تحتلّ 182 مليون هكتار وتحتكرها بضع شركات كبرى
المحاصيل المعدلة وراثياً: إنتاج متزايد رغم المحاذير
من الروايات الشائعة لترويج المحاصيل المعدلة وراثياً أنها تساعد في تخفيف الفقر والجوع وتعد بإطعام عالم يزداد سكاناً واحتراراً. لكن هذه المحاصيل، التي تمت هندستها لتكتسب صفات مثل مقاومة الحشرات والمبيدات والجفاف، تنطوي على محاذير بيئية ما زالت غامضة النطاق، كما أنها تصبّ في مصلحة كبار المزارعين على حساب صغارهم. هنا عرض لوضع المحاصيل المعدلة وراثياً في العالم، حصلت «البيئة والتنمية» على حق نشره من معهد «وورلد واتش» لأبحاث البيئة والموارد في واشنطن
وانكينغ زهو باحثة في برنامج الغذاء والزراعة في معهد وورلد واتش لأبحاث الموارد والبيئة في واشنطن www.worldwatch.org
وانكينغ زهو (واشنطن)
المحاصيل المعدلة وراثياً هي التي تتم هندسة جيناتها بواسطة تكنولوجيات حيوية لإعطائها خصائص جديدة، مثل مقاومة الحشرات ومبيدات الحشائش وتحمل الجفاف، وزيادة محتواها من بعض المعادن والفيتامينات والمغذيات.
وتتزايد مساحة الأراضي المزروعة بهذه المحاصيل منذ أكثر من عقدين، بعدما بدأ تسويقها في أوائل تسعينات القرن العشرين. فبلغت 182 مليون هكتار عام 2014. لكن معدل الزيادة السنوية تباطأ بشكل كبير، من 125 في المئة أواخر التسعينات الى 6,3 في المئة أوائل العقد الحالي.
استأثرت أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية بنحو 87 في المئة من مساحة الأراضي المزروعة محاصيل معدلة وراثياً عام 2014، حيث بلغت 85 مليون هكتار في الأولى و73 مليون هكتار في الثانية. وتلتهما آسيا (20 مليون هكتار) وأفريقيا (3,3 مليون هكتار) وأوقيانيا (0,5 مليون هكتار) وأوروبا (0,1 مليون هكتار). وذلك وفق إحصاءات الخدمة الدولية لحيازة تطبيقات التكنولوجيات الحيوية الزراعية (ISAAA) وهي منظمة توثق المعلومات الرسمية حول التجارب الحقلية وزراعات المحاصيل المعدلة وراثياً.
بلغ نمو المساحة المزروعة بهذه المحاصيل ذروته عام 1998، عندما ازدادت بمقدار 17 مليون هكتار، أي نحو ضعفي الزيادة التي شهدتها عام 1997. وعُزي ذلك بشكل كبير إلى التوسع السريع في زراعتها في الولايات المتحدة والأرجنتين.
وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين امتد النمو النشط لهذه الزراعة من أميركا الى آسيا وأفريقيا. وخلال معظم العقد الحالي أضافت بلدان نامية في أميركا الجنوبية (خصوصاً البرازيل والأرجنتين) وآسيا (خصوصاً الصين والهند) وأفريقيا (خصوصاً جنوب أفريقيا) مساحة أكبر مما أضافت البلدان الصناعية. ومنذ 2012 زرع العالم النامي مساحات من المحاصيل المعدلة وراثياً أكبر مما زرعت البلدان الصناعية. لكن معدلات نمو هذه الزراعة في العالمين الصناعي والنامي آخذة في الانخفاض.
الوضع في المنطقة العربية
العالم العربي ليس في عجلة من أمره لتبني المحاصيل المعدلة وراثياً. وكانت مصر أول بلد عربي زرعها على مستوى تجاري. فقد وافقت الحكومة على زراعة الذرة الصفراء المقاومة للحشرات، التي طورتها شركة «مونسانتو» وعرفت باسم «عجيب» (Ajeeb YG) في مصر، حيث تم زرعها على مساحة 700 هكتار عام 2008، توسعت إلى 1000 هكتار عام 2009، وإلى 2000 هكتار عام 2010، وبلغت 2800 هكتار عام 2011 (أقل من 2 في المئة من كل الذرة الصفراء المزروعة في مصر).
لكن زراعة هذه الذرة شهدت احتجاجات شعبية. وفي العام 2012 تقلصت المساحة إلى 1000 هكتار، وأتلفت وزارة الزراعة البذور المستوردة من الذرة المعدلة وراثياً، وتم تعليق الموافقة على زراعة أي محاصيل معدلة وراثياً في مصر. وحالياً، تجرى تجارب لتطوير بعض السلالات المعدلة وراثياً، خصوصاً المقاومة للفيروسات والحشرات، تمهيداً لتسويقها في حال رفع الحظر.
في العام 2014 كان السودان البلد العربي الوحيد الذي يزرع محاصيل معدلة وراثياً على نطاق تجاري. وقد بدأت زراعة القطن المعدل وراثياً في السودان في حزيران (يونيو) 2012. في السنة الأولى، زرع القطن المقاوم للحشرات من صنف «صيني 1» (Seeni 1) المطوّر في الصين على مساحة 20 ألف هكتار. وتوسعت زراعته نحو ثلاثة أضعاف عام 2013 إلى 62 ألف هكتار، وصولاً إلى 90 ألف هكتار عام 2014. ووفق سفارة الصين في الخرطوم، كان نحو 92 في المئة من القطن المزروع في السودان عام 2013 من هذه السلالة.
ولم تشهد زراعة القطن المعدل وراثياً معارضة شعبية رادعة في السودان، ربما لأنه محصول نقدي، وليس مصدر غذاء مثل الذرة المعدلة وراثياً في مصر.
فول وذرة وقطن وكانولا
خلال 2014 كان مليون ونصف مليون مزارع، من أصل 18 مليون مزارع في البلدان الـ28 التي تزرع محاصيل معدلة وراثياً، يقيمون في ثمانية بلدان صناعية، تتقدمها الولايات المتحدة. لكن 90 في المئة يقيمون في 20 بلداً نامياً، حيث 53 في المئة من مجمل المساحة المزروعة. وتظهر البيانات أيضاً ان زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً في البلدان النامية تتطلب كثافة عمّالية بمقدار 10 أضعاف ما تتطلبه في البلدان الصناعية، نزولاً من 14 ضعفاً في أوائل القرن الحادي والعشرين.
زرعت البلدان الـ15 الأوائل مجتمعة 99,7 في المئة من المحاصيل المعدلة وراثياً عام 2014. وزرعت البلدان الخمسة الأولى 90 في المئة من مجموع المساحات. ومن المثير للاهتمام أن 6 من البلدان الـ15 الأكثر إنتاجاً، وهي بلدان نامية، لم تبدأ رسمياً زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً إلا خلال العقد الماضي. على سبيل المثال، لم توافق البرازيل رسمياً على زراعتها حتى عام 2003. لكن معدلات النمو العالية خلال جميع السنوات تقريباً منذ ذلك الحين رفعت البرازيل الى المرتبة الثانية عالمياً، ومحصولها الرئيسي فول الصويا المقاوم لمبيدات الحشائش.
في العام 2014 كانت المحاصيل المعدلة وراثياً التي تزرع على أوسع نطاق هي: فول الصويا (91 مليون هكتار) والذرة (55 مليون هكتار) والقطن (25 مليون هكتار) والكانولا (9 ملايين هكتار). وتشمل المحاصيل الأخرى التي تزرع لأغراض تجارية الشمندر السكري والفصة (ألفالفا) والبابايا والبطاطا والكوسى والطماطم والفليفلة الحلوة والباذنجان. وزرعت أشجار حور مقاومة للحشرات لأغراض تجارية في الصين. وتمت الموافقة في الولايات المتحدة على زراعة صنوبر المستنقعات المعدل وراثياً لزيادة كثافة خشبه.
النمو المطرد في المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل الأربعة الرئيسية خلال الفترة بين 2000 و2010 تحول الى نمط أكثر تقلباً في أوائل العقد الحالي. فقد شهدت زراعة القطن المعدل وراثياً انخفاضاً معتدلاً عامي 2012 و2013، خصوصاً نتيجة انخفاض الأسعار. وانخفضت المساحة المزروعة بالكانولا المعدلة وراثياً بمقدار مليون هكتار عام 2013، لأن كندا زادت حصة القمح غير المعدل وراثياً أثناء تناوب المحاصيل. هذه التطورات، فضلاً عن الزيادة الكبيرة عالمياً في مساحة الأراضي التي زرعت بفول الصويا غير المعدل وراثياً عام 2013، أسفرت عن انخفاضات في النسب المئوية لفول الصويا والقطن والكانولا المعدلة وراثياً خلال ذلك العام.
ويعود بطء نمو المساحة المزروعة بمحاصيل معدلة وراثياً الى تشبّع معدلات اعتمادها في بلدان رائدة في هذا القطاع. على سبيل المثال، تعدت معدلات الاعتماد 90 في المئة للمحاصيل الرئيسية في الولايات المتحدة. وتشكل المحاصيل المعدلة وراثياً حالياً 95 في المئة من الكانولا المنتجة في كندا، و99 في المئة من القطن في أوستراليا، و95 في المئة من القطن في الهند، و99 في المئة من القطن و100 في المئة من فول الصويا في الأرجنتين، و95 في المئة من فول الصويا في باراغواي.
مقاومة الحشرات ومبيدات الحشائش
مقاومة مبيدات الحشائش هي الصفة الغالبة على جميع المحاصيل المعدلة وراثياً والمعتمدة رسمياً منذ العام 1996، مستأثرة بنحو 60 في المئة عام 2014، خصوصاً فول الصويا والكانولا والذرة. والصفة الأخرى هي مقاومة الحشرات.
أما المحاصيل ذات الصفات المتعددة، التي تشمل أشكالاً مختلفة من مقاومة الحشرات أو تجمع بين مقاومة الحشرات ومقاومة مبيدات الحشائش في سلالة واحدة، فزرعت في 51 مليون هكتار عام 2014، أي 28 في المئة من مجمل المساحات المزروعة محاصيل معدلة وراثياً في العالم. وغالباً ما تستعمل الصفات المتعددة في الذرة والقطن. لكن فول الصويا الذي يحمل هذه الصفات يزرع أيضاً على نطاق تجاري في البرازيل منذ 2013، وقد بلغت مساحته 5 ملايين هكتار عام 2014، أي أكثر من ضعفي العام السابق. ومن الصفات الأخرى التي تم إدخالها مقاومة الفيروسات، وتحمّل الجفاف، وتعزيز المغذيات، وزيادة القيمة السوقية.
بلغت القيمة العالمية للبذور المعدلة وراثياً 16 بليون دولار عام 2014، بزيادة 0,6 في المئة عن 2013. وهذا معدل نمو منخفض بشكل غير مسبوق مقارنة بمعدلات نمو سنوية تزيد على 10 في المئة خلال العقد الأول من هذا القرن. وتحتكر حفنة من الشركات الكبرى تطوير المحاصيل المعدلة وراثياً وتسويقها. ففي الولايات المتحدة مثلاً، تستحوذ شركة «مونسانتو» العملاقة على 63 في المئة من جميع «تصاريح التخليص» و«إشعارات التخليص» التي أصدرتها وزارة الزراعة الأميركية حتى الآن، تليها «دي بون بيونير» (13%) و«سينغينتا» (6%) و«داو أغروسيانس» (4%) ووزارة الزراعة الأميركية (4%) وشركات صغيرة أخرى.
عواقب بيئية
وإفقار المزارعين الصغار
من الروايات المألوفة لترويج المحاصيل المعدلة وراثياً أنها تساعد في تخفيف حدة الفقر والجوع. لكن أثرها الحقيقي يستحق تقييماً أدقّ. فبدلاً من إنتاج المزيد من الغذاء بتحسين كمية الغلال، وهذا تصور شائع لكيفية استعمال المحاصيل المعدلة وراثياً من أجل تخفيف الفقر، تتمثل فوائد هذه التكنولوجيات غالباً في توفير الوقت والجهد في الزراعة وتخفيض مخاطر السوق على المزارعين. كما أن المنظور الحالي للمحاصيل المعدلة وراثياً يبين بوضوح أن الدافع الرئيسي هو الطلب على العلف الحيواني (فول الصويا والذرة) والزيت (فول الصويا والكانولا) وليس الغذاء الذي يأكله الناس.
هذا يثير القلق من ناحيتين على الأقل. أولاً، من منظور اجتماعي، قد يوفر تحسين الكفاءة وقتاً للمزارعين كي يتحولوا الى مصادر إضافية للدخل، لكنه أدى الى خسارة الأراضي وسبل العيش عندما توسـع مزارعون كبار واستولوا على أراضي مزارعين صغار يعانون قلة الموارد والإرشاد والحماية.
ثانياً، من منظور بيئي، فإن ارتفاع الطلب على اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى، الذي تلبيه طرق الإنتاج الصناعي، هو في ذاته سبب مشاكل بيئية متعددة، من التلوث الى إزالة الغابات. ومن ناحية استعمال المبيدات ومتطلبات الحراثة، فإن زراعة فول الصويا والذرة المقاومتين لمبيدات الحشائش قد تكون أقل ضرراً من الوسائل التقليدية لتلبية الطلب على العلف الحيواني، لكن الفائدة تتلاشى إذ تطور الحشائش الضارة مقاومة للمبيدات.
خلال السنوات الخمس الى العشر المقبلة، قد تتنوع المحاصيل التجارية المعدلة وراثياً من حيث أصنافها وصفاتها المكتسبة، بناء على قائمة 71 محصولاً أُخضعت لتجارب حقلية. وهذه تشمل الفواكه والبذور والحبوب البروتينية وأغذية أساسية مثل الرز والمنهوت (الكسافا). وإذ قد يؤدي توسيع تشكيلة المحاصيل المعدلة وراثياً إلى نمو زراعتها بشكل أكبر في المستقبل القريب، فهذا يقتضي أطراً تنظيمية صارمة مع تقييم كل حالة على حدة.
16 بليون دولار
القيمة العالمية للبذور المعدلة وراثياً عام 2014
60%
من جميع المحاصيل المعدلة وراثياً عام 2014 كانت مقاومة لمبيدات الحشائش
71
عدد المحاصيل
المعدلة وراثياً التي
خضعت لتجارب حقلية
حيوانات معدلة وراثياً
هل يتم إنتاجها على نطاق تجاري؟
تستخدم «الهندسة الوراثية» أدوات التكنولوجيا الحيوية والبيولوجيا الجزيئية لإدخال خصائص جديدة على كائن حي. وهي باتت تعتمد تجارياً في الزراعة لإكساب محاصيل مثل الذرة وفول الصويا مقاومة للآفات أو مبيدات الحشائش. لكنها لم تستخدم بعد لإنتاج حيوانات معدلة وراثياً على نطاق تجاري.
تم إنتاج أول حيوان معدل وراثياً في ثمانينات القرن العشرين، بحقن حمض نووي (DNA) في أجنة فئران وزرعها في رحم فأرة. أما الحيوانات المعدلة وراثياً التي يتم تطويرها حالياً فتستخدم غالباً لأغراض أبحاث الأمراض البشرية، وصنع منتجات للعلاج البشري كالأدوية والأنسجة المخصصة للزرع، وتعزيز إنتاجية الأسماك والدواجن والمواشي، وتحسين قدرتها على مقاومة الأمراض وتحمل الظروف المناخية القاسية.
من خلال تعديل الحمض النووي البشري، أو نقله الى حيوان، يمكن تطوير بروتينات معينة تستخدم في العلاج الطبي. وقد تم تطوير تعديلات لبروتينات بشرية في حيوانات مختلفة. وفي العام 2009 وافقت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة على أول عقار بيولوجي بشري يتم إنتاجه من حيوان. يدعى هذا العقار ATryn ويستخلص من حليب الماعز، وهو مضاد لتجلط الدم ويقلل احتمال حدوث جلطات دموية أثناء الجراحة أو الولادة.
واستحدث علماء بعوضاً مقاوماً للملاريا عام 2010. كما تم تطوير ذكور بعوض معدلة وراثياً تحوي جيناً قاتلاً لمكافحة انتشار حمى الضنك. وقد انخفضت أعداد بعوض Aedes aegypti الناقل لحمى الضنك بنسبة 80 في المئة في تجربة أجريت عام 2010 واستخدم فيها هذا البعوض المعدل وراثياً في جزر كايمان البريطانية في البحر الكاريبي.
وفي العام 2011 طوّر علماء صينيون أبقاراً حلوبة تم تعديلها وراثياً بجينات بشرية لإنتاج حليب يماثل حليب الثدي البشري.
وأعلنت شركة «أكوا باونتي» للتكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة أنها أنتجت صنفاً من السلمون المعدل وراثياً، زاعمة أنه يصل إلى مرحلة البلوغ خلال نصف الوقت الذي يستغرقه السلمون الطبيعي، وينمو إلى ضعفي حجمه. وتقدمت بطلب للموافقة على تسويقه في الولايات المتحدة، وما زال طلبها قيد الدرس لدى إدارة الغذاء والدواء الأميركية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 وافقت كندا على إنتاج وتصدير بيوض السلمون المعدل وراثياً على نطاق تجاري، لكنها لم توافق على استهلاكها البشري داخل البلاد.
الاتحاد الأوروبي يسمح
بـ19 مادة معدّلة وراثياً
في نيسان (أبريل) 2015 سمح الاتحاد الأوروبي باستيراد 19 نوعاً من المواد المعدلة وراثياً وبيعها، من دون انتظار موافقة الدول الأعضاء على تعديل يرمي الى السماح لها بمنع هذه المواد على أراضيها، ما أثار انتقادات في أوساط المدافعين عن البيئة والمستهلكين.
ويشمل القرار 17 مادة معدلة وراثياً، مخصصة لتصنيع أغذية حيوانية وبشرية، إضافة الى نوعين من الزهور. وبينها 11 منتجاً من شركة «مونسانتو» الأميركية العملاقة تتضمن أصنافاً من الصويا والذرة والقطن. أما المواد الثماني المتبقية فهي من إنتاج شركة «دوبون» الأميركية ومجموعتي «باير» وBASF الألمانيتين.
وهذا السماح يسري فوراً لمدة عشر سنين، ويشمل كل الدول الأعضاء بما فيها التي صوتت ضده.