في إطار معرض إكسبو ميلانو 2015، نظم المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية المتقدمة (CIHEAM) والمعهد الزراعي المتوسطي التابع له في مدينة باري الإيطالية نشاطات مختلفة حول الاستهلاك والإنتاج المستدامين للغذاء، مع تركيز خاص على النظام الغذائي الشائع في حوض البحر المتوسط.
أقيم «معرض النظام الغذائي المتوسطي 2015» يوم 14 أيار (مايو). وتماشياً مع شعار إكسبو ميلانو «إطعام الكوكب ـ طاقة للحياة»، كان هدفه ترويج التراث الثقافي والغذائي الذي يمثله هذا النظام. وتم إطلاق دعوة لتقديم أفكار ومساهمات من أجل ترويج النظام المتوسطي كنمط غذائي مستدام ورفع وعي المواطنين والمؤسسات لتحقيق هدف مزدوج: نشر مفهوم النظم الغذائية المستدامة وترويج أنماط الحياة المستدامة. وذلك بتفعيل اهتمام زوار إكسبو ميلانو ومشاركتهم من خلال الفئات الأربع التي حددها «ميثاق ميلانو»، أي المواطنين والشركات والجمعيات والمؤسسات. وحظيت الدعوة بدعم منظمات وطنية وإقليمية مثل الاتحاد من أجل المتوسط (UfM) والمؤسسة الدولية للنظام الغذائي المتوسطي (IFMeD).
تخلل هذا الحدث إطلاق النظام الغذائي المتوسطي الجديد MedDiet4.0 وهو مقاربة مبتكرة للهرم الغذائي المتوسطي الشهير بعد تحديثه في أربعة أبعاد هي الصحة والثقافة والبيئة والاقتصاد. ويمثل هذا النظام نمط حياة معاصراً لا مجرد نمط غذائي. وسوف تعمَّم معلومات عنه في نشاطات تواصلية مع الجمهور، بحيث يكتسب كل جانب من الجوانب الأربعة للهرم الغذائي المتوسطي بعداً خاصاً بالاستدامة. وسوف يخصص للنظام أسبوع في أيلول (سبتمبر) ضمن إكسبو ميلانو.
النشاط الثاني الرئيسي الذي نظمه المركز الدولي المتوسطي في معرض إكسبو ميلانو هو برنامج «معرفة الإطعام» (www.feedingknowledge.net) للتعاون البحثي والابتكاري في ما يخص الأمن الغذائي. ويتم تطوير البرنامج من خلال مبادرتين: «الشبكة الأوروبية المتوسطية» و«أفضل ممارسات التنمية المستدامة»، بالتعاون مع مركز METID بوليتكنيكو دي ميلانو، لتطوير وتشارك المعرفة باعتبارهما الأداتين الرئيسيتين لمحاربة الجوع وسوء التغذية. وهو يركز أولاً على المنطقة الأورو ـ متوسطية، بما في ذلك بلدان البلقان، وبعد سنة 2015 تشمل نشاطاته تدريجياً مناطق أخرى من العالم مع تركيز على البلدان النامية.
ويتم تطوير نشاطات برنامج «معرفة الإطعام» من خلال خمس أولويات للبحث والابتكار في مجال الأمن الغذائي: الإدارة المستدامة للموارد المائية والطبيعية، التعزيز الكمي والنوعي لمنتجات المحاصيل، الديناميات الاجتماعية الاقتصادية والأسواق العالمية، التنمية المستدامة للمجتمعات الريفية الصغيرة في المناطق الهامشية، أنماط استهلاك الطعام.
وتسعى الشبكة الأورو ـ متوسطية إلى إعداد تقارير ومنظور مشترك لأولويات الأبحاث في مجال الأمن الغذائي، من أجل دعم صانعي القرار في وضع البرامج والسياسات. وقد تم إعداد تقرير الأولوية الخامسة بعنوان «أنماط الاستهلاك الغذائية المتوسطية: النظام الغذائي، البيئة، المجتمع، الاقتصاد، الصحة» بالتعاون بين معهد باري الزراعي المتوسطي وبرنامج النظم الغذائية المستدامة في منظمة الأغذية والزراعة (فاو).
يهدف التقرير الى المساهمة في تصميم مجموعة متماسكة من السياسات وجدول أعمال للأبحاث بشأن تحسين استدامة أنماط الاستهلاك والنظم الغذائية، من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي في حوض البحر المتوسط. ويبين التقـرير أن زيادة التزام سكان الحوض بالنمط الغذائي المتوسطي يمكن أن تساهم في تحسين توافر الغذاء والوصول إليه واستهلاكه. كما أن خفض خسائر الطعام والنفايات الغذائية يحسن الأمن الغذائي والتغذوي. وأي استراتيجية بشأن الأمن الغذائي والتغذوي في المنطقة يجب أن تشمل مسألتي الكمية والنوعية وعلاقتهما بقطاعات أخرى مثل التغذية والصحة.
التركيز على نظم غذائية مستدامة ضمن نظام غذائي أوسع نطاقاً هو نهج جديد يتيح إدراك الجوانب والأبعاد المختلفة للأمن الغذائي والتغذوي.
كابون والبلالي ودبس وبوتاليكو باحثون في المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية المتقدمة(CIHEAM)
|