نشر «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) عبر وسائل التواصل الاجتماعي في 31 أيار (مايو) أربع صور لما وصفها بحديقة الحيوانات في تدمر، من دون أي معلومات إضافية باستثناء الإشارة إلى أن حيوانات الحديقة هي في رعاية «الدولة الإسلامية».
وفي حين أن اثنتين من الصور المنشورة هما لطائر الطاووس وطيور النعام، فإن الصورتين الأخريين هما لأندر الحيوانات في سورية، غزال الرمل والمها العربي، التي يتم إكثارها ضمن محمية التليلة على بعد 30 كيلومتراً جنوب شرق مدينة تدمر.
من الواضح أن الصور ملتقطة ضمن مدينة تدمر التي استولى عليها التنظيم بتاريخ 20 أيار (مايو) 2015. ويبدو أن إدارة محمية التليلة كانت مجبرة على نقل عدد من الغزلان والمها إلى حظيرة داخل تدمر لتجنب المواجهات التي كانت تجري قرب المدينة، وذلك قبل أن تقع تدمر نفسها في أيدي التنظيم.
ويصنف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) غزال الرمل، أو الريم، ضمن الكائنات المهددة بالانقراض. وكان هذا النوع منقرضاً بالفعل في سورية حتى عام 1996 حين تم جلب 30 غزالاً من الأردن وجرى إكثارها في محمية التليلة. وكان عدد رؤوس غزلان الرمل في المحمية عام 2010 بحدود 700 رأس.
أما المها العربي فهو مدرج على أنه عرضة للانقراض في قوائم الاتحاد الدولي. وقد أعيد إدخاله إلى البادية السورية أيضاً في نهاية 1996 بفضل هدية من الأردن اشتملت على ثمانية رؤوس. وكل مهاة في المحمية موسومة وتحمل اسماً خاصاً بها، ولها سجل تتبع لحياتها. وقد بلغ العدد الكلي للمها في سورية 155 رأساً في أيلول (سبتمبر) 2010.
وكانت السلطات السورية أطلقت عشرات من غزلان الرمل وعدداً أقل من المها العربي في محميتي طول العبا ومرج السلطان عام 2010. إلا أن كلتا المحميتين تقعان في مناطق غير مستقرة، الأولى ضمن حدود محافظة الرقة التي يسيطر عليها «تنظيم الدولة الإسلامية»، فيما تقع الثانية ضمن ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
المها العربي وغزال الرمل هما من الحيوانات الأصيلة المتوطنة في بادية تدمر. وأحد النصب الأثرية الذي عثر عليه في معبـد الربة اللات يمثل أسداً يحمي مهاة عربية، وقد نُقشت على القدم اليسرى للأسد كتابة تدمرية تقول «الربة تبارك كل من لا يسفك الدم في معبدها».
قبل ذلك، في 25 أيار (مايو)، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) خبراً بعنوان «تنظيم الدولة يهدد طائر أبو منجل الشمالي بالانقراض في سورية». وكانت مجلة «البيئة والتنمية» أول وسيلة إعلامية تدحض هذا الادعاء، حيث أن «طيـور أبو منجـل في تدمـر انقرضت العام الماضي». وبعدها قام جيانلوكا سيرا، مكتشف مستعمرة الطائر في تدمر، بتأكيد ما أوردته «البيئة والتنمية» في مقال حمل عنوان «طائر أبو منجل الأصلع الشمالي منقرض في الشرق الأوسط ولكن لا يمكننا وضع اللوم على تنظيم الدولة الإسلامية».
|