمشاكل التنفسية والغثيان والاجهاد النفسي، لدى مكافحي التسرب في كارثة انشطار الناقلة «برستيـج» قبالة إسبانيا عام 2002، ومكافحي التسرب من الناقلة إكسون فالديز قبالة ألاسكا عام 1989.
مسارات الاصابة
الباحثة الكيميائية ويلما سوبرا، التي شاركت في تحليل الدماء لجهة احتوائها على مذيبات متطايرة، أفادت أن مستويات البنزين لدى عمال التنظيف والغواصين وصيادي الأسماك كانت أعلى 36 مرة من عموم السكان، مضيفة: «مع الوقت ترى مزيداً من الناس يمرضون بشكل يعصى على الحل. وهذا يشير بوضوح الى أن التعرض مستمر». ولاحظت أن الاصابة تأتي من تماس بالجلد أو أكل ثمار بحر ملوثة أو استنشاق هواء ملوث، مضيفة: «طلبنا من الوكالات الحكومية توفير عناية طبية من أطباء ذوي خبرة بالتعرض للسموم، لكننا لم نلقَ أي استجابة».
حين طلب من بريتش بتروليوم التعليق على الموضوع، أفادت أن «حماية عمال مكافحة البقعة النفطية كانت أولوية قصوى»، وأنها أجرت «مراقبة مكثفة» لهم بالتنسيق مع عدة وكالات حكومية. وأضافت أن «تقارير الأمراض والاصابات تمت متابعتها وتوثيقها أثناء الاستجابة لكارثة التسرب، وأن البيانات الطبية تشير الى أنها لا تختلف كثيراً عما هو متوقع لمجموعة عمال بهذا الحجم في ظروف عادية. وأي تعويض للعمال المرضى يخضع لقانون الولاية، ويجب أن تدعمه أدلة طبية مقبولة».
بالنسبة الى جايمي سايمون، فقد تغيرت حياتها تماماً. وهي تتناول يومياً عقاقير مسكنة للألم. ولم تستشر طبيباً إلا بعدما قرأت مؤخراً في صحيفة محلية أن عمال تنظيف آخرين مرضوا أيضاً. قالت: «أنا لم أربط بين الأمرين سابقاً، لكني بدأت أدرك أن ثمة علاقة ممكنة».
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
اضف تعليق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
|
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.
|